الفصل الثاني..

177 44 62
                                    

في صباح اليوم التالي كان الاطفال متجمعون حول سرير الضيفة الجديدة والفضول قد اثارهم مد البرت يده للفتاة التي كانت مضطجعة على جانبها الايمن، ليلعب بشعرها الابيض الذي اثار لونه فضولهم لكن جوليا قد ضربت يده وقالت له :"ما الذي تفعله؟ هذا وقح"
_"لكنني فقط اردت لمسه" ونظر لها كنظرة جرو
_"ومالذي تفعله في غرفة الفتيات، هل انت فت..."  قاطعتها بوليانا لتصرخ: "انظروا لقد استيقظت"

استيقظت الصغيرة بسبب صوتهم العالي فصمتوا ونظروا لها بحماس شديد وما إن رفعت جزؤها العلوي عن السرير وفتحت عينيها بعد ان فركتهما لتنظر حولها للاطفال الذين تحولت نظراتهم من الفضول والحماس الى الخوف والرعب فصرخوا :"انها وحش اهربواا، اهربوا ستأكلكم!!"

  فقالت الطفلة بصوت خافت :"انا لن اكلكم" ولكن الاطفال كانوا قد هربوا بالفعل حينها وهي تنظر لهم وهم يهربون من الباب ،حسنا لم تكن ردة الفعل هذه جديدة عليها فلقد اعتادت على ذلك ولكن لا تستطيع نكران انه في كل مرة يحدث ذلك يؤلم جزء من قلبها الصغير، فتنهدت ثم جالت بنظرها حولها لتعرف اين هي فنظرت للغرفة وقد كانت كبيرة جدا وتحتوي على عشرة اسرة بطابقين ومتقابلة،

واما الجدران فكانت باللون الزهري ومرسوم عليها رسوم لم تعرفها الطفلة ولكنها بدت جميلة بالنسبة لها وفي نهاية الغرفة نافذة كبيرة تسمح بمرور الشمس لتنير الغرفة وتنعكس اشعتها على الارض اللامعة التي كانت بيضاء اللون والرياح التي تداعب الستائر ثم تقتحم الغرفة وتداعب شعرها الابيض،

وفي هذه الاثناء سمعت صوت طرقات للباب فألتفت إليه لتجد رجلا واقفا هناك حسنا لقد كان الباب مفتوحا اصلا ولقد عرفت على الفور بأنه الرجل الذي انقذها حينها تفحصت معالمه فهي لم تره بشكل جيد الليلة الماضية ، كان يبدو كرجل في العقد الثالث من عمره وبأعين خضراء زمردية وشعر بني غامق مع بعض خصلات الشيب ،طويل القامة وقوي البنية ، اقترب منها ثم سألها:

_هل يمكنني الجلوس بجانبك؟ وجلس على الجانب الايمن من السرير دون ان ينتظر اجابتها اصلا ، ونظر لها كانت تبدو في الثالث عشر من عمرها
،بشعر ابيض قصير يصل لكتيفيها الصغيرين وملموم للخلف بشكل ذيل،

وعيون ذهبية وبشرة بيضاء شاحبة حيث انها كانت هزيلة ثم نظر لجانب الايمن من رقبتها وقد كانت عليه علامة سوداء،اجل انها العلامة التي يملكها كل المستذئبين فكانت تشبه الوشم بشكل رأس ذئب يعوي وحوله دائرة تحيط بها من كل جانب خمس خطوط تخترقها، والتي تميزهم عن البشر وسائر المخلوقات فضلا عن العيون الذهبية،
ثم قال :"ان الطقس جميل اليوم أليس كذلك"

The Forbidden Tree_الشجرة المحرمةWhere stories live. Discover now