الفصل الخامس عشر

4K 184 28
                                    

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله الله عليه وسلم قال:(لا تُشدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى)

( الفصل الخامس عشر 🥀🥀)

كان جالس على مقعده ويضم رأسه المنحنى على ركبتيه  بيديه .. مغمض عينيه بألم .. عقله لا يستوعب ما رآه .. لا يمكن ان يكون ما حدث معه اليوم حقيقة .. ابنته لا يمكن ان تخذله بهذه الصورة .. كلما يتذكر منظرها يشعر بان قلبه سوف  يتوقف .. حتى الان لم يصدر عنه اي ردة فعل..

فبعدما رآها خرج من الغرفة وارتمى على اقرب مقعد امامه ولم يتحدث ... اما هي لحقت به بعدما  ارتدت ملابسها .. خرجت وهي تبكي بقهر على أبيها ... خرجت لتراه. وجدته جالس وينظر للامام بشرود لا يتحرك ولا يتكلم اقتربت منه بدموع وكسرة وقالت ببكاء :
_ بابا صدقني انا ما عملتش حاجة صدقني انااا

توقفت عن الحديث  حينما رأته يقف ويغادر البيت .. لحقته لتغادر معه المكان دون اي حديث بينهم  صعد سيارته لتصعد خلفه وهي تبكي ... كان بعالمآ اخر  وهو يقود السيارة ... صبا ابنته كسرته ... هل يمكن ان تكون قد دنست ... صبا الهادئة الجميلة تفعل ذلك كيف... ... اي حقيرآ فعل بها هكذا .... اي حقيرآ هذا الذى كسره ..

لا يعلم كيف استطاع ان يصل للبيت بسلام  فقد كان بعالم اخر لا يرى ولا يسمع ما حوله

.. حينما وصلا البيت اتجه لغرفة مكتبه واقفل على نفسه الباب ولم يتحدث مع احد  .. وحتى ألان لم يخرج رغم نداء سلمى التى تعبت وهي تترجاه ان يفتح لها لتفهم ما يحدث ...

اي كابوسآ هذا .. هل يمكن ان ما رآه هي صبا ... صبا ابنته التى رباها على يديه .. صبا التى كان معها خطوة بخطوة لا .. لا يمكن ان تفعل ذلك لا يمكن ...

اما هي منذ مجيئها وهي تبكي بنحيب لم تتوقف عن البكاء دقيقة واحدة .. تمنت لو ماتت ولم ترى أبيها بهكذا موقف ... ابيها وحبيبها ... لقد خذلته ودمرته ... لقد انتهت وانتهى كل شيئ حولها...

لقد خدعها مصطفى للمرة الثانية لقد كسرها مرة اخرى .. وهي التى بدأت تسامحه على فعلته .. وهي التى صدقته ووثقت به .. غدر بيها للمرة الثانية .. لماذا فعل بها هكذا لماذا دمرها هكذا لماذا ... هل هذا جزاءها لانها احبته .. نعم أحبته .. أحبت من كان سببآ بضياعها وانكسارها .. وانكسار أبيها ... أبيها وآه من أبيها والآلم التى رأته بعينه ...

دخلت عليها سلمى واية واقتربن منها .. جلست سلمى على السرير وقالت بنبرة حزن وبكاء :
_ صبا علشان خاطري يا بنتي احكيلي ايه الي حصل ... والدك رافض يفتح الباب حابس نفسه من ساعة ما جيته من برة  .. ايه الي حصل علشان توصلوا للحالة الي انتو فيها قليلي يا بنتي

لم تجد سوى البكاء الشديد من صبا ..  اقتربت منها وهزتها بقوة و صرخت بقهر وقالت :
_ كفاية بقا ... متعيطيش وقليلي ايه الي حصل .. اتكلمي
اقتربت منها أية وأبعدتها عن صبا الذى بدأ بكائها بازدياد ..
_ طنط ارجوكي مينفعش الي بتعمليه ..

أية الغيث ( الجزء الثالث من غروب الروح)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن