طالما سارة راضية قوافل تسير، وركب يرتحل، وقلبي يطمئن. أنه القدر من أرسل لي امرأة تحمل ذاكرة سمكة، أم لعله الحب، لأنها تحبني تحب كل قريب مني، وليس هناك أقرب من سما.
عائلتي في الحديقة في انتظارنا، أول من أبصر قدومنا عمي حماد وتبعه عادل الحيوان، اندفعا ناحيتنا، وكلاهما توجها لمونرو. فتحا باب السيارة من جهته وأنزلاه برفق، وعادل الحيوان يتناول يده ويقبلها وهو يردد في جذل:
- سيدنا الباشا حمد الله على السلامة.
ثم تحول لزوجتي وقال:
- حمد الله على السلامة يا ست الكل.
دفعت عادل عن وجهة حماي وزوجتي وأعدته للخلف بينما أقول:
- خليك مكانك راجعلك.
ألقى علي تحية أخرى, كفه مشهورة نحو جبهته في إجلال وهو يقول:
- تحت أمرك يا بيه .
بيه؟! عادل قلما نطق اسمي، نعتني بقميء الألقاب، وأبرزهم الغلبان لأنه مطلقه علي في بادئ الأمر وحتى التصق بوجودي، فقد كان لنا زميل بالصف يدعى وجيه، والصديق كان وجيه وانا وجيه الغلبان للتفرقة بيننا إن ما نادانا أحدهم.
ماذا يحدث بهذا العالم تحديداً، ابن الشيخ الحيوان يقبل يد مونرو ولم أراه يوماً يفعلها مع أبيه العالِم فقيه، نعم كدت أن أنسى أن هذا ما يحدث بالعالم تحديداً، والنقود هي المعيار لمكانة المرء منا. لولا حدث أغرب جرى الآن لظللت في حالة الجمود التي لفتني لسلوك عادل المستغرب عليه، كما وجوده وتركه لعمله في الزقازيق لاستقبالي البشوش. أخت المهندس وزوجته وفتاتاه خرجن برفقة أخواتي من باب المنزل الداخلي للحديقة. الأخت والابنتين سارعن لشاكر بينما الزوجة خطواتها أخذة في التباطؤ وكأنها تريد العودة للخلف، عيونها تملئها الضجر. من حسم السباق نحو المهندس أخته، وصلت إليه أولاً وأمسكت بكم بدلته، جذبته للأسفل وهي تشير بيسراها ناحية رفعت أخي الواقف بجمعتنا وهي تقول بسعادة غير مبررة:
- شوف رفعت.
حيي المهندس رفعت عما قليل إلا أنه بعد إلحاح أخته تفحص أخي عن كثب ثم قال في لا مبالاة:
- سلمت عليه يا دينا .. شبه بابا فعلا ..
ثم تحول المهندس لفتاتيه وأردف:
- سلموا على عمكوا وجيه يا بنات.
الفتور كان لأخي رفعت, لأن المهندس منشغل بالطبيب النفسي, لعنة الله عليك يا شاكر, ماذا تظن نفسك فاعلاً, أختك مريضة نفسية لدى الطبيب نفسي, و ما تتمناه لن يحدث, وفيق زوج حديث العهد و قد اختار عروسه بعناية فائقة, و أختك لا تماثلها بأي شيء، وكذلك مريضته.

ESTÁS LEYENDO
زوجة في الظل
Romanceبين شعرها و الليل زواج كاثوليكي لا طلاق فيه, يدب بينهما الخلاف بفعل مكر الرياح لما تلامس نسماته ما لليل, يتشاجران , يوبخها, تصفعه على وجهه الأسود و من ثم تنساب الخصلات البنية الداكنة من خلف الرياح فلا يجد الليل إلا ترك الكبرياء و إرضائها لاستبقائها...