أية الغيث ( الفصل الثاني )

5.8K 169 16
                                    

( الفصل الثاني 🥀🥀)

كانت الأمواج تضرب الصخور بقوة والرياح ليست بالقوية لتمنع وجودهما بالمكان الذى شهد على لقائات كثيرة ... منذ صداقتهم وهذا المكان مأواهم عند اللقاء .. ما زال يتذكر تلك السنوات التى مرت وكأنها كانت بالأمس ..
ابتسم ابتسامة جميلة وكأنه ما زالآ شابآ .. فهو لم يتغير ما زال جذابآ ويسحر عيون النساء .. لا احد يصدق انه بهذا العمر فهو ما  زال محتفظآ بشبابه ووسامته .. يجهلون سر هذا الشباب الذى يتميز به .. هو يعلم سر جاذبيته .. لا يوجد غيرها زوجته وسعادته " سلمى " فشبابه الدائم وابتسامته البشوشة الدائمة بفضلها وبفضل السعادة التى سكنت روحه... منذ عودتها له وكل ألامه انتهت جائت هي لتبدل عتمت أيامه بأشراقة من السعادة والهناء ..
كم يعشقها ... نعم يعشقها ولا يستطيع العيش بدونها رغم كل الاختلافات التى بينهم الا انهم يحيون حياة سعيدة ..
فاذا أردنا التحدث عن وجوه التشابه بينهم فلا نجد اي تشابه هو هادئ بطبيعته وهي لو كانت هناك كلمة غير الفوضى اعمق لتوصفها لقالها
ابتسم بحب بسبب تلك الذكريات التى مرت بذاكرته .. ما زال يتذكر فترة حملها بابنته صبا .. كاد يفقد عقله من تصرفاتها أرته العذاب ألوان بسبب التعب التى عانته ... فحملها كان متعب ..  هذا غير مزاجها المتعكر دائمآ وبكائها الشديد على أتفه الأمور .. عاش معها تلك اللحظات لحظة بلحظة ... ولم يتذمر منها أبدآ .. كان دائمآ بجانبها حتى عند ولادته بابنته كان معها .. انجبت له صبا النسخة المصغرة من زوجته .. تشبه والدتها كثيرآ .. عفويتها حديثها كل شيئ بسلمى ورثته تلك المجنونة الصغيرة ... كان مرتبط بصغيرته بشدة ... كان يعوض بها الأيام التى حرم منها مع غيث ..
_ باشا
استدار للخلف ليرى صديقه واخيه
_ انت مش ممكن تيجي بدري مرة وحدة
تقدم منه جاد وابتسم له ووقف بحانبه مستندآ على سيارة صديقه ونظر للأمواج بسعادة .
الصمت ... هذا كان حالهم .. كلآ منهم ينظر للامام بابتسامة مشرقة
_ مين كان يصدق اننا نصل للمرحلة الي عايشنها دلوقتي
نظر له ليث وقال بابتسامة :
_ تقدير رب العباد
ابتسم جاد وقال:
_ الحمد الله
صمتوا قليلآ ثم قال جاد :
_  اخبار عريسنا ايه
_ متفكرنيش ابن الكلب مصمم انو يكبرني
_ ههههه لا بجد لغاية دلوقتي مش مصدق انو غيث خطب
_ مستعجل ع الهم بدري
_ هههه فينك يا سلمى....  سلمى دلوقتي بقت هم
ابتسم ليث وقال :
_ سلمى دي اجمل حاجة حصلتلي بحياتي اه يا جاد سلمى النفس الي بتنفسو لو مهما قلت مش هقدر أوفيها حقها
_ربنا يسعدكوا يا صاحبي انت تستاهل كل السعادة الي انت فيها
_ تفتكر غيث هيعيش نفس سعادتي
_ وليه لأ
تنهد ليث بقوة وقال:
_ مش عارف بس مش دي الي يتعاش معاها
_ شايفك غيرت رأيك مع انك كنت مبسوط
_ انا من البداية كنت رافض بس محبتش ازعلوا خصوصا انو سلمى رافضة البنت ومش متقبلاها
_ مش دايمن احساس الام بصيب
_ غريبة انت عكس الدنيا كلها
