فاءٌ : فخار

17 3 5
                                    


قيل منذ بضع ملايين السنين أن كل شيء كان فخارا
من طبيعة التراب .. الزهر طينة و البشر طين و القلوب نحتت كما ينحت صانع الفخار منحوتته.

حل الصباح و انقشعت سحب الليل الموحشة لا أحد يتكبد عناء المعارضة اليوم على سيرورة الحياة
و حتى ذاك القمر المكتمل المخيف لا وجود له

صارت أليكسيثيميا تدندن على رؤية اشعة الشمس تعانق جسدها الهزيل

و صار جيمين من مطرحه يظن كل شيء كالحلم و كأحد الإكاليل

تلك الاكاليل التي تتزين بهن الحسناوات من غابر العهود

و لم يفلح ذاك الغطاء الذي غلف عيناه بالذهاب الى أي مكان.

لأنه كان نائما و هو مطمئن البال و لم يكن يحتاج كثيرا من الركود الى غير أماكن العامة

لم يحاول نزع العصابة عن عينه رغم انبعاث خيوط إشعاعية من خلال الثقوب الصغيرة بين ثنايا ذلك القماش.

عدل نفسه و صار ظهره يتمدد كليا على السرير و اقدامه ممددة براحة على الفراش الرطب و سمع وقع الخطوات ثم نطق

《أليكس..يثم.يا..؟ 》
نادى بهمس و ابتلع ريقه يخرج إسمها بصعوبة بين الشفاه و القواطع

علم في قرارة نفسه بعد مدة من الصحوة أنه ليس وحيدا و أن ذلك الذي حدث بالليلة الماضية لم يكن حلما و لا وهما بل كان حقيقة و ذلك جعله يهاب للحظة.

إذ به الغصن المنبعث من النافذة استقر بالأوراق على صدره يخدش أدمته الناعمة وجل للحظة  و تلمس الغصن بأصابعه

هناك أوراق و زهور و الغصن طري و يبدو انه أخضر

ظهرت صورة في عقله

لكننا في الخريف كيف لها أن تخرج الورود؟ 
استفسر بدواخله

《أعلم أنك وجل مني ؛ لا تستطيع إنكاره
أما عن ما أردتلك أن تعلم بيانه
كنت الغصن اليابس بالداخل
و الآن بعد أن اخرجتنِ عادت بي الحياة
و أصبحت  أنا الغصن الحي بين يديك 》

《هل أنزع عصابة العين إذن؟》

استجمع بعضا من ماء وجهه

《نزعت عني عصابة القلب
و تسألني عن عصابة العين؟》

و حين وقع البصر بالبصر  و سقط الغصن و تلاحمت الأصابع و الأدمات

《لا أعلم ظننتني سأصاب بالعمى إن رأيت حُسنكِ و هو محرم 》
و هكذا سقط الغشاء عن عينيه و التحمت الأبصار و ظهر له الحُسن أما عنها فمن قال بعد الدهر البعيد أن أليكسيثيميا عديمة المشاعر ستشعر بشيء بعد رؤية البريق و الدمع بعينيه.

و اتضح أن القلوب أيضا تتماسك على مهل  كالطين كالفخار.

________

𝙢𝙞𝙨𝙨𝙚𝙙 𝙮𝙤𝙪
❦︎ꨄ︎ఌ︎☀︎︎
.
.
.
.
𝙂𝙤𝙡𝙙𝙚𝙣 𝙨𝙚𝙣𝙥𝙖𝙞

مِـرآةْ . 𝕸𝖊𝖗𝖔𝖎𝖗 ب'ج.م  مكتملة✅Where stories live. Discover now