chapter 11

1.7K 97 4
                                    

°
°
°
الظلام حلّ على المنطقة ،
ليس و كأن الشمس لم تشرق منذ ذلك اليوم
و لكن مع كلّ دقيقة تمضي و فيرا فاقدة الوعي
يغيم الضباب على روح القطيع أكثر
و كل ما كان لا يزال على قيد الحياة بقلب اديريان
بات يموت أكثر
ثلاثة أسابيع أمضاها دون نوم او طعام
بين البحث الغير منتهي عن الحجر
و عن ريتشارد و اقتلاع الخونة من قلب القطيع
قتل اديريان الكثير منهم دون رحمة
و مع كلّ روح يسلبها من أفراد قطيعه يسيطر ظلامه عليه أكثر
بات فاقداً الحياة و مرعباً
يمضى الليل بطوله الى جانب فيرا محاولاً أنّ يجعلها تستعيد وعيها و لكن الطاقة التي انبعثت منها سلبتها قوتها بالكامل و هذا الأمر الأكبر الذي جعله يشعر بالعجز لعدم معرفته مصدر الطاقة ،

ليزا نادراً ما تفارق غرفتها و هي الأخرى تفقد الحياة شيئاً فشيئاً
ما يقاسيه ماركوس ليس سهلاً و هو يشاهدها تتلاشى أمام عينيه

في هذه اللحظة
خرج اديريان من الحمام بشعر مبلل
ثمّ خرج للشرفة دون أن ينظر لفيرا تفادياً
لما سيشعر به من ضعف و ألم لرؤيتها و كأنها ميتة أمامه
أمضى الليل كلّه يحاول التحول لذئبه دون فائدة
وضع فيرا جعله ضعيفاً بشكل أو بآخر
الآن تشرق الشمس و هو يتمنى أن يأخذ الليل معه شيئاً من الحظ العاثر الذي يرافقه

هذه الليلة سيكون القمر الدموي معانقاً السماء
و الاحتفال بهذه الحادثة سيتمّ على أرض القطيع و بقصره و هذا الأمر دون إرادته بالطبع
لأنّ المراسم إلزامية و لا يحقّ لأيّ قطيع من القطعان الملكية تجاوزها
كلّ ١٠٠ عام يظهر القمر الدموي لمرة
و كلّ مرّة تتم المراسم عند أحد القطعان الملكية بشكلٍ دوري
و هذه المرّة وقع الدور عليهم

يعلم أنّه سيكون نهاراً حافلاً رغم أنّ لا أحد متحمس للأمر
هذه المرّة الأولى التي يشهد بها الأمر
لم يعتقد بأنّه سيشهده و هو الفا للقطيع

عاد للداخل متنهداً
كلّف أمر التنظيم لاليس و رومان و لايرا
ماركوس ليس بحالة تسمح له الاكتراث بالأمر
لوران قد سافر منذ يومين ليبحث عن شيء يساعد ليزا على الصمود
و هو لا يريد الخروج من جناحه الآن
يشعر بأنّه مرهق أكثر من أيّ وقت كان
و يشعر بأنّه يريد الهرب من كلّ ما يحدث

ألقى بجسده على السرير ليشعر بمدى تصلب عضلاته
حاول أن يسترخي قليلاً بعد أن سحب فيرا برفق لتقبع بين ذراعيه
ما يشعر بالسكينة قليلاً هو أنّه مازال يسمع ضربات قلبها و يشعر بأنفاسها
أغمض عينيه لثوانٍ و هو يتنفس بعمق
و لم يشعر بنفسه و هو يستسلم للنوم
في هذه الأثناء صدر شعاع من الكتاب
و لكن لم يكن أحد لينتبه

ثمّ بعد ثوانٍ بدأ اديريان يشعر بأنّ شيئاً ما يخنقه
فتح عينيه بهلع ليرى المكان حوله يحترق
و الجدران تنهار ، نظر لجانبه و لم يجد فيرا
فقد أعصابه و هو ينهض بسرعة من السرير
خرج من الغرفة لتهب النار بوجهه
سار بين اللهب مشتتاً و كلّ شيء يحترق
ثوانٍ و بدأت النيران تختفي
و عمّ الظلام المكان
توقف مكانه دون استيعاب
بدأ صوت يصل لأذنيه
أحدٌ ما يغني ، و هو يعرف من هذا الشخص تماماً
تبع الصوت بهدوء حتّى توقف أمام باب ضخم
بشكلٍ مفاجئ بدأ الجدار و الباب أمامه بالذوبان
ثمّ رأى والدته أمامه تنظر إليه بابتسامة مرهقة
شعر بقلبه ينقبض
رفعت ذراعيها إليه و نادته
" اديريان ، تعالَ صغيري "
و قبل أن يسير تجاهها شعر بشيء ما يخترقه
لينظر للأسفل و يرى خيالاً له و هو صغير
يركض تجاه أمّه
رمى نفسه بحضنها و هو يبكي
بدأت تمسح دموعه بحنان
طفل آخر عبر الباب و ركض تجاههما غاضباً
ليدفع اديريان الصغير بعيداً عن أمّه و هو يصرخ بوجهه
" إنّها والدتي لوحدي "
أمسكت الأم الطفل من كتفيه
بينما كريستيان يساعد نفسه على النهوض
" لكن أمييي ، أنا أكرهه لا يجب أن تكوني أمّا لكيلنا "

The Dark LightWhere stories live. Discover now