صندوق المشاعر 🤍

55 5 0
                                    

أن نبدأ من جديد ، و أن نترك ثغرات الماضي تنغمس في تلك التعاسة التي أحاطت صناديق الحب و السعادة فينا .
أن ننتقل من جزء لجزء آخر ، بنفس الشخصيات و بنفس ما تعلمناه في الحياة كأنتا عشنا في رواية مكتوبة بحبر جاف على ورق ما .
كأننا نترجى في النفس الذائقة لمشاعر الخوف و القلق المساور أن تنطلق من جديد و أن تكتب ما لم تكتبه من قبل في صفحة جديدة خالية من أخطاء و تعسفات الماضي ....
من أجل بداية جديدة ، و مستقبل واعد بالغد الأفضل .
إنما نحن من نقرر فعل هذا ، بعد ضربات أنزلت بأحلامنا الى الأرض و رفعت من سلبياتنا الى سماء الكون .

هل تعرفون ذلك الشعور ؟ أين تستيقظون على واقع مختلف ، صباح على غير عادته ...
أجوائه باردة المظهر ، و ملمسه قارص الإحساس ، أن تستيقظوا و أنتم تعلمون أن ما تركتموه الليلة السابقة لن يعود ....، و أنا ما عشتوه من قبل لن يتكون من جديد ، و ما أحسسنا به لن نشعر به من جديد ، ما عملنا من أجله لن يعود و كل تلك الأفعال التي إقترفت دون ذنب منا لن تمحى من ماضينا ، بل ستطاردنا...، و تعيشنا مذاق الموت في هذه الحياة الفانية .
إستيقظت على واقع مرير من نوعه ، على ليلة أمضيتها أتخبط في صراع من المشاعر و ردات الفعل الغير مباشرة ، على ذلك المنزل الذي بنيته بأحلام واسعة و طموحات خالدة ...ليتدمر بفعل لم أفعله ...و بأفكار لم أبادلها .
وجدت نفسي في منزل باتريك ، مستلقية على ذلك الفراش كالجسد الهامد ...الميت في صراع الحياة و المرمي على كومة من الإبر الناقزة للبشر .
كان باتريك مستلقي أمامي ، بشعر جاف و أعين منفوخة ...ربما لم ينام الليل من أجلي ...

أخذت سييرا تلاعب شعره ، ناسية لثغرات الماضي ، طامحة في غد أفضل .
أخذت تبحث عن أشيائها لتغادر منزله ، فتحت الدرج الأول غير أنها وجدت شيئ ما جعلها تخرج من البيت راكضة ..
" سييرا !!! سييرااا!!! إنتظري " نهض باتريك مسرعا ورائها ، أما عنها فأحاطت الدموع وجهها و خيبة الامل مشاعرها .
" ماذا ؟! ما الذي تريده بعد القضاء على حياتي ؟"
" سييرا عن ماذا تتكلمين أنت ؟ أريد فقط الإطمئنان عنك و حسب "
نظرت سييرا في وجه باتريك ، لتريه دفترها الضائع الذي وجدته في درج غرفته .
" و ماذا عن هذا؟ أكانت هذه خطتك منذ البداية ؟ أن تتركني أتقرب منك ثم لتطعنني في ظهري ؟أكان هذا مبتغاك لأنك نجحت فيه ....و مبارك عليك الفوز ..تستحقها "
" سييرا !!! أقسم بالله العظيم أنني لم ألمسه و لم أعرف أين كان ...لو كنت قد خبأته لما كنت الآن في منزلي سييرا أنا أ....."
نظرت سييرا في باتريك ، بدموع ساقطة ، و تيار من المشاعر يسود تفكيرها ، لتلمس وجهه الباكي و تعطيه دفترها .
" ليكن هذا الدفتر آخر شيئ تتذكرني به عزيزي باتريك "...
" هناك رحلة اليوم مساءا !! أرجوك تعالي أرجوك !! لم أفعلها و ليس هناك دافع لفعلها سييرا أنا اح...."
إبتسمت في وجهه ، لتنطلق في سرعة من البكاء ، و تسارع خطاها الى وجهة غير معلومة ، غير معروفة في نوعها ...الى صفحة جديدة في نوعها .

The Magical Book |الكتاب السحري Where stories live. Discover now