طَّيْفاً~

763 54 43
                                    

مَدينة بَلجيكا عام
- ١٩٦٢

تَايهيونغ؛

كان كُل شيء على مَايُرام حقًا ، رُغم قَساوة الحياة مَعي لكن قَلبي كان بِخير قُربه كُنا بِخير معًا كُنا ضَمادُ بَعضنا البَعض، لكن الآن باتَ كُل شيء مُختلف مُنذ ذَلِك اليوم المشؤوم ، كُل طِفلٌ صَغير غَيري كان يتمنى وجود أبيهِ معه إلا أنا أود الإنتقامُ مِنهُ بِشتى الطُرق عَلى كُل شيء جَعلني أخسرهُ أولاً فُقدانُ أُمي ، بَيتي أحلامي ، و أهمُها أنتشل روحي كُلها مِني جَعلني أفقدُ عَزيزُ قَلبي وكُل ما أملك انا أمقتهُ حقًا كُل ليلة أدعي الإله أن يُنجيني مِن عذاب أبي..

روحي كُلها تَشتعلُ لإجلهِ ، تِلكَ النظرة الأخيرة بَيننا أتذكرها أكثر مِن أي شيء آخر تُراودني نَظراتهُ كُل ليلة في مَنامي ، كُل ليلة عِندما يَنتهي عَذابي  أهرُب إلى سَريري وأصبحُ حبيسٌ لِذكرياتنا، أنا لا أملُك أي ذِكرى مع عائلتي
كُل ذِكرياتي عن جُونغكوك فَقط ، فَـ عَيناهُ وَحدها كانت ‎هي بّوابتي السرية التي مَرَّرت مِن خِلالها إلى الجنة ، إنها غلطة الإله التي كلفتهُ أبديّتي في النَعِيم ، بِلا يوم قِيامة

فَـ أنا أراهُ في أحلامي واليقظة ، في الموسيقَى وبين الأغاني وغِنائي،
جانب سَريري ، في مُخيلتي دائمًا وإلى مَا وراء الأبد ، فـ لا أسمحُ أن تَخُني ذاكِرتي أيضًا ويفارقُ أحلامي وخَيالي ، ولأنهُ بعيدٌ جدًا
فَـ أنا أدعو الإله وأرجوه أن يُعانقنيّ دائِمًا ويَزُرني فِي أحلامي

وعِندما أستيقظُ مِن مَنامي أبكي حَتى يَكادُ قلبي أن يَخرج مع بُكائي
‏و آهٌ كم تمنيتُ لو أن الوقتَ تَوقف حِينما عانقتهُ في مَنامي ؛
لَقدْ كان مَلمسُهُ دافِئاً في الحُلمِ و كأنّهُ لمّ يَكُن حلماً أبدًا

كَان خليلي بِخير فَ قَد كان يَتشافى قُربي ، لَكِن الآن لا أعلم كيف أصبحَ حالهُ مِن بَعدي ، أدعو الرب كُل ليلة أن يكُن بِخير لأجل الليلة التي سَأعود بِها لأحضانه، فَ قَلبي يَتمزق واموتُ كُل يوم وأحيّا فَقط عِند ذِكرُ عَيناه فـ الشيء الذي يَجعلني أُقاوم ولّم أقطعُ أنفاسّي للآن هي تِلكَ المَجرتين دَاخل عَينيهِ فَقط كُنتُ أرى بِها عَالمي ، عِند النظرة الأخيرة بَيننا أرتويتُ مِن مَجرتيهِ بِما يخمدُ
شوقي لها لإني كُنت أعلم سَيكون بعيدُ كبعدُ القمر عني

كُل يَوم تَزدادُ رَغبتي أن اعودُ لهُ لِأدخلُ تحتَ قَميصهُ و اختبئ عَن العَالم أسره أن احتضنهُ حتى تُلامس عظامي عِظامه ويمتزج مع اوردتي ، أن أستنشقُ عِبقهُ وللأبد ؛ إنّني أريدهُ كثيراً لا فَقط رغبةً بهِ بل حَاجةً إليهِ

"تَايهيونغ إينَ أنت"

هَا قدّ أتى بؤوسي والآن يَصرخُ بإسمي بأعلى صَوت
حتى تَكادُ حُنجرته أن تنفجر ، دَون سبب يُذكر يَجلعهُ يَصرخ لَكِن هذا هَو أحد طِباع أبي أن يَصرخ بإسمي عِند قِدومه ويتفقدني ليسَ حُبًا بِي بلّ
كـ سجينٌ وخَادمٌ لَديهِ

 TK | مُرهَقWhere stories live. Discover now