ضحية الكبار

قط القبو

في القبو المظلم الذي لا ينيره سوى ضوء القمر الخافت يجلس الطفل ابن العشر سنوات على أربع وهو يرفع بيديه طبق الكلاب المعدني يقف جانب جحر الجرذ الذي رآه عدة مراة يتنقل داخل أرجاء القبو فقد مضت فترة طويلة عليه ولم تعد الجرذان تسكن القبو

نظر لاصطيادها وتناقص عددها بشكل ملحوظ يحاول الطفل ألا يتحرك كي لا تصدر السلسلة التي تربط قدمه اي صوت ينذر فيها الجرذ

كانت تلك السلسة طويلة نسبيا حيث كان الصغير يستطيع التحرك لاستخدام المرحاض والعودة مكانه من جديد

اعتاد الصغير أن يخبيء بضعة فتات طعام ليستخدمها كطعم للجرذان من أجل اصطيادها

اعتادت عيناه على الرؤية الليلة كما القطط حقا وبعضا من ضوء الشمس الذي بالكاد يصل لذلك القبو

ما إن خرج الجرذ من الجحر حتى أطبق القط الصغير عليه بطبق طعامه المعدني وبدأ الفأر يتخبط داخل الطبق الملتصق بأرضية القبو يحاول الخروج إلا أن الصغير بدأ بتحريك الطبق بقوة على شكل دوائر يدور بالطبق وهو لازال ملتصقا بالأرض بقوة حتى تأكد أن الجرذ قد اختل توازنه ليقوم بعد ذلك برفع حافة الطبق حوالي سنتيمتر واحد وتناول الجرذ من ذيله ورفع الطبق وهو ينظر للجرذ الذي يتأرجح في الهواء بين يديه

أمسك به جيدا وتوجه به نحو الجدار حيث مكان رأس السلسلة التي تتصل بقدمه ووضع الجرذ أسفل السلسلة ورفعها عاليا وضرب بها رأسه ليفصل رأسه عن جسده على الفور وضع الجرذ في الطبق وأخذ رأسه وألقاء في المرحاض وعاد يحبو على أربعة نحو الحائط

أمسك الجرذ بكلتا يديه واستدار نحو الحائط كما تفعل القطط البرية حين تغنم بفريسة تختبىء بها كي لا يتشاركها أحد وبدأ بالتهام بقايا الجرذ بنهم كان جائعا جدا فهو يأكل كل يومين مرة ووجبة واحدة فقط لكنه كان يغنم بين فترة وأخرى ببعض الجرذان التي قل عددها مع الوقت هو يفعل هذا منذ خمس سنوات فأصبح كالمصيدة البشرية لهم

فجأة أضاء القبو صوت قفل الباب يفتح انتفض الطفل ووضع يده فوق عينيه يحميهما من الضوء ويخبيء غنيمته التي اصطادها بيده الأخرى نحو صدره

دلف رجل للداخل طويلا نسبيا قوي البنية مكتنز العضلات شعره أسود كالليل رغم وسامته لكنه بنظر الصغير وحش مخيف

تقدم الرجل بضع خطوات وهو يحمل طبق الطعام بين يديه وتقدم نحو الفتى لكن ذلك الذيل المتدلي من قبضة يده وتلك الدماء التي تغطي يديه وفمه أثارت حفيظة الأكبر ليقترب أكثر من الفتى حتى تيقن ما الذي كان يفعله الصغير ليسقط الطبق من يده ويتقيىء كل مافي جوف بطنه من شدة القرف والتقزز