لا تبَّكي

6.4K 267 18
                                    


: هل كنتي تحاولين إيهامي بهروبك ؟

نظرت إليه بإرتباك .. نظراته تخترق روحها وهذا لا يزيد الأمر إلا سوءًا ، شتت نظرها عنه حتى لا يزيد من إضطرابها أكثر.

لكنه أمسك بذقنها برقه وأعاد توجيه نظرها له .. وهمس بخفوت : لا تبعدي عيناكِ عني !

نظر إليها وآه كم عانى ليبعد عيناه عنها .. هو الذي لم يسقط لـ امرأة قط ها هو الان يهدم كل حصونه لأجلها .

كانت تنظر إليه بعيناها الخضراوتان بتوتر ، وسواد ليَّل شعرها مُبعثر حولها .. كان شعرها يُمثل الليل ومحياها يمُثل القمر بالليله ١٤ من الشهر .. أرَّق الليالي .

شماتها التي تتوسد خدها الأيمن تُهلكه .. أنفها الذي يمثل السيَّف بحدته ، وثغرها المرتجف كان لا يزيدها إلا هلاكاً وعذاباً على قلبه..

ولكن كلما تذكر إدوارد لا يجد نفسهُ إلا غاضبًا ثائراً ، ويزهق قلبه وجعاً .. رأت عيناه تتحول من لونها الأزرق إلى الأحمر الناري

توسعت عيناها رعباً والهلع تمكن منها.. الان فقط أدركت بأنه ليس إنسان طبيعي ، لا تعلم هل هي تتوهم الأمر لرعبها منه أو هو حقيقه بالفعل !

لكنها لن تتنتظر للتأكد ، بدأت تقاومه وتحاول دفعه عنها بكل قوتها وكأن حياتها على المحك .. بدأت تخدشه بأظافرها بكل قوة
وهو فقط ينظر إليها بهدوء ولم يتأثر من مقاومتها رغم أنها أستنفذت كل قوتها بذلك ، توقفت بتعب عن خدشه عندما لم تجد فائدة ترجى من ذلك ، ولكن أستحوذ الرعب عليها أكثر عندما أعادت عيناها له مجدداً ، ونظرت لعيناه الحمراوتان الملتهبه ، عندها فقط لم تتحمل ووجهت ضربه مؤذيه بالنسبه لإنسان عادي لعيناه ، وأنزلقت مسرعه من تحته راكضه للباب.

أعتدل بمجلسه عندما أنزلقت من أسفله هاربه ، أحقاً ظنت بأنها أذته من خدشها وضربتها الواهنه تلك؟ سمح لها بالهروب قاصداً ، نظر لها عندما فتحت الباب وخرجت هاربه.

إبتسم بتسليه.. يبدو أن الليله ستكون ممتعه !

-

" أنستازيا "

فتحت الباب وخرجت بكل سرعه أملكها راكضه للخارج ، بلا حذاء ، ركضت وركضت بلا توقف رغم ألم قدماي ، كنت أصعد السلالم وأنزل منها أدخل غرف وأخرج بحثًا عن باب الخروج ولكنني لم أجد شيئاً يذكر، أشك أنني بداخل متاهه.

مر وقت طويل وأنا أبحث ولكن النتيجه لا شيئ ، أستندت على الحائط يائسه ، لهثت بتعب وإرهاق لم أشرب الماء من مدة طويله ومع حركتي إزدادت حاجتي الماسه له ، رفعت قدمي أنظر إليها وكان الورم قد تمكن منها بالفعل ..من ما يسبب الالم الفضيع لي.

جلست أخيرًا محتضنه قدماي مرتعبه ومتعبه، لا يوجد مخارج وجميع النوافذ أختفت ، دموعي تهدد بالنزول ولكن لا لن أبكي ، سأخرج من هنا سأجد حلاً بالتأكيد.

ولكن كلما أتذكر تحول لون عيناه يتملك الرعب قلبي ويقتل كل ذرة شجاعه بقت لي ، انتفضت مرتعبه بمكاني عندما رأيته أمامي .

رفعت عيناي برعب شديد ، لون عيناه مازال كما هو أحمر قاتم ، شتت نظري عنه .. لا أتحمل الأستمرار برؤيته أنه يثير رعبي.

قال بصوت أجش مختلف : هل أدركتي أخيراً أنه لا يوجد مخرج من هنا ؟

لا مهرب لكِ إلا إليَّ !

خارت جميع قوتي التي أدعيها وأجهشت بالبكاء ، بكيت كما لم أبكي من قبل .. أعصابي تلفت ، ولا كلمه تصف مدى الرعب الذي يحتلني .. أمامي قاتل عيناه تتحول للون مختلف ، لديه مخالبّ .. إنها معجزة أنني لم أجن إلى الان .

إقترب مني ببطئ .. تراجعت ملتصقه بالحائط وأنا أتمنى أن أستطيع العبور من خلاله ، رفع يدة إلي ومسح دموعي المنهمرة بالسقوط بلا توقف.

وهمس : لا تبكي..

أردفت قائله من بين شهقاتي : أتركني أذهب أرجوك !

لاحضت إنكماش ملامحه بغضب طفيف ، أقترب مني متجاهلاً كلماتي وهو يحملني ، لكن هذه المره ليس على كتفه بل بطريقه حضاريه أكثر .

أسندت رأسي على كتفه العريض ، واليأس قد تمكن مني ، رفعت يدي وأنا أمسح دموعي بإرتجاف ، كنت قد هدأت قليلاً

دقائق حتى وصلنا لغرفتي ، وكانت قد عادت لسابق عهدها ، قبل أن أفسدها أنا بمحاوله هروبي الفاشله .

وضعني على طرف السرير ، راقبته وهو يجول بالغرفه حتى فتح أحد الأدراج وأحضر منها بعض الأدوات الطبيه ، إقترب مني مجدداً ، وأخذ قدمي بين يداه برفق ، أطلقت " آه " بألم عندما وضع الكريم على قدمي المتورمه .

نظر لي وأردف : لا تؤذين نفسك مره أخرى

-

|| رفيقتي ملكي ||Where stories live. Discover now