الفصل السادس عشر

4.4K 194 78
                                    

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.

( الفصل السادس عشر 🥀🥀)

كانت تقف امام السرير وهي تبكي بانهيارآ كامل .. مثلها كمثل الذى يسوق الى قبره .. هكذا شعورها .. هي بعد لحظات ستدمر كليآ .. نعم فما سيحدث لها الان سينهيها .. احساسآ مؤلم ان يخذلك من تحبهم .. مصطفى خذلها ودمرها وهي خذلت والدها ..
والدها الذى كان لها الحب النقي بحياتها.. حبآ حقيقيآ وليس بخديعة ... لو تعلم الانتى قيمة هذا الحبيب لما بحثت عن اي حبآ بعده ... وها هي تخسر حبيبها وسندها وكل ما تملك ..

ربتت الطبيبة على كتفها وقالت بأسى وحزن :
_ يلا يا بنتي
ازداد نحيبها أكثر .. فهي لاتعلم ما سيحدث بعد ما تفحصها الطبيبة .. تحركت بخطوات بطيئة للسرير  وقلبها يبنض بسرعة  ...
كانت على وشك الجلوس عليه لولا الباب الذى فتح بقوة ..
استدارت لترى والدها .. تقدم منها ليث وامسك يدها واخدها للخارج .. خرج من العيادة وهو يسحبها بقوة ... فتح باب السيارة ثم ادخلها وصعد هو الاخر وانطلق ..

هو لن يعيد الماضي مرة أخرى ... لن يستطيع ان يتحمل كسرتها ونتيجة ما سيفعله ... لو نفذ ما أراد ... ابنته ستنتهي  لا محالة وهو لن يسمح بهذا .. هو لن يكسرها مثل ما كسر والدتها في الماضي ... لن يأتي عليها ...سيفهم منها أولآ ثم يحكم ...هي لم تتحدث حتى الان يجب ألا يتسرع ويعيد أخطاء الماضي
هو اخطأ بحق سلمى بالماضي خطأً حتى الان لا يسامح نفسه عليه رغم مسامحتها ورغم كل تلك السنوات التى مضت إلا ان ذلك الخطأ يعتبر نقطة سوداء بحياته   ..

رأى بابنته زوجته سلمى الذى ظلمها وأذاها .. لن يفعل هذا بوحيدته  .. لن يسمح لأحد ان يكسر جوهرته الغالية .. صبا روحه.. ابنته التى يحبها اكثر من اي شيئآ أخر .. يجب عليه ان يتحكم بنفسه ليستطيع ان يتصرف .... ابنته خذلته ودمرت تقته بها ولكن يجب ان يبقى بجانبها يجب ان يعلم من ذلك الوغد الذى أذاها وخدعها ..

اما بالخلف كانت تبكي بقوة .. لا تصدق ان والدها غير رأيه .. ابتسمت بألم ودموع .. هي كسرته بقوة وهو لم يرضى بكسرتها .. هي لا تستحق ذلك .. لا تستحق هذا الحب .. لقد خيبت ظنه ..
محظوظة هي بأبيها الحنون ..

وصلت سيارة ليث امام القصر .. خرج منها ثم دخل للقصر دون اي كلمة .. استقبلته سلمى الباكية

_ ليث صبا فين . .. انت ودتها فين
لم ينطق باي كلمة .. كل ما فعله انه اتجه لأعلى ... فهو الان ليس لديه القدرة على التحدث .. خرجت سلمى للخارج لتجد ابنتها تمشي بلا روح .. احتضنتها وقالت ببكاء :
_ صبا انت كويسة يا قلبي طمنيني عليك ..قليلي ايه الي حصل
لم تستطع صبا الرد .. شعرت بان كل شيئ حولها يدور ... أغمضت أعينها  بوهن سامحة لنفسها الهروب من كل شيئ
سقطت بين يدي والدتها بسبب الإغماء الذى أصابها .. فما حدث معها استنفذ كل طاقتها .. صرخت سلمى ببكاء:
_ غيث الحقني ...
امسكها غيث قبل ان تقع على الأرض وتصب بأذى .. حملها لأعلى ليرى ما بها ..

أية الغيث ( الجزء الثالث من غروب الروح)Where stories live. Discover now