قبل 72 ساعة 🎲

35 2 1
                                    

وصلنا الى ذلك الوقت أين كل الاشياء التي نراها تعكس الاحلام التي نستيقظ على إثرها .
ما يغير الناس فجأة و ما يجعلنا نغير من أنفسنا ...
ما يثير اهتماماتنا و ما يحطمها في دقيقة واحدة ...
أن الزمن يمشي ، و الحياة تجري ، و نحن نتقدم معهما ...
و نعرف في صميم قلوبنا أن لكل بداية نهاية ...
بدأنا يوما ما و سننتهي يوما ما حتما ...
لكن هل تكون لنهايتنا بداية اخرى لا نعرفها ؟ .

هل تعرفون تلك الأيام أين تظهر لنا الساعات بالدقائق ، و الدقائق تقابلها الثواني ، و الثواني يقابلها شعور لا نعلم حقا احساسه .
ذلك الشعور الذي يترك فينا بصمة الألم و الحنين الى الماضي ، لنشعر بأننا لا نعيش حقا ، و انا ما نعيشه هو وهم من خيالنا و حسب ..
و لكن الشيئ الذي يجعلنا ننساه بكل بساطة هو رضانا بمهما نعيشه من أيام ، و عن ما يلحقه من قوة و مثابرة و استمرار في الكفاح.
و ربما 72 ساعة قادرة على قلب مجاري حياتنا من الاحسن الى الاسوء .
72 ساعة و حسب ....

✨ في الواقع ✨

أحيانا ، تجعلنا الحياة ننفصل عن مشاعرنا ، و عن احاسيسنا و عن الهاماتنا و عن طموحاتنا و عن احلامنا و عن ما بنيناه ليشكل حلقة لا نهاية لها من الاسئلة التي لا جواب لها و تتركنا في دوامة من الندم و الألم ...
مشاهدة آرين تدخل من ذلك الباب ، و التحديق في أعينها جعل من الماضي يأخذ مجراه في تلك الدقيقة و يظهر على شكل صور و فيديوهات ما جعل من أعيني تدمع ...
بالفرحة ...
" آرين !! ظننت انك لن تأتي " ردت المراة على الباب بينما ظلت أعين آرين تقابل في أعيني مباشرة .
" لقد تاخرت قليلا ، زوجي كان مشغولا لذلك كنت انتظره "
مازالت أعينها في أعيني ، تحركت من مكاني خطوتين ، لتأتي مسرعة و تحضنني .
كان ذلك الحضن أجمل من احضان زوجي ، لقد إشتقت اليها و إشتقت إليهم جميعا ...
شعرت باحاسيس المراهقة و الضحك و المرح الذي كنا نعيشه معا عاد الى نفسي ...لأشعر بالحياة تتحرك بداخلي مجددا .
نظرت في وجهي لتقبلني في وجنتي ، ثم في جبيني ، ثم لتمسح تلك الدمعات الساقطة من تيار أعيني .
" كم تغيرتي يا سييرا ....لقد كبرتي جدا " نظرت في اعينها لأحضنها مجددا ثم لنبكي معا ..مجددا .
كانت تلك الأحاسيس من الصعب جدا التعبير عنها ،كذلك المسافر الذي يرى عائلته بعد اعوام من رحيله ، ام عن ذلك الزوج الذي يتأخر في عودته الى منزله ، ام عن ذلك المريض الذي يشفى و عن الفقير الأفراج عنه .
آرين ، صديقة روحي ...مجددا ..معي .
جلسنا على الاريكة معا ، لنبدأ في التكلم .
" سييرا ، لقد مرت حوالي ثمانية عشر عاما منذ آخر لقائنا...كيف حالك و كيف الحياة معك ؟ لا يمكنك أن تتخيلي المشاعر التي تسود قلبي حاليا ..."
مسحت دموعي لأمسك يدها و اباشر بالكلام
"في الواقع ، حال الدنيا معي كحال سائر الايام معنا ، تجري و لا نشعر بها ، تسيئ لنا و لا تبكي عليها ، تجعلنا نشعر بالنقص و نحن بأنفسنا ظالين ...منذ ان افترقت الطرق بيننا ، أخذت أحاول أن أجد نفسي مجددا من بين ذلك الفراغ ، و بين تلك العقبات التي كانت أمامي ، احسن الحظ كان زوجي معي ، يساعدني و يمنحني الحب الذي لطالما حلمت به ..."
" تزوجت ؟ مجددا ؟ من هذا المحظوظ بك؟ " صوبت آرين لارد مجددا
" سوف يأتي بعد قليل و سترينه بأعينك، ثم رزقت بفتاة و اخذت اكتب الكتب و أؤلفها، أصبحت كتبي مشهورة في انحاء العالم و هذا أظن أنه كان هدف من اهدافي لهذه الدنيا و ها انا هنا "
إبتسمت آرين نحوي ، لاسئلها بعد ذلك
" و ماذا عنك يا آرين ؟ ما الذي فعلتيه خلال الثانية عشى سنة التي مرت ؟ "
" بعد ان افترقنا ، و إستطعت الخروج و النجاة بعد اشهر اعوام خسرتها من حياتي ، بدأت في العمل في عدة اماكن ، كالغناء في المقاهي و أن اغسل الاواني في المطاعم ، ثم رآني أحد الأشخاص ..مغني ...و كنت أعرفه من قبل ، اصبحنا نغني في الشوارع ثم ليأتينا عرض جميل للعمل في نيويورك ، ذهبنا الى نيويورك و بدأنا في الغناء و انتاج الاغاني ، اصبحت مغنية الكل يعرفني هنالك ، و اصبحت أقيم الحفلات و الدورات نحو العالم ، كما قلتي أنت ، لقد وجدت نفسي مجددا...ثم تزوجت منه و رزقت بتوأم ، بنت و ولد ... بين ابنتك الكبيرة و اولادي عام فقط و هذا اظنه امر جميل ... " إبتسمت لحياة آرين كيف اصبحت جيدة ،و كيف اصبحت انيقة المظهر و جميلة للغاية .
" ماذا عنك يا سبينوزا !!! لم تتكلمي منذ ان أتيت الى هنا "
نظرت سبينوزا في آرين لتبتسم ثم لترد قائلة
" ليس هكذا ، بل هذه الجلسة ذكرتني بما عشناه سابقا ، و كيف الحياة غيرت من أنفسنا و كيف تغيرنا ، و كيف تطورت مسيرتنا و كيف تحسنت مظاهرنا ...هذا و حسب "
حضنت آرين سبينوزا ، لاحضنهما ، باكيات ، متذكرات الماضي و ايامه الجميلة ...و ياليت الشباب يعود يوما ...
نظرت فيهما لارد
" الحياة تغير منا يا سبينوزا ...لكن ما غير حياتنا هو تلك 72 ساعة "
تغيرت ملامح آرين لتصوب نحوي
" 72 ساعة لتحويل حياتنا من الاحسن الى الاسوء ...ما عشناه لم يكن سهلا ، و نسيانه كان صعبا على عيشه ..خاصة عليك يا سييرا "
" ما عشته انا هو ما عشتموه أنتم ...
التضحية في سبيل الصداقة مفتاحي الوحيد في الحياة.
تستغرق منا الامر 7 اشهر الى صداقتنا و 72 ساعة لتدميرها ..."

The Magical Book |الكتاب السحري Where stories live. Discover now