الفصل الثالث : عودة الى البيت

22 8 8
                                    

مَشت إيڤيلين مسافةً لا بأس بهَا لتقِف أمَام البوَابة الخاصة بالقَصر.

تقدمَت مقتربةً من الحُراس.

- أرجو منكمَا إستدعاء عربتي.
إنحنيا لهَا وتحرك الحارس الذي في الجهة اليسرى بسرعة لإستدعاء العربة.

وقفت صامتة مغلقةً أعيُنهـا..

أمست تسمع صوتًا يلعب برأسها مُسببًا فِي تقارب حاجبيها دلالةً على الإنزعاج.

- جلالتكِ لقد وصلنا.
نادتهَا الخادمة التي هبطت من العربة مبتسمة.

فتحت إيڤيلين أعينها لتقترب وتمسك بِيد خادمتها اثناء صعودها داخِل العربة.

- أشكُركِ إيليا.
همست إيڤيلين لإيليا بصوت منخفض.

عند جلوس كلتاهمَا داخِل العربة بدأت بالحركَة لتُسنِد رأسهَا مجاورةً النافِذة.

- إذًا ما هو سبب خروجكِ المبكر إيڤي؟
تحدثت إيليا دون أي تحفظ فِي حِين الاخرى لم تبعد عينيها عن النافذة.

- لا أعلم... على الرُغم من قولي لذاك المُزيف بأنني أتيت لأبقى لا أعلم كِيف ولكِن...
صمتت إيڤيلين محدقةً الى الطريق..

- لكِن؟
سألت إيليا التي إحتل وجهها تعابير الحُزن والقلق.

- لكِن عند رؤيتِي لهَا، شعرت ببغضٍ شديد خاصةً عندمَا نادتنِي بذاك الإسم..
أكملت جُملتهَا لتشعُر بـ يدًا دافئة تحيطهَا فتحَت إيڤيلين أعينهَا عند إحتضان إيليا لهَا.

- لا تقلقِي أنا هُنا مِن أجلك.
همست إيليا لإيڤيلين مبعدةً الحُزن عنهَا لتُغمض الأخِيرة مُقلتيهَا مبادلةً رفيقتهَا العنَاق.

- أنتِ بالفعل تشعرينني بالتحسن..
أردفت إيڤيلين مبتسِمة بخفوت.

إستمـرَت العَربة فِي مسيرتهَا، لمْ تكُن تتبع بقيَة العربات، إكتفت فقَط بـ الإلتفَاف حُول المكان...

تسارعت الأحصنَة ليوقفهَا السائق فِي الجِهة الخلفِية مِن القَصر.

خرجَت إيليا أولًا ثُم وقفت فِي الناحِية اليمنى وتبعتهَا إيڤيلين...

وقفتا أمَام السُور المُرتفع الذي ترقبته إيليا بـ تعابِير متوترة..

- إذًا لمَاذا إستعملنا العربة حتى نأتي الى هُنا في حِين كان بإمكاننا أن نصل للبُرج من الحديقة...
تسائلت إيليا، بينمَا إقتربت إيڤيلين من السور.

بدأت بتلَمُسه حتى لمست حجرًا كَان مختلفًا عَن البقية فعِند طرقه الصوت الذي صدر كان كصوت ضرب قطعَة من المعدن.

ظهرت إبتسامةً ساخِرة على وجههَا، وقَبل أن تتحدث إيليا إنبعثت هالة بُرتقالِية اللُـون مِن سيدتهَا.

عنْد إلتحَام الهالة البُرتقالية فِي الهَالة الخضراء المنبعِثة من الحَجَر حدثتْ إهتزازات خفِيفة، وقبل أن تلاحِظا كَانتا تِلقائيًا تقفا أمام السُور، لكِن إيليا إرتجفت لحظة رؤيتها لنفسها أمام البُرج.

- كِيف حدث هذا!
أبتعدت إيڤيلين عن السور لتختفي الأضواء من هالتهَا المُلتحمة مع هالة الحجر.

- لنقُل إنني وضعت حجارةً للنقل الآني فِي أسوار القصر.
رفعت خُصلات شعرها لتلُفه مِثل الكعكة، تقدَمت إيڤي من البرج لتطلب من خادمتهَا الرحِيل.

فِي البداية تمسكت إيليا وأعربت عن رغبتها بـ البقاء، لكِن إيڤيلين أوضحت رفضها لتدخُل وحدها.

دخَلت لتُمدد أطرافها، وتوجهت مباشرةً لأحد الأرائك مرتميةً عليها.

لم يكُن البرج فوضويًا أبدًا، كان منضمًا نظيفًا زُين ببعض القطَع الفخارية واللوحَات المُختلفة.

إحتوى هذا الدور الذي استقلت فيه إيڤيلين على أرائك وضعت فِي منتصف البرج ولعلها تعتبر غرفة مناسبة لإستقبال الضيوف.

رفعت إيڤيلين نفسهَا بـ تثاقل متجهةً ناحية الدرج.

وقفت بهدوء محاولةً لف يديها على نفسها والصعود.

لعل البُرج إحتوى على جمِيع الكماليات إلى إنه كَان بُرجًا باردًا للغاية ولعل السبب يعود الى الشخص الذي بناه وذلك يرجع الى التاريخ العريق لعائلة كارتوس وحسب الاشاعات المنتشرة فِي أطراف المملكة إن السيد الأول للعائلة قد لُعِن لم تكُن لعنة كغيرها مِن اللعنات، فقد عانى الملك من إرتفاع حرارة جسده ومهمَا  فعل محَاولًا خفضها إلى أن كُل محاولاته بائت بالفشل.

فِي النهاية ظهر ساحر مَع مُهندس معمَاري عمَل كلاهمَا بجِد لبناء بُرج عُمرت جُدرانه بالسحر مما جعل البرج يصبح باردًا جدًا.

صعدت إيڤيلين إلى الدور الثانِي، الذي إحتوى على ممر صغير وغرفتين متقابلتِين.

توجهت تلقائيًا ناحية الغُرفة التِي فِي الجانب الأَيسِر.

دخلت لتبرُز غرفة صغيرة إحتوت على ملائات وضعت على الأرض فِي حِين قطعة خشبية طويلة ربطت ببعض الحبال، وعلقت عليها الملابس.

كانت أشبه بخزانة مفتوحة دون أبواب..

الثياب المعلقة آختلفت، ليست ذات نظام مُعين فمنها فساتين، والأخرى عبارةً عن قمصان وبناطيل، وبعض التنانير وبعض الثياب كَانت مُميزة للغاية.

تناولت إيڤيلين قميصًا فضفاض باللون الأصفَر، وبنطالًا واسِع أبيض اللون.

تاليًا خرجت من الغرفة ممسكةً ثيابها ودخلت الغُرفة المقابلة.

” يتبع “

رأيكم؟

مواعيد الفصول أسبوعية كل إثنين أو ثلاثاء ✨

وممكن تتأخر في حالة الإختبارات✨

روحِين متعاكستِين Where stories live. Discover now