الوحش الهائج

743 53 5
                                    

...

استغربت جين من تصرف ميدرا، و امره لها بالتراجع...

"مدربي، انت تعلم انني صرت قوية كفاية لحماية نفسي، فلماذا تأمرني بالتراجع أمام هذا الشخص النحيل!؟ "
همست جين في تساؤل

"جين... انا لا احميك فقط... انا احمي نفسي أيضا... إنه قوي و حذر... لن استطيع حمايتك و قتاله..."
قال ميدرا و عينه لم تفارق الشخص الذي أمامه

"بل قد لا استطيع حتى حماية نفسي منه..."
قال ميدرا لنفسه في صوت منخفض

تفاجأت جين و تراجعت قليلا...

"من انت يا هذا!؟"
قال ميدرا للشخص المقنع

"لو كنت أريدك أن تعرف من أنا لما ارتديت قناعا يا سيد ميدرا..."
قال المقنع

" فعلاً، و لكن هل من الممكن أن تخبرني ماذا تريد على الأقل؟"
قال ميدرا

"نعم، استطيع اخبارك بذل-

لم يكمل المقنع كلامه حتى ظهر أمامه ميدرا رافعاً عصاه في الهواء هواي بها على رأس المقنع!

لكن المقنع بالكاد تفادى الضربة لكنه لم يستطع حماية قناعة... سقط القناع... ليظهر وجهه، كان شاباً في أوائل العشرينات و كان وجهه عليه بعض الندبات من آثار المعارك...

"اعتذر منك يا سيد ميدرا على عدم انتباهي "
قال الشاب

"لا، لا تعتذر بل أفضل أن تبقى غير منتبها "
قال ميدرا
وضع ميدرا قدمه فوق القناع و حطمه...

"لم تجب على سؤالي بعد "
قال ميدرا

"انا رسول من السيد يوقان، و لكن هل لي أن أطلب طلب صغيرا منك يا سيد ميدرا؟ "
قال الشاب

"أنت!؟ رسول يوقان!؟"
قال ميدرا في استغراب

"لا أذكر شخص مثلك بين جنود يوقان..."
اكمل ميدرا

تفاجأت جين عندما سمعت كلام الشاب...

"ماذا عن طلبي يا سيد ميدرا؟ "
قال الشاب

"ماذا تريد؟"
سأل ميدرا

"أريدك أن تقاتلني... قتال قصير..."
قال الشاب

"... لا أظنك ستجاوبني عن سبب طلبك هذا... و لكن اريد ان اعرف شيئاً واحداً فقط..."
قال ميدرا

"ماهو يا سيد ميدرا؟"
قال الشاب

"ماهي مرتبتك؟"
سأل ميدرا

"انا قراند ماستر يا سيد ميدرا مثلك تماماً... "
قال الشاب

"... يبدو أن الأجيال الجديدة لم تعرفني بعد... لكنك تبدو قوياً... "
قال ميدرا

"يشرفني أن يمدحني السيد ميدرا نفسه... و من لا يعرفك؟! انت اقرب قراند ماستر لمستوى اللورد ماستر... بل يقال انك أقوى من بعض اللورد ماسترز..."
قال الشاب و هو يخرج سيفيه من غمدهما

لحظة واحدة و أصبح كل من ميدرا و الشاب في الهواء ملوحين باسلحتهم نحو بعض...

جين انصدمت من تلك السرعة في الحركة....

أما ميدرا فعلم أن أي غلطة ستؤدي إلى إصابة قد تكون قاتلة...

الشاب كان كضباب حول ميدرا و كانت ضرباته قوية و سريعة!

ميدرا كان يحرص أن يبقي الفتى بعيداً عنه حتى لا يصيبه...

كان القتال أقل ما يقال عنه أنه عنيف... و جين كانت بالكاد ترى حركاتهم... كانت تحس بهواء ساخن من جهتهم... و كانت الشرارات تلمع مع ارتطام أسلحتهم ببعض!

كان ميدرا يبتسم و يبدو كأنه مستمع بالقتال!

و الشاب كان مركز في القتال كأنه ولد في المعارك...

كانت خبرة الشاب في القتال عالية جداً... بشكل يجعلك تشك انه فعلا شاب...

ميدرا كان يضحك و هو يقاتل حتى بدأ ينسى نفسه!

"رائع! انت رائع!!! لم اقابل أحدا يجاريني في القتال منذ سنين!!!"
قال ميدرا في سعادة و ضحكة شيطانية

نسي ميدرا نفسه في القتال... حتى أن الجروح لم تعد تؤثر فيه!

تراجع الشاب عندما رأى حال ميدرا... كان كأنه وحش هائج!

"لنتوقف هنا..."
قال الشاب

لكن ميدرا لم يتوقف... كان كل منهما مغطى بجروح طفيفة في كل مكان... ميدرا كان قد احس بنشوة القتال الذي افتقدها لعدم وجوده لخصم يشكل تحدي له!

كان الفتى يتراجع أما ميدرا فاستمر بالهجوم بضراوة... نادت جين على ميدرا بالتوقف...

فجأة! خرجت طاقة مرعبة من القصر... ليخرج بعدها يوقان...

"توقف أيها الأحمق!"
قال يوقان

لكن ميدرا لم يتوقف

"اليوم تكتمل خمسة و عشرين سنة... على ذلك اليوم... هل تريد أن تراك هكذا!؟؟"
قال يوقان

و بمجرد سماع ميدرا لكلام يوقان توقف فجأة و بشكل غريب...

ضحك ميدرا قليلا ثم قال: "يبدو أنني قد تحمست قليلاً... "

جين كانت تراقب بصمت و هي تحاول فهم ما يحدث...

"شكراً يا زوندِ... سارافق ضيوفنا بنفسي إلى الداخل... اذهب و استرح قليلاً... "

ذهب الشاب...

"أهلا بكم مجدداً... انسة جين... أرى انك قد ازدتي جمالاً! "

خجلت جين ثم قالت: "شكراً لك يا سيد يوقان "

"و انا؟! "
قال ميدرا

" ماذا عنك؟"
سأل يوقان

"ألم ازدد جمالاً كذلك!؟"
قال ميدرا في سخرية

تنهد يوقان و هو يهز رأسه ثم قال: " أرى انكم قد قابلتم زوندِ... ما رأيك به يا ميدرا؟"

"نحن مرهقون قليلاً... أفضل أن نرتاح أولاً ثم نتحدث..."
قال ميدرا

"آسف على عدم ملاحظتي لأمر مثل هذا و التسرع في السؤال..."
قال يوقان

...

"ستتفاجئ بكلامي عندما أخبرك عن هذا الشاب يا ميدرا..."
قال يوقان قبل أن يدخل ميدرا إلى غرفته...

The legend of the prisoner- أسطورة السجينWhere stories live. Discover now