chapter 3

4K 180 11
                                    

كان المطر غزيراً للغاية بعد أن أوصلها اديريان لمنزلها ، هبت عاصفة قوية
أخبرها أن لا تغادر المنزل أبداً و أنّه سيعود ليأخذها
حتّى و إن عارضت الأمر
جلست بجانب المدفأة ترتدي ملابس المنزل المريحة
و الأفكار تدور برأسها عن كلّ ما حدث معها
كانت صورة والدها بين يديها تناظرها بصمت
" اشتقت لك أبي "
همست بحزن
مضى اسبوعان على موت والدها بحادث سيارة مروع ، اصبحت من بعد ذلك اليوم
فارغة تائهة و محطمة
لمع كتابٌ من بين الكتب المصفوفة على الرف لتعقد حاجبيها ، نهضت و اتجهت ناحيته لتسحبه
ثم عادت لمكانها كان يشع بقوّة و كأن ضوئاً يخرج منه

اعتادت ان تحتفظ بهذا الكتاب مع كتبها رغم أنّه فارغ و لا يحتوي سوى صفحات بيضاء
قال لها والدها أنّهم وجدوه بجانب سريرها بعد ولادتها
فتحته بهدوء على الصفحة الاولى لترى عبارة كتبت عليه بلغة غريبة
لا تعلم لما خطر ببالها اديريان عند رؤيتها لهذه الكلمات الغرببة ، و شعور الحيرة اجتاحها من جديد
فرغم كلّ ماحدث عندما رأته شعرت بشيء ما اجتاحها
اختفى خوفها و قلقها و كأنها اصبحت بخير بشكلّ مفاجئ
و هذا اثار ريبتها أكثر فماركوس ببادئ الأمر
أخافها بشدة و حتّى ليزا لم تشعر بالراحة حولها
و لكن اديريان ألا يجب ان تشعر بالمثل تجاهه
رغم أنّه يبدو اكثرهم ظلاماً

سمعت صوت طرق قوي على الباب لتنهض بفزع نافضةً أفكارها ، توجهت بسرعة لتفتحه
لتنصدم برؤية اديريان مغطس بالدماء
يقف أمامها و كأنّه على وشك أن يغمى عليه
بجروح قاتلة بلا شك
هل يقف أمامها حيّاً أم ميت
" اديريان "
همست بخوف ليدخل للداخل مغلقاً الباب خلفه بقوّة
" هل أتى أي احد لهنا ؟ " سألها و هي مصدومة من قدرته على الكلام رغم أنّه كان يلهث بتألم
" لا " اجابته ليغمض عينيه
" اقفلي الباب و أوصدي النوافذ "
قال لها لتومئ بالايجاب

°°°°
عاد ماركوس للمنزل بعد أن كان مع اديريان يقومان بأمر ما و عندما انتهوا اخبره اديريان بأنّه سيعود ليأخذ فيرا

عبر الرواق باتجاه غرفة الجد ليطمئن عليه ، فتح الباب ببطئ ليدخل
كان نائماً و ليزا نائمة بجانبه ايضاً كالطفلة الصغيرة
و ذلك النسر يقف على طرف السرير الخشبيّ
ابتسم لرؤيتها تنام بهدوء
فقد كانت حالها سيئة بعد شجارها مع اديريان تبعها
للغابة و تأكد من بقائه حولها
رغم أنّها كانت تعلم بوجوده لكنها تجاهلته فقط

صعد لغرفته ليلقي نفسه على سريره بتعب

°°°°

دخل اديريان الحمام ليتكئ على طرف المغسلة و جسده يقطر دماءاً من كلّ الجهات
فعلت فيرا ما طلبه منها لتعود  اليه
وقفت أمام الباب تناظره بضيق
" هل أنت بخير ؟ "

The Dark Lightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن