بارت ٣٠

6.3K 321 43
                                    

ليتك كنت سندي
بارت 30
هدوء خلا من كل شىء يعقبه لحظات من الاستيعاب الكامل لكل ما حدث...في ثواني معدودة انتهى كل شىء وانتهت حياته معها على يد ذلك المختل ،الذي ينتقم من لا شىء، سلبه أخته وقتلها بطريقة بشعة لا يتخيلها عاقل ولا يفعلها سوى مجرم أو مخبول لا عقل له .

لم يهتم آدم بتراهات تامر والتي يخبره أنه سيورطه هو في مقتل أخته..فما فعله بأخته أكبر من اي شىء قد يأتي فيما بعد

لذا فما كان منه الا  أنه هجم عليه يمسك عنقه ليخنقه ود لو كان معه نصلا حادا ليجز عقنه جزا ..ثم هتف  في لا وعي وهو ما زال تحت تأثير الصدمة بعد
_انت عملت ايه...عملت إيه ...أنا هقتلك ..هقتلك

استطاع تامر أن يخلص عنقه من قبضة آدم الضعيفة بسهولة فحالة آدم يرثى لها فقواه قد خارت برؤية العربية تهوي من الجبل..وروحه قد سحبت منه فلم يعد يقوى على الحراك ..أو أن تتحمل قدمه لجسده .فهوى على الأرض بجسده يبرك على ركبتيه وكفتيّ يديه يبكي بحسرة
يالا لوعة القلب ومرارة الأيام
فأحبابه يفقدهم واحدا تلو الآخر..تُرى هل مازال به النفس لتحمل الحياة بعد الآن ..هل سيستطيع معالجة مرضاه أم أنه هو من أصبح يحتاج للعلاج ، بل يالا الأسف هو لا يظن أن حالته يُرجى بورءها

شاهده تامر على تلك الحالة المزرية فابتسم في رضا والتفت ليعود ادراجه من حيث أتى فمهمته انتهت وبنجاح.

أسماء عبد الهادي
مكث على وضعه لعدة ثواني يزرف الدموع وكأن جسده يذوب ويقطر دما مع كل قطرة تسقط من عينيه ..الا أن جال بخاطره فكرة أنه ربما تكون اخته مازالت على قيد الحياة بعد من يثبت له أنها ماتت قد يكون الله أنجاها من الموت بأعجوبة سبحانه قادر على فعل المعجزات
التمعت أعينه ببارقة أمل  ودبت القوة في جسده من جديد وانطلق كالقسورة بغية الوصول الى أسفل الجبل ليتأكد من أن أخته على قيد الحياة وهو يأمل ذلك ويظن ب ربه خيرا.

أوقفه عن تقدمه الحماسي ذاك صوت ماهر ينادي باسمه.

غصة علقت في حلقه فلم يستطع بلع ريقه ولاالتحدث ولا حتى التنفس.فما الذي سيقوله لماهر وبأي شىء يواسيه، كيف يقول له ان زوجته سقطت بالسيارة من أعلى الجرف وكيف السبيل الى ذلك وهو في أمس الحاجة لم يربت على قلبه هو
التفت اليه بتثاقل شديد وبدن مرتجف ..تتخبط أعضاءه ببعضها وكأنها في حالة رثاء هي الأخرى..فتح فمه المرتعش وحاول أن يخرج الكلام من فمه لكنه لم يستطع ..حاول ان يشير بيده ليخبره بما حدث لكن يداه تجبستان في مكانهما وكأنهما هناك من جعله كالصخرة الصماء لا تتحرك.

ليجد ماهر يىنظر إليه باسما ابتسامة لم يستطع آدم تفسيرها، ووقف محله دون حراك وبدا وكأنه تقدم به العمر فشاب واصبح كهلا  في لحظات
اقترب منه ماهر وعانقه بهدوء وهو يهمس له
_سها بخير.
اتسعت عيني آدم بزهول تام وابتعد عن ماهر يحملق به بدهشة أحقا أخته على قيد الحياة احقا لم يؤذها ذاك المجرم...احقا أخته بخير؟؟ تساؤلات عديدة أطلقتها أعينه لكنه لم يستطع النطق من هول الفاجعة التي كان بها .
طمأنه ماهر بعينيه وأمسكه برفق ليمشي معه ، سار معه كالمغيب قلبه لم يستطع الفرح لحتى يرى اخته أمام عينيه
سارا قليلا بعد ، ليجد اخته تجلس إلى صخرة كبيرة بتعب وجوارها رهف تحتضنها وتشدد من احتضانها وكأنها صغيرتها  ،تبثها الامان

ليتك كنت سندي بقلمي_أسماء عبد الهاديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن