الفصل العاشر: الفارس النحيل.

7 4 2
                                    

كَانت إيليا تمشط خصلات شعر إيڤيلين التِي كَانت تحَدق ناحِية المرأة بجمود.

- أميرتي هل يمكنكِ الإبتسام؟.

قالت إيليا التي بدأت تظفر خصلتين من شعر ايڤي وتعقدهما معًا بشكلًا أنيق.

- لا أجد أي ضرورة لهذا... أشعر بالغثيان...

أمسكت إيليا بكتفي ايڤيلين وترفعها للأعلى.

- لا أصدق أعذاركِ الأن هيا بنا لنخرج.

عضت إيڤيلين على شفتيها وفتحت الباب وأكملت سيرها في الرواق قبل أن يجذب إنتباهها بعض الضوضاء كَان مصدرها في الخارج فوقفت أمام أحد النوافذ وقبل أن تصدر أي رد فعل رأت فارسًا نحيلًا.

تمـت الإحاطة بـه من قِبل أربع فرسان من نفس الفصيل الذي ينتمِي إليه، ولعل الفرق الوحيد كَان ضخامـة بنيتهـم.

كَانت تحدِق في كِيفية سير الأمر ولاحظَت سخريتهُم، العميقة منه حيث وضع أحدهم يده على كتفه أثناء إنطواء الأخر على نفسه مرجعًا رأسه للخلف..

في اللحظـة التِي لاحظت إنسلال السيف من غمده.

ودون أي مقدمات كَان ذاك الرجُل يتلوى على الأرض صارخًا طالبًا للمساعدة، قد صدم رفاقه وأعتبروها مزحة في البداية إلا أن الأمر أصبح سيئًا عندما برزت الشرارات الزرقاء من جسده أخرجت إيڤيلين رأسها من النافذة قائلةً

- لماذا فرسان مملكتنا الشجعَان ضعفاء الى هذه الدرجة؟

امالت رأسها وقد برقت مقلتيها العسليتين ببعض المرح وإرتفاع طرف شفتيهـا بإبتسامـة ساخِرة.

أجفلوا جميعًا محدقِين ناحِيتهَا حِيث أرهبتهُم أعيُنهَا للحظة، ثم تماسك أحدهم ورد عليهَا.

- نحن لسنَا بضعفاء، إنما تهجمكِ الغير مباشر كان قد باغثنا يا أنسة.

توسعت مقلتِيهَا وأبدت تعبيرًا مستغربًا ثم قالت بصوت ناعِم ملؤه الإستغراب.

- لم أعتقد بأن الأعداء سيقتحمون القصر دون سابق انذار هكذا.

كان سيرد ذاك الرجل لولا تحريكه السريع لمقلتيه ناحية رفيقه الواقع أرضًا، ما جعله يصمت.

وفجأة ظهـر نائب رئيس الفرسـان الملكِـيين الشـاب ” دومنيـك “ وصاح بالفارِس بصوت ينِم عن القوة والقدرة على إخضاع كُل من يقف أمامه.

- إعتذر لسموها على ردك الوقح لهـا.

لم تلتفت إيڤي ولم تعره أي إهتمَام كانت تصب نظرهَا فقط على الشاب النحيل الذي وقع جالسًا على الأرض وقد  كان بدوره ينظر لهَا وعينَاه الخضراء تحاولان حفظ بريق عيناها العسلية.

لم يرد أي من الفرسان على طلب ذاك الفارس وهذا ما أثار غضب وحنق إيليا التي كانت تراقب المشهد من خلف سيدتهَا وعند زمجرتهَا بصوت مرتفع جعل الفرسان يحدقون بتوتر ناحيتها

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

لم يرد أي من الفرسان على طلب ذاك الفارس وهذا ما أثار غضب وحنق إيليا التي كانت تراقب المشهد من خلف سيدتهَا وعند زمجرتهَا بصوت مرتفع جعل الفرسان يحدقون بتوتر ناحيتها.

- كيف لكم بأن لا تقدمو الإحترام اللازم لأميرة هذا البلد؟! هل ترغبون بأن يتم سجنكم بتهمة التمرد؟!

رفع دومنيك رأسه ناحِية إيڤيلين عيناه الزرقاء إزداد بريقهَا أثناء نظره نحوها.

- أرجو المعذرة من سموكِ سأتأكد من تأديبهم جميعًا بحيث لن يتمكنو من تكرار ما فعلوه الأن.

رفعت إصبعها تشير إلى الشاب النحيل عند إستنادها على يدها الأخرى فوق النافذة.

- لا تعاقبه هو لم يفعل شيئًا.

أخيرًا حركت يداهَا تطردهُم كنوع من الحشرات.

- إذهبوا ولا تجعلوني أغضب أكثر مما يجب.

ولكِن عندما تحركـوا بشبح إبتسامـة أظهرت إختلال عقلها كَانت قد صعقتهُم جميعهُم عدا الشخصان اللذان لم يزعجاها أبدًا.

صُدم الشاب النحِيل في حِين إن دومنيك كان منبهرًا من قدرتهَا على صعقهم جميعًا.

- أعتقد بأن هذا يكفِي.

وقفت وعلى وجههَا تعبيرًا مشمئز وحاد قائلة.

- لم أعد أستطيع تحمل رؤية القمامة دون أي رد فعل.

أكملت سيرهَا مع إيليا التي أشارت إلى أنها ستجعل من الأمر قضية وطنية.

إلا أن تفكير إيڤيلين راح بعيدًا نحو الإحساس المبهم الذي شعرت به..

هناك شيء غريب حيال ذاك الفتى النحِيل.
يتبع...

روحِين متعاكستِين Where stories live. Discover now