ـ يا أستاذة ممكن تبطلي عياط.
ـ يرضي مين دا؟ يرضي مين ها قولي.
ـ والله ما أعرف أنا دخلت لقيتك بتعيطي.
ـ يا ربي حرام كدا والله.
ـ يا ستي اهدي، ممكن تفهميني حصل إيه.
ـ بقالي تلات سنين مدرسة عربي وفي عيد المعلم تيجي واحدة من طلابي تبعتلي رسالة شكر فيها "شكرن يا معلمتي" بالنون!
ـ هو دا اللي بتعيطي عشانه؟!
ـ مش سبب يحرق الأعصاب بذمتك؟
ـ فعلًا.
ـ يرضي ربنا دا؟
ـ لا طبعًا ميرضيش ربنا.
ـ تعبي كله اترمى على الأرض وداسته تريلا.
ـ ربنا يصبرك.
مسحت دموعي وبصتله.
ـ أنت مين يا أستاذ؟
ـ فيكي الخير والله إنك لسه فاكرة تسألي، أنا ولي أمر نور وجاي أقابل مس حور.
ـ هو أنت ولي أمر نور؟
ـ أه أنا... يادي النيلة بتعيطي ليه تاني!
ـ بابا أنت زعلت مس حور ليه؟
بصلي شوية ورجع بصلها.
ـ هي دي مس حور؟!
ـ أه وأنت زعلتها أهو.
ـ والله ما عملت حاجة، يا أستاذة حضرتك بتعيطي ليه تاني؟
ـ يرضي مين دا بذمتك؟
ـ والله ما أعرف أنتي بتتكلمي عن إيه.
ـ يعني إيه نور تكتبلي شكرن بالنون!
ـ هو دا اللي انتي بتعيطي عشانه وجيباني بسببه.
ـ وهو دا مش سبب يستحق الاستدعاء؟
ـ لا طبعًا دا سبب قوي جدًا مش عارف أنا إيه الاستهتار دا.
ـ يعني إيه أفضل السنة كلها بدرس عربي وفي الأخر أتجلط كدا.
ـ كان المفروض ترفديها أنا لو منك أعملها.
ـ لا نور دي حبيبتي ومستحيل أعمل كدا.
ـ ولما هي حبيبتك ومستحيل تعملي كدا، بتعملي استدعاء لييييه!
ـ مش أنت أبوها؟ يبقى لازم تهتم بيها شوية عن كدا.
ـ فعلًا أنا الغلطان، أنا أب مهمل وفاشل.
ـ أنت بتتريق عليا صح؟
ـ لا طبعًا، أنتي مدرسة مسؤولة.
ـ بحسب.
ـ الله ياخدك!
ـ إيه دا أنت بتشتمني؟!
ـ لا العفو وهو أنا أقدر؟ أنا بدعي عليكي بس!
ـ إذا كان كدا ماشـ نعم!
ـ يلا يا نور نمشي.
ـ باي يا مس حور.
ـ باي يا روح مس حور.
إيه دا؟ دا مشي! استنى يا أخ، هو أنا عاملة استدعاء عشان تمشي؟! دا إيه قلة الاحترام دي؟ هو أنا يعني عشان مش باين عليا إني مدرسة وبعيط كتير يبقى يتجاهلني؟! يا أخي تبًا لأمثالك.ـ حـــوور.
ـ وداني يا بنتي.
ـ يلا نطلع.
ـ ليه؟
ـ هطلع أنا وأنتي عشان نجيب حاجات ناقصاني في جهازي.
ـ الله يحرجك أنتي وجهازك، صرعتيني.
ـ طب يلا ياختي.ـ إيه رأيك في طقم الكاسات دا، حلو صح؟
ـ دا أحلى خديه.
ـ دا عليه توم وجيري.
ـ أيوة عشان كدا أحلى.
ـ غوري من وشي يا حور.
ـ أنا هروح عند الحلويات وأشتري كام شكولاتاية دا أنتي مملة.ـ لو سمحت هاخد دول حاسبلي عليهم.
ـ مس حور.
ـ نور بتعملي إيه هنا؟
ـ أنا هنا مع بابا.
ـ طب وهو فين؟ إزاي يسيبك لوحدك كدا؟
ـ لا إحنا بنلعب استغماية.
ضحكت.
ـ طيب يا روحي، تاخدي شكولاتة؟
بصت للشكولاتة وكان باين أوي إنها عايزة بس هزت راسها بلا.
ـ لا بابا قالي ماخدش حاجة من حد غريب.
ـ وهو أنا غريبة؟ أنا المس بتاعتك وصاحبتك، مش أنتي صاحبتي؟
ـ أه.
