الفصل التاسع :

7 3 2
                                    

قفزَت قطَة بيضَاء مِن أعلى النافذة مقتحمةً الغُرفة.

عِند موائهَا تحركَت كافة الفراشات ناحِية الخزانة وأحاطتهَا.

- هل انتِ تائهـة؟

سألـت إيڤيلين عند رفعهَا لرأسهَا..

سارت القطَة وأمست تلعَق أصابع رفيقتهَا..

أبعدت إيڤيلين يدها ورفعتها للأعلى مما جذب إنتباه القطة وبدأت تقفز محاولةً الوصول ليدها..

في حين إن الأخرى إستمرت بتعذيبهَا وتحرك يدها في كافة الإتجاهات...

وبإبتسامة ساخِرة قالت..

- يا لكِ من قطة بطيئة!

ولكِن إمتدت يد بيضاء من خلفها وعند إلتفاتهَـا صدمت رأسهَا بذقن الجنِيـة...

تراجعت كلتاهما بألم...

- لماذا ظهرتي فجأة...

كتمت أنينها، وإستمرت بمسح رأسها محاولةً إبعاد الألم.

- قطة...

قالت الأخيرة بصوت منخفض... مما أدى لتوسع أعين إيڤيلين...

حيث أخدت وقتًا حتى تفهم ما سمعته أذناها...

ودون سابق إنذار كانت القطة في أحضان الجنية تموء بسعادة...

- هذا... لقد تكلمتِ!!

رفعت الجنية رأسها وأومئت..

- أنا أدعَى.. لستُ جنِية..

تحدثت أثناء مداعبتهَا للقطة...

فِي تِلك اللحظَة تحديدًا أصبحَت الرؤية ضبابِيـة، ولم تستطِع إيڤيلين السمَاع بشكِل جَيد...

كَان صدرهَا يرتفعْ ويهبِط، تسارعَت أنفاسهَا وعندمَا مدَت يدهَا تحاوِل الإستناد علَى الأرْض مرتْ أصابعهَا مُغادرةً جسدهَا...

ببطء.. كَانت تُشاهِد روحهَا تنقسِـم مُبتعدةً عن...

جسدهَا المادي.

- كِيف...

وقفت في الفراغ، تراقب جسدهَا يتحرك...

كَان يستمر بالحديث كأن الحياة لا تزال تدُب فيه..

لكِن هذا الشخْص لم يكُن هي..

كَانت تبتسـم كثيرًا، وتتحدث بحماس وصوت مرتفِع...

- هذه ليست أنا..

إلتفتت وبدأت تسير دُون هدى.

- هَل كَان أيًا من هذا حقيقي؟.

سألت نفسهَا دون أن تظهِر أي تعابير تدُل عن فحوة مشاعِرها...

- إيـ...

صوت ضعِيف، وغير واضح وصل إلى مسامعهَا..

- إيڤ...

وقفت تحدِق في الأرجَاء...

إنها تعرِف هذا الصوت جيدًا...

- إيڤيلين! عزيزتِي..

إستمرت في المَشي ناحيته، وفجْأة فراشاتً بيضاء أحاطتها وتدفعهَا إلى الأمام وتُنير لهَا الطريق..

- إيڤي، أفيقي.

شيئًا بارد تشعر به على خدها.

كَانت تقِف في غرفتهَا تُشاهد والدتهَا تُحاول إيقاضهَا بإبتسامَة وتُقبل وجنتيها..

- أمِي.

ودون سابق إنذار دفعتهَا الفراشات ناحية السرير لتسقط على نفسها..

- إيڤي، عزيزتي حان وقت الإستيقاظ!.

بقبلة لطِيفة على جبينهَا، فتحت إيڤي أعينهَا بضُعف..

- أخيرًا أفقتي!

إبتسمت والدتهَا بـحُب...

و بكُل إندفاع دفنت إيڤي نفسهَا في حُضن والدتها.

- أنا أسفة!.

شدت بقوة على والدتهَا..

لعل السبب كَان هو خوفهَا أن يختفِي كُل شيء وتُصبح وحدهَا في الظلام.

يتبع.

لا تنسو تدعموني بتعليق وتخبروني نظرياتكم في الفصل.



روحِين متعاكستِين Where stories live. Discover now