الفصل الخامس والعشرون

4.6K 189 39
                                    

روى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد».

( الفصل الخامس والعشرون🥀🥀 )

كان يظن انه اذا ابتعد سينسى .. يحاول اقناع نفسه انها كباقي النساء الذى عرفهم .. سينساها مع الوقت ولكن قلبه خيب ظنه .. ما كان ابتعاده عنها إلا عذابآ ونارآ تحرق قلبه ..
عاد لكل مساوءه ظنآ انه يعاقبها على ابتعادها ..  فها هو يجلس يحتسي الخمر بشراهة دون وعي .. يحاول ان يبرهن لنفسه انها لا تعني له وانه سيكمل حياته بدونها بسهولة .. لماذا تؤثر به هكذا .. لماذا لا يريد نسيانها .. اي لعنة هي حلت عليه لتقلب حياته ..

قام وهو يترنح من شرب الخمر .. وصل سيارته بمشقة وتعب .. صعدها وغادر المكان .. كانت حالته صعبة يضحك ويبكي بأنآ واحد .. فها هو عاد لوحدته وتخبطه من جديد .. الوحيدة التى أراد ان يتغير لأجلها ذهبت لقد أضاعها .. كيف سيحيى بدونها .. معرفته بها لم تكن طويلة ولكنه أحبها وعشقها .. كانت بمثابة الترياق الذى سيخرجه من حياته البائسة التى يعيشها .. ابتسامتها كفيلة بمحو ألامه ومشقة أيامه .. خجلها جرأتها وجمالها الذى كان محرمآ عليه الاقتراب منه .. كيف سيخرجها من حياته والأهم كيف سيحيى من بعدها ..

على الجانب الأخر ..

كانت جالسة على مقعدها بشرفة غرفتها .. تضم جسدها وتنظر للأمام بشرود ..
حينما أرادت المضي معه وفتح صفحةً جديدة معه تركها وذهب .. لم تكن تعلم بان ابتعاده عنها سيعذبها هكذا .. تمردت وتمادت معه كونها متأكدة أنه يحبها ولن يتركها .. وها هي الان جالسة تنتظر تلك الورقة اللعينة التى ستنهي كل ما بينهما وهي جالسة .. لماذا هذا الاستسلام ألا يجب ان تدافع عن تلك العلاقة .. ليس بعد ما حدث وبعد ما مرت به من أوجاع سيتركها ..

مسحت دمعوعها حينما سمعت صوت الباب ..
فأذنت لطارق و ما كان إلا والدها العزيز .. اقترب منها ليث بابتسامة حنونة وقبل رأسها وجلس بالمقعد المقابل لها وقال :
_ حبيبية بابا عاملة ايه

اعتدلت بجلستها وأنزلت ساقيها وقالت بابتسامة باهتة :
_ انا كويسة الحمد الله

تنهد ليث بقوة وقال :
_ صبا حبيبتي .. انتي من لما جيتي وانت قافلة على نفسك .. مالك يا قلبي فيكي ايه ..
_ أنا كويسة يا بابا صدقني
_ ومصطفى

نظرت له صبا بتوتر وقالت :
_ مصطفى ؟! ماله
_ عاملة ايه معاه
_ كويسين الحمد الله

كانت اجاباتها تستفزه .. يشعر ان هناك خطبآ ما لا يعلمه منذ مجيئها الى هنا وهي جالسة بغرفتها وحينما سألها عن مصطفى أخبرته انه اضطر للسفر من أجل أعماله التى أُجلت بسبب موت والدته

_ طيب انتي قررتي هتعملي معاه ايه
_ مش فاهمة عليك تقصد ايه
_ هتكملي  معاه ولا لأ

صمتت ولم تجبه .. ولا تعلم ماذا تقول .. هل تخبره انها بعد أيام ستصبح مطلقة وان مصطفى من يريد ذلك .. مصطفى الذى فعل الأفعاعيل من أجل ان يتجوزها .. سيتخلى عنها الان

أية الغيث ( الجزء الثالث من غروب الروح)Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