مُجددًا

1K 94 44
                                    

الفصل الثالث عشر: مُجددًا

ماذا لو لم اغلق هاتفي تلك الليلة؟ وماذا لو لم اتشاجر معها ذلك اليوم؟ وماذا لو رأيت تلك المكالمة وأجبت عليها؟

هل كنت سأتكمن من إنقاذهما ؟! لا لن يتغير شيء، إن الشخص الوحيد الذي علي إنقاذه هو انا...
____________

-لقد استيقظت المريضة.

فتحت إيلا عيناها بتعب كل ما تراه سقف أبيض وأشخاص غريبون مُحيطون بها بينما عاد أحد الأشخاص ليهتف بصوت مُرتفع

-استيقظت المريضة.

نَاظرت إيلا الجميع بصمت غريب وهي ترى رجل يرتدي زي الأطباء يتقدم نحوها ليتفقدها، طرح الطبيب عليها بعض الاسئلة عما إذا كانت تشعر بأي ألم لـتجيب بهدوء بَالنفي هي لا تتألم بايّ مكان في جسدها الألم الحقيقي يقبع هنا داخلها، تشعر بألم شديد تعجز وصفه لكنهُ يمزق روحها.

طمئنها الطبيب وقال إنها اصبحت بخير الآن لقد كانت بغيبوبة لمدة شهر، ظنّ الجميع أنها لن تستيقظ فلقد كانت مؤشرات جسدها لا تستجيب لاي من الاجهزة.

-سأتركِ الآن لـترتاحي ،أخبري أحدى الممرضات إذا شعرتي بايّ ألم.

غادر الطبيب مباشرةً بعدما أكمل جملته لـيتركها وحدها غارقة بأفكارها، ظلت على الوضع ذاته صامته وهي تنظر لمعصمها المغطى بالشاش الأبيض.

-كل ما مرت به مجددًا كان مجرد حلم، لقد كنت أتساءل ماذا لو عاد بي الزمن قبل وفاة إيڤا وجون هل كنت سأتكمن من إنقاذهما أتضح أنني لن أتمكن من تغير شيء حتى لو خَدعتُ عقلي بإنهما لازالوا على قيد الحياة لن أتمكن..كيف سأتكمن من إنقاذهما بينما انا لم أقوى على إنقاذ نفسي، الشخص الوحيد الذي يجب عليّ انقاذه هو انا.

أنهت حديثها مع نفسها لتغرق مقلتيها بالدموع أنها بحاجة لمن يُطمئنها الآن إن كل شيء سيكون على ما يرام، هي تتألم كثيرًا حقيقة إن عائلتها هي من تسبب لما وصلت عليه اليوم تؤلمها، يؤلمها فراقها لـ إيڤا للمرة الثانية، تؤلمها حقيقية أن جون مجرد وهم من عقلها لقد ظلت تنكر حقيقة موته طوال تلك السنوات لدرجة إنها صدقت تلك الكذبة هي بحاجتهُ الآن، بحاجة لـ أحد ما لترتمي بأحضانه وتبكي إلى أن تفرغ كل ما داخلها من ألم.

-إيلا لقد استيقظتِ، هل أنتِ بخير كنتُ قلق عليكِ كثيرًا.

قاطعها صوت أحد ما بقلق بعدما اقتحم الغرفة لينتشلها من الظلام ومن غيره دانيال لقد كانت بحاجته وها هو أمامها الآن، أحيانا تتساءل كيف له أن يأتي في الوقت المناسب دائما هو من ينقذها في لحظات غرقها ويكن بجوراها دائما دون أن تشعر.

مُتأخرOù les histoires vivent. Découvrez maintenant