سُمْ قَاتِل

917 78 8
                                    

الفصل الرابع عشر: سُم قاتل


ما الذي سيفعله الإنسان حين تتلاشى آخر ذرة أمل هل سيتمكن من النجاة وتجاهل ذلك الصوت الداخلي الذي يدعوه لإنهاء كل شيء..
______________



إن الحقيقة سُم قاتل لا يوجد ترياق لها..

هُدوء مُريب يعم المكان  ليكسر ذلك الهدوء صَوت أنفاس تلكَ الفتاة الجالسة بين الظلام بين الحين والآخر، إنها على ذاكَ الحال منذُ..لا أذكر صراحةً منذُ متى لكنها أطالة الجلوس هذه المرةِ ولا تفعل شيء سوى إنها تفكر بكل ما حدث، كثير من التساؤلات التي تنهش عقلها وهي تعجز عن أجاد أجوبة لها.

بدايةً من علاقة إيڤا السرية مع هانبيال زوج اختها كارن وخيانة هانبيال لكارن التي يعشقها حد الجنون كما يُظهر لهم ذلك وخيانة إيڤا لها ولعائلتها التي اِعتبروها جزء منهم وهي رد على ذلك قامت بخاينهم مع هانبيال، تلك العلاقة التي لم تكن ستنكسف لولا معرفة إيلا بذلك وأيضا قتل هانبيال لـ إيڤا لِمَ قتلها ولِمَ والدها مُتأكد من برئتهُ لِماذا بالاصل أخفى هوية القاتل وقام بتدمير حياتها هي لم تستحق ذلك..

أتضح لها أن جميع من وثقة بهم قاموا بارتكاب أقسى الجرائم بحقها؛ وهي خيانتهم لتلك الثقة التي منحتها لهم وطعنوها من الخلف، تسببوا جميعًا بتدميرها الأمر بحد ذاته مؤلم على عقلها أن يتقبلهُ كيف سـتُكمل حياتها الآن بشكل طبيعي بعدما علمت الحقيقة المؤلمة، لقد أدركت الآن معنى تلك المقولة التي قرأتها منذُ مدة ليست بطويلة ولم تعرف إنها تعيشها بحد ذاتها.

"أن الحقيقة أسوء من الموت"

تلك الجملة التي قرأتها لكاتب عربيّ الجنسية يُدعى أحمد الحمدان في روايتهُ "آرسس" بعدما تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية.

لقد تبين لها إنها أسوء منه حقًا بالرغم من ذلك لا أحد قال لها الحقيقة كاملةً كل ما اكتشفته للآن لم يتجاوز ربع الحقيقة حتى، الجميع يخبرها أن تتوقف عن البحث في الماضي وتكمل حياتها وكأن شيء ما لم يحدث اللعنة كيف تستطيع فليخبرها أحدكم كيف تستطيع أن تفعل ذلك....

وَهكذا أنتهى يوم آخر مِـن حَياة إيلا بَـعدما نَجت مِـن تلك الحادثة أو تلك الغيبوبة لأكون أكثر تحديداً، هي على هذا الحال تجلس بمفردها وتحاول البحث عن الحقيقة كاملةً التي لن يعرفها أحد مطلقًا و ستظل عالقة إلى الأبد بتلك الدوامة إلى أن تلقى حدفها.
__________________________________

الحادي عشر  من ديسمبر الكئيب حيث الجميع يلتزم بالمكوث في منزله أو فوق الفراش غارقين في النوم ليحتموا من قسوة هذا اليوم كونه شديد البرودة وقد حذرت الأرصاد الجوية الجميع بعدم الخروج اليوم من المنازل لكن هناك من لم يلتزم بذلك الهراء من وجهة نظر وها هو يقف خارج منزله يستعد للتوجه نحو مكان ما..

مُتأخرWhere stories live. Discover now