ـ والصحاب بيشاركوا بعض الحاجات اللي بيحبوها، يلا خدي.
فتحت واحدة وإيديتهالها فكلتها، ياخراشي، سنجاب بياكل ياخواتي؟! إيه القمر دا؟ إيه الخدود الحمرا والمدورة دي؟ خدود دي ولامخدات؟... إيه دا؟ هي وشها بيحمر كدا ليه؟
ـ نور؟ مالك يا نور؟
ـ نور!
أبوها جيه وشالها بخوف وأنا مش فاهمة حاجة.
ـ هو إيه اللي حصل؟
رديت بتوتر وخوف.
ـ مـ مش عارفة هي كانت كويسة من شوية.
ـ أكلتيها حاجة؟
ـ أه شكولاتة
ـ شكولاتة؟ بإيه؟
مسكت ورقة الغلاف.
ـ بالبندق وـــ
زعق.
ـ نهارك أسود! بندق! نور عندها حساسية منه.
بدون مقدمات شالها وخرج بيها وأنا وراه.
ـ هاتها وأنا هشيلها وأنت سوق.
بصلي ثانيتين بيحسم قراره وإدهالي وركبنا بسرعة وروحنا على أقرب مستشفى. فضلنا مستنيين الدكتور بقلق وأخيرًا خرج.
ـ متقلقوش يا جماعة الحمد لله عدت على خير ياريت تاخدوا بالكوا من بنتكوا بعد كدا.
ـ بســ
مدانيش فرصة أشرحله ومشي، ودا الآخر بيبصلي كدا ليه؟
ـ أنتي مين سمحلك تأكلها شكولاتة بالبندق؟
ـ وهو أنا كنت أعرف؟
ـ أنتي مالك بيها أصلًا؟ أنتي مجرد مدرستها وبس.
ـ أحب أقولك إني أكيد مكنش قصدي أعمل مشاكل، وأنا بعامل طلابي كلهم كدا وبكون صاحبتهم ونور هي اللي جات عليا لما شافتني والدور والباقي على أبوها اللي سايبها لوحدها.
جز على أسنانه ودخل لنور بدون كلام، بني أدم رزل! دخلت وراه أطمن على نور.
ـ عاملة إيه يا حبيبتي؟
الانتفاخ اللي في وشها وجسمها كان بدأ يهدا بس كانت تعبانة، طب أعيط دلوقتي وأفضحكوا؟ روحت عندها من الناحية التانية واتفتحت في العياط لدرجة إن الإتنين اتخضوا.
ـ أنتي كويسة يا نور صح؟
ـ يا مس أنتي بتعيطي ليه؟ أنا اللي المفروض أعيط ومبعيطش.
ـ مكنتش أعرف إن عندك حساسية من البندق والله، سامحيني يا حبيبتي.
مسكت وشي بكفوفها الصغيرة المنفخة.
ـ مس أنتي عيوطة.
ـ آه يا وحشة أنتي، يعني أنا بعيط عشانك وأنتي بتتريقي عليا؟
ـ ما أنتي اللي عيوطة يا مس، المفروض إن الكبار مبيعيطوش بس أنتي بتعيطي كتير.
يا كسفتك يا حازم، حتى الأطفال بيتريقوا عليا بسبب عياطي.
ـ احم، طيب، بصي لما تطلعي من هنا هجيبلك حاجة حلوة.
ـ شكرًا كفاية اللي عملتيه.
ـ على فكرة أنا بكلم نور يا أستاذ أنت.
ـ وأنا أبو نور وبقولك مش محتاجين منك حاجة.
ـ ومين قالك إني هجيبلك؟ أنا هجيب لنور بس.
ـ وأنا مستغني يا ستي ومش عايز لا ليا ولا لنور.
ـ على فكرة القرار يخص نور.
ـ وأنا أبو نور.
ـ أنت إنسان مستبد.
ـ وأنتي إنسانة متطفلة.
ـ يا مستبد.
ـ يا متطفلة.
بصينا لبعض بكيد وغل ومرة واحدة نور ضحكت.
ـ أنتوا بتتخانقوا زي توم وجيري.
اتكسفنا من نفسنا الصراحة، هو مشى إيده على شعره وأنا عدلت طرحتي، كنا بنتخانق ولا كأننا في حضانة، تليفوني رن وكانت أركين، يالهوي أركين!
ـ أنا مضطرة أمشي دلوقتي، باي يا نور خلي بالك من نفسك، مش باي يا أستاذ أنت!
أنت تقرأ
حكايات تمس القلب
Randomحكاوي جواد وحور.. حكاوي قصيرة.. رومانسي وكوميدي وتشويق. بقلمي مريم حسن مصممة الغلاف: حبيبة عمرو