محمد الأخر. 94

249 11 0
                                    


الحصن مزحة ألقاها مخمور, ترنحت على اثرها عمري من أعوام اليحمور, أحمل على رأسي قرنين كبيرين ظننتهما للاتزان و مقاومة من يقطع علي طريق, فأجتثهما بموسي بينما أحلق ذقني النابت مخافة إيذاء من آذوني. الحصن عميق أرضيته زلقة بالدماء و الدموع, المار منه مات, و من مر منه و نجى تمنى الموت ليأمن الفزع الملوح بالموت, كنا ها هنا متنا و بعثنا و الصراط بعيد, و بلوغ نهايته يحتاج لشخص رشيد.

الحصن كذبة, كر و فر بلا نهاية, أخرج من الحصن و حارب و مت, سيف الموت أزرق تالم أنما أرق من سيف الوقت, فمن عاد و أخبرنا بأن الموت هزيمة. لعله نصران و أمان, بينما الوقت ذبول و عبوس يطال وجهك و جسدك و من ثم يسلمك للموت, إذاً أوليس الأحق التسليم بالموت من بادئ الأمر.

أجبت ترنح حماي المخمور هازئاً :

- أنت وغد جبان مثلي يهرب دوما من مشاكله, و لذلك أخيك قتل نفسه لتتحمل المسئولية مرة واحدة في حياتك.. ابنتك من تنطبق عليها تلك الأشياء.. صحيح أنها ملت الحروب أنما لا تزال تجري في عروقها الدماء الحامية لذلك تزوجتني لأتسلم منها الراية .

يضحك العم صالح ثم يترجم لأخي ما قلنا ثم يختتم :

- محمد كان دمه حامي زي بنت الراجل الخواجة .. حربه ما بتخلصش و قطه جمل.. الله يرحمك يا أخويا.

و ترحمنا على محمد بين أصدقائه و المحمدي بين مريديه و العامة من الناس.

الحصن دمائي؛ ابنتي حفيدة الخطيب, و رفيق رحالي الأول و الأخير فقد تخلت عني سارة لهراء أمور حفل الحناء, أخي الوحيد ابن أم و ابن عم, يتقبض قلبه من ذِكر مدينتنا الأم, أنما لم يترك أخيه في رحلته فالعمر أقصر من أن نضيعه في فراق. رجل أنجب عمري قبل أن ينقضي, ادعت علي ابنته كذباً أنني أريد الهرب قبل زفافي عليها, و تريد من أبيها حراستي حتى لا أتمكن من الهرب و العودة إليها و السكين على عنقي, ثلاثتهم بالكنبة الخلفية في سيارتي بينما العم صالح إلى جانبي, ينظر الأخير لسماء الأسرار باشتياق صيدان لمئة عام و عشر من العطش في الصحاري القاحلة, بينما كنت و أخي ننظر له و العجب يغشاني, نخاف أن ينفق الرجل في سيارتي قبل بلوغنا أرض الأسرار و تسليمه لعشيرة الأصدقاء.

ولده الأصغر شادي هو من رافقه فجراً من المنزل دون المهندس العجيب, ترى بأي أرض مغشي عليه مخمور بعد فشل أو نجاح صاحبه في مهمة البحث عن المومسات لكي يثبت فحولته على من لسن في ملك يمينه, إلا أنني لم أسأل أخاه عنه, لعلني أحافظ على ما تبقى من ماء وجه المهندس, فكم من مرة وجدته راقداً بموضع في القاعدة يهلوس إثر الثمالة, و ما كان مني إلا حمله على كتفي في الخفاء و إلقائه بسكنة المهندسين الصغار و من ثم هم من يتكفلون بصاحب العمل و يرسلوه لكارفانه في هدوء.

زوجة في الظلWhere stories live. Discover now