سينابون

579 9 0
                                    

#زوجة_في_الظل22
الأجزاء الأخيرة.
 
وأيام تمر وجمعات تأتي وكلاً على حاله، أحمل الحلوى من القاهرة لبني مزار ولا أشعر بثقلها وزوجتي من تشعر وتلح علي أن أتي غير محمل ونشتري كل ما نريده من أسيوط على أقل تقدير، إنما لما فعلنا لم ينال رضائهم ما في أسيوط وغايتي رضائهم فقط.

عدت باكر يوم الخميس الثالث في الشهر، فعدت للمنزل لأبدل ملابسي وأجلب لسارة بعض الحاجيات التي طلبتها مني للأولاد، طلبت من سما أن تعد كل شيء بعد عودتها من رحلة بني مزار وحيدة، تمللت بعد يومين فحسب وذهبت للإقامة عند أمسية وجاءت لمجيئي المنزل بعدما عادت زوجة أمجد وبنيه.

وجدتها في غرفة الفتيات وقد شرعت الآن فقط في جمع الأغراض التي طلبتها منها فقلت متذمراً:

- طول عمرك كسلانه .. لسه هتلمي دلوقتي.

- خلصت أهو.. ما تروح تجيبلي سينابون أكون خلصت.

- هاتي لروحك .. ايه الدلع ده؟َ!

- اشمعنا بناتك التانيين؟

- صغيرين عقبال ما نشوف عيالك .. اول ما يكبروا هخليهم يخدموا في البيت وما يدخلوش طب مخصوص عشان يلاقوا سبب للكسل .. اخلصي عايز امشي. 

ذهبت لغرفتي وبدلت ملابسي، وقبل مجيئي للمنزل لم أنسى أن أمُر على المخبز لأطلب طلبية كل أسبوع، كما طلبت من سائقي الانتيم أن يوافيني لمنزلي هذه المرة ومن ثم يقلني للصعيد.

انتهت الابنة الكبرى من مهمتها المتناهية الصغر، وأتت وهي تحمل حقيبة الأغراض بمشقة كبيرة وكأنها عبئت بها الأحجار، تدعي لبنود أعرفها وانتظرها وسوف أنفذها لأن لست ذي بال لمجادلتها.

- خلصت يا بابا.

- طيب.

- بابا.


- ما تقولي على طول ما أنا أدامك .. عايزه إيه؟

- مصروفي خلص.

- خدي مني أمك .. صلاة النبي عليها عيادتها بتشجي متخلفين عقليا فاكرنها دكتورة.

تبرر حرص أمها الدائم لما تقول:

- هسافر الزقازيق يعني عشا أخد منها مصروفي وانت موجود.

وكأننا في العصر الحجري والنقود تُحمل وتُحول على النوق الحمر، فقلت وقد أعنتني الحيلة:

- اسحبي يا سما من الكريديت اللي معاكي وعلى الله تاخدي زيادة عن مصروف الشهر الجاي.

انتهيتُ بدوري من تبديل ملابسي وقبل أن أذهب لمجرور الجوارب ذهبت إحداهن وأخرجت لي الجورب المختار والمناسب لِما أرتديه، ورباه لا أصدق ما تفعل لما تهبط على ركبتاها لتلبسني إياه كما الأيام الخوالي لما كانت طفلة صغير محببة لطيفة قبل أن تتحول لوحش كاسر.

زوجة في الظلWhere stories live. Discover now