الفصل الخامس

72.1K 1.8K 36
                                    

" ارمله اخي "

بقلم / فاطمه الالفي

فرت هاربه من امامه لتختبئ بغرفتها لينظر هو لطيفها ضاحكا ثم هز راسه بأسي وسار الى حيث غرفته وهو يتمتم : مجنونه البت دي، عنده حق سند لم وصفها بطفله صغيره .

القي بسترته اعلى الاريكه ثم دلف الى المرحاض لينعش جسده قبل ان يخلد للنوم وبعد ان ارتدى ملابس النوم المريحه، دثر نفسه بالفراش وقبل ان يغمض عينيه، اخرج من اسفل وسادته الدفتر الخاص بشقيقه ليقرا كلماته التى تتردد داخله ( صغيرتي مازالت بحاجه لمسك يدي وهى تعبر الطريق، مازالت طفله بحاجه لمسك يديها لكي تخطى قدما )

""" قدر ليست زوجتي وانما هي طفلتي الصغيره اعاملها برفق كما اعامل دهب الصغيره، فهي هشه ورقيقه من الداخل ولا اريد ان تتهشم بين يدي الضخمه، اخشي عليها من بنيه جسدي القوي فعندما اضمها بين ذراعي اكاد ان احطمها بقوتي ولكن هى بلسمي ودوائي عندما يهاجمني الألم، لم اجد سوا ضمتها الحانيه واناملها الرقيقه التى تمسح على جبهتي برفق وقلبها ينبض بقوه بسبب خوفها وقلقها الدائم علي، ينبعث من داخل مقلتيها نظرات اشبه بالغريق الذي يتعلق بقشه،تتعلق بي كالطفل الصغير الذي يتشبث بوالدته ليلا ونهارا، ترتجف اناملها بين راحتي عندما احاول ان اطمئنها بأنني بخير ولكن هي تشعر بكل ما اتحمله من ألم و تعيش تلك اللحظات المريره معي لحظه بلحظه، ورغم صغر سنها الا انها المنبع القوي الذي يمد جسدي الهزيل اثر المرض بالقوه، وابتسامتها الهادئه تنير دربي وتعطيني الطاقه على مسايرة الألم لاتغلب عليه واهزمه هذة المره .

اعلم بها واشعر بخوفها من فقداني ولذلك احاول ان ابتعد عنها من اجل ان تمضى بالحياه بدوني ولكن هى تلك الصغيره العالقه بيدي ولا أستطيع أن اترك يدها ولكن إذا جائني الموت سوف اظل قلقًا على صغيرتي ولا يطمئن قلبي الا عندما تعانق يديها بيديك اخي الحبيب، هذه وصيتي لك، طفلتي الان امانه على عاتقك، كن مطمئنا بانها لم يمسسها أحدا من قبلك، حافظت عليها بروحي وكياني فهى ابنتي منذ أن فقدت والدها، كنت لها الاب التى تشتاق له والسند الحامي لها من صعاب الدنيا، حارسها الامين وظلها الذي لا يغيب عنها، أحببتها كابنتي وليست كزوجتي ولم تعرف حتى الان بان مشاعري ليست الا مشاعر الاحتياج التى كانت بحاجه اليها، كانت ابنتي التى لم انجبها واخفيت عليها هذا الأمر خشيتا فى حزنها، فلا اريد لها أن تحزن وتشعر بأنني اشفق عليها، فطفلتي رقيقه المشاعر، تمتلك قلبا ابيضا كنقاء بشرتها وروحها النقيه وتضع كرامتها فى مرتبتها الأولى فى الحياه واذا علمت بحقيقه زواجي منها الا انه لحمايتها، لا اريد ان اظلمها بهذا الزواج المحكوم عليه بالنهايه قبل ان تبدء البدايه، فارق السن بيننا كبير جدا ومرضي أيضا الذي يقف حاجزا قويا فى طريقي ولذلك كنت ارفض الزواج ولكن مع قدر فقد كان الوضع مختلف،اشعر حقا بانها ابنتي وعندما تصعد روحي الى خالقي فسوف تنهار حصونها القويه وتفقد والدها ثانيا، اريدك ان تكون الحضن الدافئ والسكن الذي يحتويها ويتحمل عثراتها فهي مازالت صغيره '"

ارملة أخي للكاتبه فاطمه الالفيWhere stories live. Discover now