تناقص الوقت

2.2K 153 95
                                    

  خرج الصغير من أسفل السرير وبدأ يسير على أربع في أرجاء القبو يتنقل من زاوية لأخرى يبدو أن الشرير قد انشغل عنه و لم يجد وقتا ليحضر له بقايا الطعام ليأكله

عاد أسفل السرير وأمسك حبة الفراولة والتي تلفت مع مرور الوقت ليضعها في فمه لكن مذاقها كان مختلفا عن المرات السابقة ليقوس الصغير شفتيه بتقزز وبصق مافي فمه وبدأ يحدق ببقايا حبة الفراولة التي بصقها على الأرض ابتعد عنها وجلس في زاوية القبو وهو يحدق  بتلك البقعة من الأرض حيث بصق الفراولة عاد لها مرة ثانية وبدأ بلعق الأرضية آملا أن تخفف من آلام معدته الخاوية عاد مكانه يستند على الجدار وعيناه ترمق الباب كان الضوء خافتا قليلا من الضوء يدخل من الخارج للقبو شيئا فشيئا أغمض الطفل عينيه وغط في النوم طاقته نفذت ولم يستطع حتى العودة لوكره أو ذلك الذي يظنه بيته فأسفل السرير أصبح بيت الفتى في ذلك القبو الذي يظنه عالمه الفسيح

اشتعل الضوء وفتح القفل رغم أن تاي حاد السمع والشم لأنه يعتمد عليهما بشكل كبير إلا أنه لم يسمع شيئا بقي نائما أو أن جسده فقد شحن طاقته كلها

دلف جونغكوك إلى الداخل وهو يحمل بقايا الطعام بيده وقنينة ماء كما جرت العادة استغرب لعدم اختباء الصغير منه ولاحظ أن جالسا في زاوية القبو جانب السلسلة المربوطة بكاحله ولم تصدر منه أي حركة اقترب جونغكوك من الصغير ووضع بقايا الطعام على الأرض وهمس لنفسه :(هل مات )

جلس جونغكوك على مقربة من الفتى وهز كتفه بيده سقط جسد الصغير على الأرض بلا حراك قطب جونغكوك حاجبيه وقرب كف يده من أنف الصغير لاحظ أن الصغير لا زال يزفر الهواء أيقن أنه نائما فقط لا أكثر لم يزعجه ولم يؤذه فقط وضع له الطعام في الطبق وجلس بالقرب منه يحدق في وجهه متأملا ملامحه وهو نائم كانت أول مرة يتفرس بها جونغكوك ملامح الفتى ابتسم جونغكوك دون وعي وأردف :(أنت جميل جدا أيها الخطيئة ) شيء ما داخل جونغكوك جعله لا يبرح القبو كل ما كان يرغب به هو البقاء والنظر في وجه الفتى هو نفسه لا يدرك ما لعنته لطالما تقزز من الفتى لطالما كان لديه رغبة قوية لضربة وتعنيفه كلما رآه لكن هذه المرة كانت تختلف عن أي مرة كل ما أراده هو الجلوس والتحديق في وجهه ورسم ملامح الفتى في رأسه تسائل جونغكوك بينه وبين نفسه ما اسمه طوال الخمس سنوات لم يسأل جونغكوك ما اسم الفتى ولم يكن يهتم بمعرفة اسمه لأنه سماه الكثير من الأسماء القاسية والقذرة التي لا تليق بطفل لاحظ جونغكوك شفتي الفتى المتشققة علم أن الفتى يكاد يموت من شده العطش اقترب منه وأمسك قنينة الماء وفتحها ورفع رأسه ووضع فوهة القنينة في فم الصغير بدأ الصغير بالإرتواء وهو مغمض العينين أشربه جونغكوك الماء على مهل كان صبورا عليه حتى توقف عن شرب الماء من تلقاء نفسه أخفض رأس الفتى واستقام من مكانه و توجه نحو صنبور الماء أعاد مليء عبوة الماء ووضعها بالقرب من طبق الطعام ثم عاد يسترق النظر للصغير ثم خرج من القبو وأغلق الباب وترك الضوء مشتعلا

  ضحية الكبار Where stories live. Discover now