الفصل الخامس : ليـس كمَا تظنِين

22 6 6
                                    

فصلت سيلڤيا العناق مع مرور الوقت كَانت عيناهَا مُحمرَة وقد بَان الضِعف في تعابِير وجههَا الرقِيقة كَانت زهْرَة ضعِيفة جِدًا.

إمتلكَت شعرًا أسْوَد، مَع أعيُن رمَادية اللُون كَانت تعابِيرهَا مختلِفة كامِل الإختلاف عن إيڤيلين صاحِبة الوجْه الحَاد.

- هَل تشعرِين بتحسن الآن؟
سألتهَا ايڤيلين لترُد الأخِيرة:

- أنا سأكون بخِير طالمَا إنكِ بجانِبي.
قالت بعدمَا ضمت قبضتيهَا معًا، وشابكت أصابعهَا محدقةً إلى الأرض.

- أنا أشعُر بالسعَادة الشديدة..
توقفت بعدمَا أطلَقت تنهيدة طويلة وعادت تُكمِل حديثها.

- لطالمَا تخيلت لقائتنا معًا، وكم بكِيت فقط لمُجرَد التخِيل إنكِ ستكونين تكرهيننِي أنا...
صمَتت مغمضةً مقلتيهَا، لتفتحهمَا وبدأت بالإرتجَاف.

- أوه يا صغيرتي لم أرد إرسالكِ بعيدًا، لقد أرغمُوني على الرضوخ لهُم، إنني مقيدة بقفص لا أستطيع فيه حتى الدفَاع عن نفسي من...

رفعَت إيڤيلين إصبعها أمام شفتِي والدتهَا..

- أنا أفهَم كُل شيء،  إنني لا ألومكِ أبدًا على أي شيء لذا لا تتوتري.

قالت بينمَا حركَت أصابعهَا بِين الخُصلات السوداء لشعْر والدتهَـا.

- فقطْ دعينَا لا نفتحْ هذا الموضُوع..

أغمَضت مُقلتِيهَا ودفعت نفسهَا لتعانِق أمهَـا.

” أشيَـاء كَثيرَة حلمْـت بهَا طوِيلًا، لكِـن مع كُل يومْ ومَع كُل فصْـل مِن فصُول السنَة كُنت أغضَـب غضبِي كَان يسحبني عميقًا إلى الأسفَل ولن تهفِت نِيرانـه حتـى يأتِي اليُوم الذي تضيء فِيه أنوار بُرجِي “

أغمضَت مقلتِيهَا تستشعِر كُل مداعبة بسيطَة تلاقيهَا من والدتهَا.

” أو هَذا مَا كُنت أعتقدُه، الآن بِتُ أشعُر...  بـ أن نِدائي قد وصَل إليهـا.. لقد أنقذت “

مَر اليُوم وحَل الظَلَام، وتُرِكت إيڤيلين لوحدهَا فِي الغُرفة بعدمَا قضت اليوم تستمِع إلى حديث والدتهَا.

وقفتْ تُحدِق ناحِية النافِذة وأفكَارهَا تتداعَى عميقًا...

- لا يَهُم ما يحدث فقط عيشِي كزهرة برية تتلقى السعَادة وتخدِش أيًا كَان ما يُزعجهَا بأشواكهَا الغليظة.

إقتربت من النافِيذة تتحدث مع نفسهَا، كَانت تُحدِق ناحِية القمَر قبل أن تلاحِظ تحركَاتٍ غريبَـة بِين الشجيرَات المقابلة لغُرفتهَا.

لم تُبدي أي رَد فِعل يدُل على خوفهَا أو تفاجؤهَا وقفت تنتظِر بتبَلُد غِير مباليةً بأي شيء قد يقفِز ناحِيتهَا..

أخّيرًا ظهَر زِيوس يحمِل تعابيرًا عابسَـة على وجهه، تبادَل النظرَات مع إيڤيلين ثُم تحَرك ناحِية نافِذتهَا مُخرجًا لسانه لهَا ثم ركَض بعيدًا عنهَا.

روحِين متعاكستِين Where stories live. Discover now