الفصل الأول : عودة الأميرة

115 14 8
                                    

حَمَلَت أطراف فُستانهَا الفضْفَاض بخِفة، لتُمِيل رأسهَا مُحدقة.

جِل ما أبدته هُو الإزدراء الواضِح أثنَاء إنحنَاء الحَارسِين وفتحِهمَا البَاب لهَا، حَتى تُكمِل طريقهَا بكُل رزانَة وبرُودة أعصَاب.

توجهَت نحو الدَرج الـرخامي، موجِهةً أنظارُها إلى الحاضرين أنهت مسيرتهَا القصيرَة مُجاورةً رجُل كَبير فِي العمْر الذي إستدار هاتفًا.

- أعلِن وصُول الأمِيرة إيڤيلين فيتيليوس دي كارتوس إبنَة الملِك الكُبرى الى حفل بلوغها سِن الرُشد.
لمْ يُبالِي أحد الحَاضرِين واستمرو فِي تبادُل أحاديثهم، أغمضت أعيُنهَا أثناء إنحنائُها مُرددةً بصوت خَافِت.

- إيڤيلين فيتيليوس أعلِن وصولِي.
وقفَت وأكمَلت طريقُها حامِلةً فُستانهَا، عبَرت بين النُبلاء دُون التوقَف متوجهةً ناحِية العرش وقَفَت أمَام المَلِك القابِع في عرشه وبجانِبه إمرأة شابة قريبة مِن عُمر جلالته.

وَقفَت أمامه لتنحنِي أثناء رفعِها لأطراف فُستانهَا المُزركش.

- أرَحِب بشمْس مملكتنَا.
عَم الصمْت الأرجاء أثناء تحدِيق النُبلاء متفاجئين..

- مَن تكونِين؟
همَس طِفلًا وقَف قريبًا مِنها كانَت ملامحه شبيهة بالملك القابِع أمامهَا.

- إيڤيلين فيتيليوس.
رددت وسط إنحنائهَا لترفَع رأسهَا مُردِدَة.

- الإبنة الكُبرى للملِك فيتيليوس.
رفَع فيتيليوس أحد حاجبيه مُبتسمًا أثناء إسناد ذقنه على راحة يده.

- أرَحِب بإبنتِي الكُبرى فِي حَفل بلوغهَا سِن الرُشد.
ردد جُملتَه واقفًا، تقدم ناحيتهَا رافِعًا يدَه مُربِتًا على شعرِها وهمس لها..

- أدخلِي إلى القصر ولا تعودِي إلى هُنا.
رفَعت مُقلتيهَا ناحِيتَه دُون أي تغِيير فِي تعابِيرها، ثوانِي حَتى إرتسَمت إبتسامَة ساخِرة عَلى مَحْيَاها.

- لِيس وكإننِي توقعْت ما هُو أكثر من سمُوك لكِن أنا لم أتِي كُل تِلك الطريق إلى هُنا لأدخُل مِن أجْل الخروجْ.
ظهَر الإنزعاج على ملامِح فيتيليوس، فتراجَع بِضْع خُطوات رافعًا يداه مِما مَنح الفارِسين الواقفين على جانبي البلاط الملكِ الإذن بالتحرك.

دقائق حتى تطايرت شرارة زرقاء مِن جسدِهَا مُسببةً القشعريرة لكُل النبلاء الحاضرين وأبعدت الحُراس...

الدهشة سادت المكان وتعالت الهمسات " الكهرمَآن " وصاح أخر " إنهَا الكهرمَآن النبيلة! " .

توسعَت مُقلتِي فيتيليوس المتصلِب، حَاوَل التحَرُك لكِنه بدلًا مِن ذلِك تسمَر أثناء إنحدار أفكاره عميقًا.

تطَايرَت خُصلات شعْر إيڤيلين البندقِية، ولمعت عسليتيهَا وهِي تُظهِر إبتسامة مُتعاليَة إمتزجَت مَع الخُبث.

إلتفَت فيتيليُوس ليراقب تحركات الإمرأة الشابة ومن الواضِح عليها إنهَا زوجته.

- إبنتِي ناڤِيرا!
تقدمَت ناحيتهَا مُسرعة لتحتظنهَا مُرددة أثناء هبوط دموعهَا.

- لقد أخبرتك هذه إبنتنا مهما كَانت مختلفة وهذا الدليل! لا أحد أخر خارج العائلة الملكِية بإمكانه إستعمَال الكهرمان!.
صاحَت ليعُم الصمت لحظات كانت أشبه بالدهر عِند الضيوف.

إنحنى النُبلاء بعد تبادلهم النظرات مُرددين التحية..

- نُرحب بسمو الأميرة الأولى إيڤيلين فيتيليوس دي كارتوس.
تنحَت إيڤيلين بعيدًا عن والدتهَا مخفيةً كُل مكنوناتهَا أسفَل قِناع عَدم المُبالاة.

- أعتذِر مِن سمُوكِ إسمي إيڤيلين كَما إنه يجْب علي الذهاب..
تراجَعت بضع خطُوات مُنحنيَة إنحناءة قصيرة وخَرجت مُسرعة...

أكملت مسيرتهَا فِي الحديقة الملكية بعد إثارتهَا الجَدل فِي القاعة.

توقفت أثنَاء تحديقهَا إلى إنعكَاس ملامحهَا فِي ميَاه النافورة...

تلمَست وجههَا بأطراف أصابعهَا..

- مَن كَان ليظُن إن الوجه هُو من يحكُم إن كنت إبنة والداي ام لا...
ضغطَت إيڤيلين على خدهَا أثناء تحديقهَا إلى عسليتيهَا، تطايرت خُصلاتهَا البنية مَع الرياح أغمَضت أعيُنهَا منغمسةً بذكرياتها القديمَة.

كان خيالهَا يقودهَا إلى عُمر الخمْس سنَوات..

تمشي أثنَاء هُبوط دمُوعهَا على وجنتيهَا الصغيرتان...

صاحَت متمسكةً بشجرة.

- أمي أنا أريد أمي!!
صرَخت عاليًا مما ألم حنجرتها وسقطت على الأرض.

هبت رياحًا قويَة مُلتفةً حُول إيڤيلين، تحركَت ساحبةً اوراق الاشجَار معهَا لتنهض متتبعةً الرياح وسط دموعهَا ونحيبها المتواصل.

تعمقت بين الشجِيرات غاطسةً بين فروعهم وتبعدهمْ حتى تشِق طريقها وتصل إلى مُرادها.

" يتبع "

روحِين متعاكستِين Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon