وُعُود كَاذِبَة

1.6K 183 45
                                    

الفصل الثالث: وُعُود كَاذِبَة

هل يستطيع المرء أن يتخطى وكأن لم يحدث شيء، هل يستطيع تجاوز كل تلك الحروب المؤذية التي خاضها بمفرده أم أن التجاوز بحد ذاته عبارة عن وهم، أوهم الإنسان به نفسه كي يستطيع مواكبة حياته لكن مهما زيف النسيان ستظل هناك حُفرة عميقة تقبع بداخل قلبك المهشم.
_____________


-جون لا تُغادر هل ستّخلى عني أنتَ أيضًا.

وبنبرةِ حزينة ترجت إيلا الذي أمامها ألا يغادر ويتركها بمفردها مثلما فعل الجميع، لكنهُ الآخر خذلها أيضًا غادر ولم يعد..

لتُمطر عينيها حينما تذكرت آخر لقاء لهم منذُ عشر سنوات، ذلك اليوم الذي تركها فيه اختفت ابتسامتها التي طالما أحبها.

كذب حينما قال إنها تعطيهِ الأمل،
وكذب أيضًا عندما توعد ألا يتركها.

كل وعد خرج من فمه كان مجرد كذبة
آمنتْ بها لبعض من الوقت.

رفعت إحدى يديها بخفة لتجفف دموعها وغادرت غرفتها متوجهة إلى الشركة التي تعمل بها.

قبل دخول إيلا مكتبها استوقفها صوت اُنوثي يعود لزميلتها في العمل.

-رئيسة الفريق المدير إديلان يطلب منكِ إعادة كتابة هذا التقدير.

تحدثت الفتاة وهي تمد إحدى يديها التي تحتوي على ملف باللون الأسود بإتجاه إيلا.

-حسنا.

اكتفت إيلا بهذا الرد لتُكمل طريقها نحو مكتبها بعدما أخدت التقرير منها.

أضحت الآن تمقت فكرة العمل بتلك الشركة التي بات متواجد جون معها بالمكان ذاته، لا تعلم كيف سيحتمل قلبها المُحطم رؤيته أمامها مجددًا بعد ما مرت به ربما عليها ترك العمل، لم تكن راغبة بالعمل أو فعل أي شيء فهي تبغض الخروج من المنزل.

كانت هذه إحدى محاولاتها اليائسة في النجاة ظنت إنها تجاوزت لقد كانت تخدع ذاتها طوال الوقت، لمَ رؤيتهُ مؤلمة هكذا على قلبها لمَ لم تتجازته وتتجاوز الماضي مثلها كانت تدعي، أتلك المدة لم تكن كافية لتتجاوز أم ما عاشته تلك الفتاة بعامها التاسع عشر لم يكن عاديًا؟!

الأمر يزداد سوء حقًا؛ توهمت إنها عندما تجد تعمل وتملأ وقتها به ستتمكن من تجاوز الماضي وربما أيضًا ستتمكن من التغلب على الرهاب الإجتماعي الذي لازمها منذُ أن وقعت تلك الحادثة لها وهي تخاف الإقتراب من أي شخص لكنها تجيد التظاهر بعكس ذلك تتظاهر بالبرود وتبلد المشاعر هذا هو سلاحها الوحيد الذي تُجيد استعماله لحماية نفسها.

مُتأخرDonde viven las historias. Descúbrelo ahora