( الفصل السابع)

4.9K 158 31
                                    

(الفصل السابع 🥀🥀)

منذ ما حدث بينها وبينه باخر اجتماع وهي تتجنبه ... أصبح سيئ المزاج وكلما أراد منها شيئ يأمرها بأسلوبآ فظ ... تنفذ أوامره بصمت دون تعليق حتى لا تتصادم معه.... فهي لا تريد أن تسمع منه ما يرهق قلبها ويتعسها ... فكرت وقررت يجب عليها الابتعاد عنه ، مجيئها هنا كان خطأ من البداية ويجب تصليحه....  لتمر الأزمة التى تسببت بها دون قصد  ثم ستنسحب من حياته إلى الأبد ..
تنهدت بقوة حينما سمعت صوت الهاتف فعلمت أنه يريد شيئ .. رفعت السماعة وقالت :
_ أفندم
_ هتيلي كل ملفات الصفقات الي معاكي وتعاليلي
أنهى حديثه ثم أقفل بوجهها كعادته .. حملت الاوراق ثم اتجهت لمكتبه .. كان يتحدث بالهاتف مع مخطوبته حينما دخلت .. وضعت الملفات أمامه ثم همت لتغادر ولكنها سمعت صوته يقول :
_ استنى عندك انتي رايحة فين
كتمت غيضها ثم استدارت لتراه
_ تمام يا حبيبتي هخلص شغلي واجيلك  علشان نخلص باقي التجهيزات .. باي دلوقتي
اقفل مع هايدي ثم نظر لها وقال:
_ ايه الي عملتيه دا
نظرت له باستفهام وقالت:
_ عملت ايه يا فندم
نهض عن مقعده ثم اتجه ليقف امامها وقال:
_ دي مش طريقة تدخلي بيها ... وكمان أنا مقلتلكيش تطلعي
_ حضرتك طلبت الملفات وأنا جبتها واظن مهمتي كدا خلصت
_ لأ.. مخلصتش انا الي أقرر إمتى تطلعي وإمتى تدخلي مش حضرتك الي تقرري
شعرت بالغضب الشديد منه ولكنها لم تعلق وبقيت على هدوئها .. أما غيث فتوقع أن ترد عليه ولكنها فاجئته ككل مرة .. عاد ليجلس لمقعده وبدأ بتفقد الملفات وهي تقف بصمت
_ انتي واثقة انو كل الورق موجود ولا هلاقي حاجة ناقصة  كالعادة
نظرت له بهدوء عكس ما بداخلها من غضب وقالت :
_ أظن يا أستاز غيث من وقت شغلي معاك وانا مش مقصرة بحاجة ومش معنى انو ورق الصفقة الأخيرة اتسرق أبقى أنا المسؤولة
_ اعتقد انو الورق الي انسرق كان معاكي وبسبب اهمالك الصفقة ضاعت مننا وخسرنا كتير
أجابت بهدوء :
_ الإهمال الي حصل كان مش مقصود واظن إنكل ليث  فهمك وقلك على كل حاجة
كان ينظر لها وهي تتحدث .. تلك الفتاة مختلفة ... تجمع بين الشجاعة والخجل بأنآ واحد ... مع أنه يتعمد استفزازها ولكن كعادتها تفاجئه... هو يعلم بما حدث وكيف أنها تعرضت لخديعة لترك المكتب ...إلا أنه  يريد أن تبقى أمامه وتحادثه... فمنذ الاجتماع وبسبب صراخه عليها وهي لا تتكلم تنفذ ما يطلبه بصمت وترحل .. وهذا ما أغضبه .. فهو لا يعلم لما ينجذب إليها ..هي بالنسبة إليه إحجية ويريد فكها .. يريد أن يعلم عنها المزيد .. ترى كيف تتصرف مع غيره كيف تضحك هل هادئة  دائما ام لا...  هل تخاطب الجميع مثلما تخاطبه ام تخاطبه هو فقط هكذا ... عاد لواقعه عندما سمعها تناديه ووجهها يشع احمرارآ بسبب نظراته
_ أستاز غيث .. انت سمعني
_ تقدري ترجعي مكتبك
نظرت له باستغراب ثم غادرت ... جلست على مكتبها وهي تائهة فنظراته توترها وتوجعها.... فهي تريد نسيانه لا التعلق به أكثر يجب عليها أن تترك العمل لتريح قلبها  ...
أما هو فكان يوبخ نفسه كيف يفكر بأخرى وهو سيتزوج عن قريب ... لماذا تلك الفتاة تثير فضوله لماذا ليست ككل الفتيات الآتي يحاولن الاقتراب منه باي طريقة ... غروره جعله يتمنى لو انها تختلط به أكثر تحاول الاقتراب منه حتى أنها لا تبتسم بوجهه هل من المعقول انها تكرهه.. لما يشغل باله ويفكر بها كثيرا ... يجب عليه أن يفيق من أوهامه وتلك الأفكار الغبية فهو غيث المهدي الذى يتمنى الجميع الجلوس معه .... ليس هو من يتمنى أن يحادث أحد فهو تعود أن يكون مهمآ للجميع حتى هايدي رغم جمالها الذى ابهره وفتن به إلا أنها هي من بدأت الاقتراب منه والحديث معه.. لكن الان ... يتمنى وصال فتاة عادية  .. ما الذى حدث له
تنهد بقوة ثم تابع مراجعة الملفات التى أمامه

أية الغيث ( الجزء الثالث من غروب الروح)Where stories live. Discover now