أُقْحُوانِي~

492 40 11
                                    

وَهَل رأَيتَ يومًا السَماءُ تُبَرِر إدمَانها لِغُيومها ؟
هَل رأَيتَ الوادِ يومًا يَسأل الأُفقِ لِمَ تَلوَن ؟
أَلم تَشهَد بِحياتكَ شَخصًا مُدمِنًا عَلى جُرعاتٍ مِنَ النِيكُوتين!
فـ أَصبَحَ لا يَنامُ ولَا يَستَيقِظ سِوى عَلى حَقنِ هَذهِ الجُرعاتِ بِداخِل عُروقِه،
قَد سَمِعتُ شَخصٌ قَد قَالَ لِي يَومًا، أن إِستخراج المُخدرات مِن الجِسم
كِـ مَن يَأخُذ قِطَعًا مِن جَسدِك أيّ تَشعُر بِنفسِكَ تَتمَزق، أتَعرِف الأَرَق؟ أن تَنتمي لـ اللَيلِ و تَعِش بهِ وعَيناكَ لا تُغلق فـ تَغرق بِمُحِيط التَفكِير المُفرِط،
أو أَن تَنظُر لِلبَحر وتَنجَرف بَين أَمواجه دَون وَعيّ مِنكَ،
هَكَذا إنجَرفتُ أَنا لكَ، أنتَ كـَ إبرةٍ وضَعتُها بِعروقِ قَلبي بَدلاً عَن وضعِها بِعروقَ يَدي ، أنتَ ثَروةُ سَمائِي ، إنجَرفتُ إليكَ يا بَحري وهَل مِن مَنجَا مِنك؟
وإنّ وِجد فـَ أنا أُحبِذ الغَرق بِكَ ، عَن النجاةِ مِنكَ..
-

أخيرًا أَدركتُ مَا تَفهوتَ بِهِ ، لكِن هَل أنا نَادِم؟ قَطَعًا أخَيرًا أصَبحت لَدي القليل مِن الجُرأةِ لِأتَحدث بِما سَيُغِضب أبي وسَيَخذُل العم مارتن وسيكسُر قَلب لورا، لكِن سُتشفى روحي ولو قَليلاً فِـ عِندما تَجرأتُ وتَكلمت وكإنَ آلاف مِن الثِقال إنزاحت مِن عَلى صَدري ، هَل يُعقل فَقط مِن هذهِ الكِلمات أشعُر كأنني سَجينٌ أُنقِذَ مِن حَبل المَشنقة فِي اللحظة الأخيرة قَبل إعدامه

آه كَم نَادِمٌ أنا لإنني لَم أقِف فِي وجه أبي طِيلة هذهِ السَنة ،
لا أعلم مالذي سَيجري بَعد حَديثي هَل سَأتلقى العَذاب ! بِالتأكيد أبي لم يَجعل جَسدي يَخلو مِن البُقع الداكنة لأيامٍ طوال ، فـ الذي جعل أبي يَصمد طِيلة هَذه الفَترة ولم يَضربني لإنهُ مُجبر بِسبب زواجي لكِن الآن!
قَد اُتيحت لهُ الفرصة أخيراً

الشيء الوحيد الذي بُت مُتأكد مِنهُ إن مَسرحية الخُطوبة بِالتأكيد سَتنتهي فـ العم مارتن لا يَعلم بِحقيقة مشاعري ولا يَعلم إنني رافِض الزواج مِن إبنتهِ هو يَظن بإن مَشاعري بَدت تَنمو إتجاهِها، لكِن كُل شيء انتهى هُنا، هو بالتأكيد لا يُرضى إن مُدللته الَوحيدة تَعيش مَع شَخصٍ مثلي يُستحال أن يَنظُر لَها، هَي لطيفة وجَميلة أيضاً لا أنكُر أبدًا لكِن قَلبي مُمتلئ بِالفعل
ويُستحال أن تَرى عَيني غَير عَينيهِ

" مَاذا تَقصُد بُني؟ "
وبَعد القَليل مِن الوقَت نَطق بِهدوء العَم مارتن يُحاول أن يَستوعب مَا تَحدثت بِهِ قَبل قَليل ، تَحمحمت لإخفض رأسي مُجيبه بِهدوء بِرجفةَ صَوتي،
"عَمي أنا أعَتذِر حقًا، لكِن صَدقني إبنتُكَ يُستحَال أن تُسعد لِجانبي ،
فَـ قَلبي بِالفعل لهُ مالِكٌ فـَ قلبي ليس مُلكٍ لي يا عَم أتفهمني صحيح؟ أبي جَعلني أفَقُد أعزُ ما يَملُكُ قَلبي وأنا عَاهدتهُ إن قَلبي لا يَهوى سِواه وأنا على عَهدي باقٍ، لَورا فَتاة كـ الجَوهرة تَستحقُ مَن يُحافِظ عَليها مِن الإِنخِداش
لكِن بِرفقتي لَن تَنخدش فَقط وإنما سَتنكسِر بِالفعل وأنا أخشى عليها،
يَكفي إنني كاسِرٌ لِنفسي، اظُن إن مَا أنطُق بِه سَيَغضُبكَ كثيرًا لكِن صَدقني
لا شيءٌ آخر بَيدي غَير أن أوقف هَذهِ الَمسرحية التَي بدأها أبي لِمصالحهُ الشخصية رُغمًا عني، لكِن لِيحدُث مـا يَحدُث بَعد الآن فـ أنا لا أستطيع أن اُكمل بِما يُخنقني ويُعذِب فؤداي وفؤداك فَلذة كَبدِك"

 TK | مُرهَقWhere stories live. Discover now