_ لا بجد الام احيانا من خوفها على ولادها بتفتكر انو كل حاجة هي رفضاها مش مناسبة لولادها واكبر مثال امي .. كانت شايفة انو المى مش مناسبة ليا واننا مننفعش لبعض بس وجهة نظرها كانت غلط لاني ببساطة انا معشتش ولا شفت سعادة غير لما ألمى دخلت حياتي
_ انت وألمى حاجة وغيث وهايدي حاجة
_ مش فاهم
_ البنت مش زينا مدلعة وكل طلبتها مستجابة تحسها واجهة مش اكتر من كدا .. بس متنفعش تزوج وتخلف انت مشفتهاش ازاي بتتصرف ... ولو غيث  مكنش غني عمرها ما كانت قبلت بيه
_انت مستهين بابنك اوي
_ بالعكس انا عارف قيمة ابني وشايف انو يستاهل حد احسن من كدا ... غيث ابني وانا عارفوا .. هو نسخة مصغرة مني
_ ودا حاجة كويسة ولا مش كويسة
_ فيك تقول كدا وكدا .. يعني مثلآ عصبيتو زي عصبيتي بزبط انا لما أعصب متحكمش بنفسي وممكن اجرح الي قدامي بسبب غضبي من غير ما قصد ودي حاجة مش كل الناس بتفهمها .. عندك سلمى مثلآ عارفة الجزئية دي ولما تشفني متعصب بتقلب عكس شخصيتها يعني بتبقى هادية وبتستوعبني لانها عارفة انها ساعة شيطان ولما اهدى برجع على طبيعتي وغيث زي بزبط محتاج الي يفهموا غير غرورا الي فاق غروري بمراحل كتيرة
_ ههههه في دي عندك حق دا شايف نفسو اوي
_ ومع كدا هو ضعيف من جوا ومحتاج الي يحبوا بجد ... محتاج حب واهتمام الي زي غيث بحب ياخد وما بعطيش ودي حاجة كانت بيا بس تغيرت لما حبيت بجد ... لما حبيت بجد بعدت عن غروري وانانيتي وبقيت بتنازل عن كل حاجة وكل قرار بتخدوا
_ هههههههه دا انت وضعك صعب
_ هههه بس تعرف بكون بطيب خاطر وبكون مبسوط اني انتازلت عن حاجات علشان سلمى تبقى مبسوطة ...
_ مش يكمن هايدي تبقى زي سلمى
_ هايدي ... مش ممكن طبعآ .. سلمى مفيش زيها  وكمان هايدي  مش بتحبو لنفسو ... بتحبوا كونوا غيث ليث المهدي ابن اكبر رجال اعمال بالبلد وعلشان غني وهيقدر على طلباتها
_ ممممم  طيب وانت هتعمل ايه يعني ابنك اختارها هي وحبها
_ حبها!؟! ما اعتقدش هو انبهر بيها مش اكتر لقى فيها الشكل والمظهر الي يليق بمظهروا ومكانتو .مكانة غيث المهدي .. مش بقلك مغرور
_ ههههه انا ليه حاسس انك بتفكر بحاجة
_ انا فعلا بفكر بحاجة
_ ليث انت هتجبروا يسيب هايدي.. ابنك ممكن يزعل
_ انت عارف عني اني ممكن اجبر ولادي على حاجة هما مش عاوزنها
_ هتعمل ايه طيب
تنهد ليث بقوة وقال:
_ هساعدوا من بعيد لبعيد  ....
_ ازاي دي بقا سبها للأيام ... المهم اخبار اية ايه انا عرفت انها اتخرجت
ابتسم جاد وقال:
_ تخرجت بمجموع عالي جدا ودلوقتي بتفكر هتعمل ايه
_ طيب متيجي تشتغل عندي بالشركة
_ ممم فكرة مش بطالة هبقى اقلها واشوف رأيها
_ تشتغل عندي احسن من شغلها برة
_ وكدا هبقى مطمن عليها اكتر
_ خلاص يبقى حاول تقنعها
ابتسم له جاد ونظر امامه يراقب أمواج البحر العاتية اما ليث فقد شعر بسعادة لنجاحه باقناع صديقه .. فالتأتي اية الشركة والباقي سيأتي فيما بعد .

أية الغيث ( الجزء الثالث من غروب الروح)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن