الفصل السادس

8.7K 221 29
                                    

الفصل السادس..

حملها من خصرها وسط صراخها واعتراضها علي ان ينزلها... تريد ان تبقى بجانب والدها الذي قتله هذا المسخ البلا قلب  لا تصدق الي الان انه فعلها بكل برود وكأن ما قتله كان حيوان وليس بشر والاكثر ألماً انه والدها قتله دون ان يرف له جفن وكأن احدهم نزع عنه الرحمه ... نعم فمن عاش وسط تلك الغابات لسنوات بالتأكيد سيكون بلا رحمه وهو يسمع اصوات حيوانات مفترسه تحيط بتلك الغابات بل يتعايش معها  وكذلك يستمع لاصوات صرخات لاشخاص كانوا معتقلون بنفس المكان يقتلون كل عده دقائق... يصبحون وجبه لذيذه من اجل هذه الحيوانات.. فالبتأكيد قد انتزعت الرحمه من داخله للابد وبلا عوده لقد تعلم درساً هاماً وهو من اجل ان تعيش عليك ان تخسر الكثير وان كان ما خسرته حتى هي انسانيتك.. وهو خسر كل شئ عائلته، رحمته، جسده الذي كان عبداً للروس يجعلونه يقاتل حيوانات واشخاص اقوى منه مئات المرات، خسر انسانيته، خسر الشعور ايضاً... لقد جردوه من كل شئ يحبه..

نظرت جيليريا لذلك الطفل الذي يجلس علي المقعد يعبث ببعض المكعبات البلاستيكيه وابتسامه سعيده مرتسمه علي فمه.. طالعته بصدمه لا تعرف من هذا الطفل ولمن ينتسب..

_ انه اخيكِ من والدكِ جيلي.. تقبلي الامر
قالها ستان ببرود وهو ينزلها امام باب السياره لتطالعه بصدمه غير مصدقه ان هذا الصبي شقيقها...

ابتسمت جيليريا بسخريه ثم سرعان ما تحولت ابتسامتها لضحكات هيستيريه يتخللها عبراتها التي تهبط على كلتا وجنتيها بعجز وقهر.. لم تتوقع منه ان يصل به الامر ان يفعل كل هذا بها... بل ويقتل قلبها بتلك الطريقه المهينه وكأنها عاهره او نكرة بالنسبه له.. قتل والدها بطريقه مهينه ولم تستطع ان تساعده او تنقذه من براثن شيطانها الذي وقعت ف قبضته كالفريسه..

_ اين والدته..؟!
سألته جيليريا بنبره باكيه وملامح متألمه.. وهي تطالع هذا الصغير بأعين باكيه..

_ لقد قتلتها... لم يبقى له سوى انتِ.. ستقومين بتربيته سيدتي الجميله..
قالها ستان ببرود وهو يستند بجبهته علي خاصته...

نظرت له بكراهيه لتصفعه علي وجهه ولكنه لم يتأثر بما فعلته فقط نظر له بزورقتان صافيتان ملامحه بارده كالثلج وهدوءه كان حقاً مخيف.. احتضنها لصدره ليجدها تقاومه تحاول ان تبتعد عنه وظلت تضربه علي صدره وتصرخ به انه قاتل ومجرم وانها تكرهه ولكنه لم يغضب ولم تصدر منه اي رده فعل فقط صامت بشكل مرعب يطالع ملامحها الخائفه والمتقززه منه بصمت..

لم يعارضها علي ما فعلته فقط ظل هكذا الي ان افرغت شحنه غضبها به وما ان انتهت حتى استندت علي صدره بتعب وتلك العبرات رفضت ان تتوقف عن الهطول من عسليتاها ..

_ لماذا... لماذا ستان ؟! لقد ظننتك غير الجميع..
رددتها جيليريا بتعب وألم وهي تستند برأسها علي صدره...

Human Beast (+18)✔Where stories live. Discover now