الاستعدادات للعودة في أوجها, الليلة أو بالغد تعود الحياة لمسارها الأول. خاطبت هاتفياً الأخوات العزيزات و اعتذرت عما بدر مني و رجوتهن العودة. اثنتان كانتا هادئات طيعات و سعدتا بمبادرتي و أعدتا العدة للرحيل عن بيوت عائلة أزواجهما, بينما الكبيرة عنيدة كما ألفتها, تسب و تصيح و تلقبني بـــ - دلول اليابانية – و قد بدأت أتملل, صراخها اخترق طبلة أذني المكلفة, فقد أنفقت عليها مبلغ ليس هين عندما اجتمعت علي عائلة زوجتي الأولى و أوسعوني ضرباً و استوصوا بالأذن.
أنهيت صراخها قائلاً :
- انتي عايزة ايه بالظبط عشان اريحك ؟
صمت لهنية ثم قالت بخوف استشعرت صداه بصوتها رغم ما تبديه من ثقة حد الصلافة :
- عاطف هيفضل خدامكوا لحد إمتى .. عاطف أستاذ, محامي كبير .. و ما يصحش تعاملوه أقل منكوا .. الراجل عمره ما قصر معاكوا .. من صباحية ربنا في الفيلا بيركب التكييفات لست الحسن.
- عاطف هيبقى مدير أعمالي و له مرتب ثابت مني, غير اللي بياخدوا من أبوكي .. حلو كده ؟
قالت بسعادة طاغية ونبرة مغايرة تفيد التقبل على مضض :
- خلاص زي بعضه .. انا هوافق بس عشان انت اخويا الكبير و كلامك اوامر .
تلك المرأة إن لم تكن أختي بالتزوير لتزوجتها, أبي الشيخ الخطيب قام بخطبها لي فور مولدها, كانت تضرب الصبية المشاكسين أمام الكشك الخشبي الذي تسكنه مع أمها و جدها صانع الشاي بموقف بلبيس العمومي, أراد أبي أن يزوجني إياها لتروضني على ما يبدوا. الخطيب كان من أشد المناصرين للمرأة بالمناسبة, يراها بطلة الكواليس, و محركة العرائس البشرية من الظهر, و تعليمها و تثقيفها عمل واجب النفاذ.
أذكر أنني اعترضت إرادة أبي بصبيحة اختبار مدرسي لي, انتهيت من صلاة الفجر بمقعده الغربي و خرجت أتأفف ولا أسبح بحمد الله . أرقب أبي ملول بينما يصافح المصليين و ينشر الدعوات الطيبة للجميع إلاي بل و صفعني على قفاي و سألني الابتسام في الصباح كفرض أجازى عليه إن لم أوفيه .
أنزلت كفه الثقيل عن قفاي و سألته :
- دعتلي يابا ؟
- طبعا.
- دعيت بإيه ؟
- يهديلك نفسك .
زمجرت غاضباً :
- يوووه .
و غادرته غاضباً فأمسكني من قفاي و أعادني من جديد و سألني :
- عايز تبقى طيار ليه يا وجيه ؟
تلوت على مسامعه بآلية :
- حتى أعمل من أجل رفعة الوطن .
- قول الكلام ده ادام اللجنة يصدقوك إنما تقول لأبوك الحق.

BẠN ĐANG ĐỌC
زوجة في الظل
Lãng mạnبين شعرها و الليل زواج كاثوليكي لا طلاق فيه, يدب بينهما الخلاف بفعل مكر الرياح لما تلامس نسماته ما لليل, يتشاجران , يوبخها, تصفعه على وجهه الأسود و من ثم تنساب الخصلات البنية الداكنة من خلف الرياح فلا يجد الليل إلا ترك الكبرياء و إرضائها لاستبقائها...