الهدف القادم

277 30 4
                                    

تقدم لين بخطوات متثاقلة لمحو آخر شاهد على جريمته، جين لم تعد تستطيع التفكير حتى...

وقفت مكانها تتأمل في الجثث حولها، و آثار المعركة الخاسرة...

"جين ابتعدي!"
دوا صوت من خلف جين...

عندما سمعته جين عاد وعيها لها و ابتعدت بكل سرعتها، فإذا بضربة من الهواء المركز تنطلق من ورائها صوب لين...

تفاداها لين بكل سهولة، و لكنه لم يستطع تفادي ما بعدها...

قفز ميدرا وراء لين و ضربه ضربة ألقته أرضا بصوت ارتطام مدوي!

سقطت جين على قدميها، و أحست براحة لا توصف بمقدم ميدرا...

"جين، احملي زوند و اخرجي من هنا!"
قال ميدرا لجين

"و لكن-!"
قالت جين و هي تنظر جهة جثة يوقام

"لا تخافي، انا لن اقاتل مقاتل، بل وغد قاتل، و لو انه قاتل يوقام وجها لوجه من البداية لكان قد لقى حتفه في لحظات..."
قال ميدرا و عينه لا تفارق لين الذي نهض و بدأ يدرس محيطه

فعلت جين ما طلب منها مدربها، حملت زوند المغطى بالدماء، و هربت، تاركة ورائها مدربها ضد اعتى خصم قد رأته في حياتها...

كانت جين تجري كأنها جنت، و في كل رمشة ترمشها ترى جثة يوقام و زوند، و ترى لين قادما تجاهها، فكانت تزيد من سرعتها أكثر و اكثر، هاربة إلى المجهول!

بعد فترة طويلة من الجري، و بعد أن خرجت من مدينة ليبرا وجدت نفسها في مكان التدرب السري الذي كانت تتدرب فيه مع ميدرا، حملتها قدماها إلى هنا دون أن تشعر...

تذكرت جين زوند على ظهرها، انزلته و حاولت أن تعالج جراحه، غير أنه لم يكن مصاب باي جرح خارجي، و فهمت من ذلك أن جراحه كلها داخليه...

لم تعلم ماذا عساها تفعل، و لكنها قررت أن تذهب به إلى بيت الطب في مدينة ليبرا، و هو مدرسة طب و مشفى، و يقال انه الأكبر في العالم...

كانت جين تحس ان وقتا طويلا مضى، و لكن في الواقع كانت دقائق معدودة منذ هربت، و لكنها كانت تجري بسرعة غير مسبوقة منها...

وصلت إلى بيت الطب، صرخت طلبا للنجدة، سألوها مالذي حدث لزوند، و لكنها قررت انه من الافضل الصمت الآن...

كادت أن تطلب المساعدة من الفرسان، و لكنها سرعان ما تذكرت انهم سيكونون ضحايا من غير هدف أو نتيجة، و انهم سيمهدون له طريقا للهرب فقط لاغير...

بعد ان تركت زوند هناك، كانت تتأمل فيه و الأطباء من حوله، و فجأة تحولت جثته في أعينها إلى جثة ميدرا!

صدمت جين، و مسحت أعينها لترى انها كانت تتوهم، و لكن هذا الوهم أيقظ عندها احساس نائما... و جعلها ترى كم كانت عديمة الفائدة...

قررت جين أن تذهب إلى القصر، و تساعد مدربها بما تستطيع...

...

وصلت جين إلى القصر... كانت القاعة مدمرة أكثر بكثير مما كانت عليه قبل أن تذهب...

استلت جين سيفيها... و لكنها لاحظت أن يديها ترجف...

كانت تعلم جين، أن الخوف قد وصل إلى جسدها بعد أن أطال الوجود في ذهنها...

و لكنها لم ترد أن تندم لاحقا على شيئا كانت تستطيع أن تغيره...

تقدمت جين، لتسمع أصوات أسلحة في معركة، اتجهت جهة الصوت مسرعة

لتجد لين ملتصقا ظهره بأحد الجدران الملطخة بالدماء، و ميدرا أمامه...

"ميدرا؟! هل هذا مدربي ميدرا؟!" تساءلت جين في نفسها

كان الشخص الذي أمامها لا تحس منه إلا برغبة قتل جامحة!

كن يضرب بعصاه على لين الذي يتفادى ضربة ليصاب باثنتين غيرها...

كان لين مدمر الجسد، و هو يبتسم برضى...

"يبدو أنك أصبحت أقوى من السابق أيها الفتى الجامح..."
قال لين في سخرية و هو يتفادى ما يستطيع من الضربات

ميدرا لم يكن يظهر عليه انه يسمع حتى...

نادت جين:"ميدرا! أهذا انت؟!"

تغيرت النظرة في عين ميدرا، و كأنه استيقظ...

"مدرب... مدرب ميدرا أيتها الحمقاء!"
رد ميدرا على جين

في تلك اللحظة، لين ذو الجسد المتهالك استطاع الهرب من ميدرا تجاه جين، و في حركة خاطفة صار وراء جين واضعا سيفه على عنقها...

"انتهى وقت اللعب يا ميدرا... "
قال لين بصعوبة

غطى وجه ميدرا نظرة من الغضب العارم و القلق...

"اتركها تذهب! ليس لها دخل في قتالنا!"
قال ميدرا

جين كانت تحس ببرودة سيف لين على عنقها... أصبح التفكير صعبا من جديد...

"قتالنا؟ تقصد محاولتك قتلي بعد أن قتلت الماستر لورد يوقام؟ انا لست مقاتل، ام نسيت؟!"
قال لين

"سحقا لك يا لين، اتركها تذهب، ماذا تريد؟! ان اتركك تهرب، أعدك أنني سأفعل أن تركتها الآن!"
قال ميدرا بعد أن فقد أعصابه

"أن اهرب؟! لا طبعا... أريدك أن تطعن نفسك بسيفي الملقى هناك... انا فعلا اسف و لكن الحياة قاسية يا ميدرا، و انت ستكون هدفي القادم على أي حال..."
قال لين

تقدم ميدرا تجاه السيف بخطوات هادئة...

جين كانت تحس بكل احساس سلبي في الوجود، فهي ستكون سبب موته، و هي التي قدمت لتساعده...
علمت جين انه بعد قتل ميدرا لنفسه سيقتلها لين كذلك...

استجمعت جين شجاعتها... و قررت أن...

...

The legend of the prisoner- أسطورة السجينWhere stories live. Discover now