تعلمنا عن أمنا حكمة في غاية الأهمية, تعلمتها بدورها من أمها و من أمها لجدتها و هكذا دواليك والحكمة تقول – الراجل ما يعبوش إلا جيبه – وبتلك الحكمة واجهتُ المحكمة التي نصبت لأجلي عندما صعدت لشقتنا, و وجدت أختاي و إبنة خالي؛ ومصممة أزياؤنا في إنتظاري للسؤال عن وجيه.
أختي الكبرى تضحك بإستهزاء و تقول :
- أومال لو كان شكله وسيم شوية كنتي عملتي إيه ؟!
- الراجل ما يعبوش إلا جيبه .
- جيبه إيه ؟! ده راكب هيونداي !
- مش هتفهمي أصلا .. عديني .
أزحتها عن طريقي و دلفت لغرفتي أسحب العمود الحديدي الذي تمسك به وجيه لإعاقتي عن التحرك كما يبدوا؛ ثقيل الوزن للغاية, يفوقني بالقامة و من حين لأخر أتعثر به, هذا إن لم يضربني بركبتي بينما أحمله كيلا أنتظر تحركه البارد على دواليبه الغير مشحمة الثقيلة.
تحمله عني إبنة خالي و تتأبط ذراعي لتعاونني على المشي وحتى أجلستني على سريري, تجلس قبالتي ثم تقول باسمة :
- انا عاجبني .. شكله ناشف كده و حنين .. واحد غيره كان مسح بينا البلاط بعد معالمة أختك له و ما شفناش وشه تاني.. هو هيجي يتقدم إمتى ؟
- أول ما المشمش يطلع .
إحتدت نظراتها و قالت :
- تبقى ميسو عندها حق و اللي بتعمليه ده يا سارة غلط .. إحنا مش ناقصين فضايح .
- اللي إتفضحوا المطلقين من رجالة عرر زي اللي أجوزتيهم إنتي ميسو لكن سارة Ati فضايح إطلعي برة .. عايزة أنام .
(مضادة للفضايح )
خرجت تحوقل و تطلب المغفرة من الله و تركتني بلا معاونة لأخلع ملابسي عللني أخلد للنوم بعد يومي الشاق بلا أوديتي المنبة والمهدئة فقد فتش وجيه حقيبتي رغماً عني و أخرج منها كآفة الممنوعات ولولا أن الاقراص المخدرة التي أبيعها لها جيب سري بحقيبتي لفضح أمري . كتفي خلع بأخر حادث, إلى جانب رأسي المهشم, و بالكاد أحرك الأول محاولة مني لخلع كم بلوزتي الحريرية السوداء المطروشة بالدماء .
الأخت ذو العقل المدبر؛ سيا ترقب محاولاتي المضنية لخلع ملابسي, و نهاية تتقدم مني و ترفع ذراعي عني بحرصٍ شديد, تسلت عني كم القميص ثم تخلعه عني و تضعه بحاوية الغسل, تأتيني بمأزري الحريري فلا أطيق الأصواف و لو بالشتاء كما الآن, تلبسني إياه بينما تقول لائمة :
- تالت مرة تضيعي الفرصة .. انتي ايه حكايتك .. حبيتيه بجد ولا إيه ؟
- لا .. بس قررت ما بقاش الفرخة اللي بتبيضلكوا دهب .. بيضوا انتوا .

YOU ARE READING
زوجة في الظل
Romanceبين شعرها و الليل زواج كاثوليكي لا طلاق فيه, يدب بينهما الخلاف بفعل مكر الرياح لما تلامس نسماته ما لليل, يتشاجران , يوبخها, تصفعه على وجهه الأسود و من ثم تنساب الخصلات البنية الداكنة من خلف الرياح فلا يجد الليل إلا ترك الكبرياء و إرضائها لاستبقائها...