وَهَمْ

1.3K 156 44
                                    

الفصل السادس: وَهَمْ

أشعر بلاشيء فراغ يليه فراغ، فراغ قاتل يخنقني، ذلك الفراغ يسبب ألم عميق بداخلي لطالما كنت اتهرب منه بأشغال نفسي بفعل لا شيء لكن مهما خدعتُ نفسي وهربت منه سينتهي مفعول ذاك المخدر المؤقت وها أنا اعود لتلك الدائرة الفارغة التي لن أستطع الخروج منها أبدًا وسينبغي عليَّ مواجهة ذاك الفراغ القاتل الذي سينتهي بفقدان أحدنا وبالتأكيد هذه المرة ستكون انا لقد سئمت من الهروب والركض

اللأ نهائي..
___________


-إيلا توقفي لِمَ تستمرين بتعذيب نفسك.
بإنفعال تحدث صاحب العيون الجذابة يوجه كلامه لـ إيلا الواقفة أمامه.


-الأمر لَم يكن سهل كما تظن.
وبذاتِ النبرة المنفعلة تحدث إيلا للذي آتي لمنزلها قبل قليل وطلب منها التحدث معًا فهي تتجاهله كلما رأته ولا تعطيه أيّة فرصة.

-كان مجرد حادث دعي الأمر يمضي مثلما فعل الجميع.
جملتهُ جعلت من الأخرى تضحك بسخرية مليئة بـالكثير من الآلام، أحقًا يريد منها أن تنسى الأمر بتلك السهولة، كيف وهي أمضت عشرة أعوام من عمرها تتألم تلك العشرة أعوام لم تكن سهلة.

-كيف يمكنني وانا أراها كل ليلة جون أراها وهي تتلفظ آخر أنفاسها بين يداي، كيف يمكنني إعتباره مجرد حادث واتجاهل حقيقة إنني السبب في قتلها قل لي كيف.

صرخت بنهاية حديثها، إنه فقط يجعل الأمر صعب عليها ويجعلها تعاني أكثر مما كانت عليه.

-انتِ لم تكونِ السبب.


-بل كنتُ.

-مع من تتحدثين.
إستدارت إيلا للخلف بإتجاة الصوت الذي إقتحم غرفتها ليقاطع حديثها مع جون، إنها أختها كارن.

-انا أتحدث مع جون.
ردت إيلا بإستغراب تحت نظرات الأخرى
التي لم تكن مفهومة بالنسبة لها.

-إيلا جون لم يعد موجود.
وبيأس فاهت كارن.

-بل إنه هنا..
لم تكمل إيلا جملتها عندما وجدت إنها تشير بإصبعها نحو الفراغ، لم يمكن هناك أحد بالغرفة بإستثنائها هي واختها كارن، نفد صبر الأخرى لتصرخ عليها.

-توقفي لقد مات منذ عشرة سنوات.


-ما هذا الهراء الذي تقولينه.
نطقت إيلا بعدم إهتمام لكلام أختها الغريب الذي تلفظت به لتكمل كلامها.

-الآن غادري انا متعبة أريد النوم.

يئست الأخرى من تصرفات شقيقتها وغادرت المنزل تركتها وحدها تصارع هواجسها.


اليوم التالي

ذهبت إيلا اليوم مبكرًا إلى العمل وعندما لمحت عينيها جون في الشركة أسرعت بإتجاهه للتحدث معه.

-جون أين اختفيت ليلة أمس كارن كانت تقول كلام غريب قالت انك لم تــ..


-عفوًا هل نحن نعرف بعضنا البعض، ومن جون؟

قاطعها الواقف أمامها يناظرها بـاستغراب، بـأدلتهُ الأخرى النظرات ذاتها شيء ما خاطئ بـجون عيونه، ثوانٍ من الصمت مرت عليهما كل منهما مستغرب من الآخر.

-أنسة إيلا ما الذي تفعلينه هنا، اتركي السيد سيمون إنه مشغول.
وعندما اطالوا التحديق بـعيون بعضهما البعض تدخل الطرف الثالث الواقف بجوارهم لإنقاذ الموقف إنه مديرها أديلان المسئول عن قسم التطوير التي تعمل به.
 
"سيمون! أقال سيمون متى قام جون بتغير اسمه"

تحدثت إيلا بداخلها، والكثير من الأسئلة تود طرحها عليه لكن الوقت ليس مناسب الآن.

-انا آسفة لقد ظننته شخص آخر.
ذلك كل نطقته قبل أن تتجه لـخارج الشركة
دون حتي أيّة تبرير للذي صدمته للتو وتوجهت نحو مكان ما كان يعني لها الكثير في الماضي.

.
.
.
.

ذكرياتهم المتعلقة بهذا الشاطئ بدأت تظهر في عقل إيلا ضحكاتهم، وعودهم، كانوا جمعهم سعداء، لكنهم لم يلاحظوها عندما كانت بأمس الحاجة لهم..

"إيڤا أنا آسفة لم ألاحظ صراعكِ، تيد إيڤا وليام جون انا اكرهكم جميعًا ليتني لم ألتقي بكم"

صرخت إيلا بينما كانت عيونها متركزة على مكان واحد وسط الشاطئ هل تلقي بجسدها وتنهي كل هذا..لا هذا تفكير غبي، لتقاطع وحدتها تلك اليد التي رتبت على كتفها، إنها تعرفها جيدًا.

-لمَ أتيت هنا.
تحدثت إيلا لصاحب تلك اليد التي أتتها من الخلف.

-ألم نتهد على الالتقاء هنا كل عام.
أجابها صاحب تلك اليد.

-لقد نسيّ الجميع.
ردت بخيبة أمل دون أن تلفت إليه.

-لكنني مازلت أتذكر.
نطق بهدوء لتلتفت إليه إيلا، نظرت لـعيونه الجذابة لـتتامُلها وجدت إنها مختلفة عن الصباح تلك النظرة التي ينظر بها إليها تعشقها نظراته المواجهة نحوها جعلت من دقات قلبها تتسارع للمرةِ الثانية.

-لمَ انكرت معرفتي في الصباح، لقد بدوت كَـشخص آخر.
بِحزن أخدت تعاتبهُ دون أن تقاطع تعانق أعينهما.

-أنا بالفعل شخص آخر..إيلا حان الآن وقت الإستيقاظ من ذلك الوهم الذي تعيشين به.

.
.
.
نهاية البارت

مُتأخرDonde viven las historias. Descúbrelo ahora