الفصل التاسع عشر

38 9 43
                                    

بينما الهواء البارد يلفح وجه ذئبة أليكس ويتخلل فراءها الاسود فيرسم صورةً كبحر ليلٍ غاضب قد تشكل على هيئة ذئبة تركضُ في جوف ليل صحراءٍ قاحلة كثيفة الكثبان الرملية...

ويعتليها زُرارا المُصاب والى جانبها نواه الذي يحاول مواكبتها في الركض ....

فيصرخُ قائلاً:
_"هييي ألستُ انا مرشدكم إذاً لما انا خلفكم؟؟"

لتلفتت له ذئبتها وتنظر لعينيه العسليتان اللتان يبدوان وكأنهما يُشعان في الظلام وينسدل عليهما جُزء من غُرة شعرهِ الاسود المموج القصير وتلفح خصيلاتٌ منه وجهه الشديد البياض وتستطيع ان تُقسم انه مُحاط بالعديد من الفتيات لوسامته  ،  نظرت له بإستهزاء كأنها تقول:
_"لانك بطيء جداً"

ثم تُدير وجهها بغرور مُكملةً طريقها ،مما يثير غضب نواه وهو يلهث وبالكاد يستطيع اللحاق بهم

بعد مضي نصف ساعة من الركض وصلوا اخيراً الى خيمةٍ كبيرة تقف مُستندةً على اعمدة خشبية لوحدها في الصحراء  ويُحيط بها بعضٌ من الإبل والماشية وآثارٌ لنارٍ كانت مُشتعلة وهُناك بئرٌ قريب

استغرب كلا من أليكس و زُرارا من هذا المنظر فلم هذه الخيمة وحدها هنا؟ من عادات البدو ان يعيشوا في قبائل وليس افراداً مُتناثرين في لُب صحراءٍ قاحلة.....

ليقاطعهما من شرودهما صوت نواه القائل:

_"تفضلا بالدخول "

عندها نزل زُرارا من فوق ذئبة أليكس تابعاً نواه وهو مُرتابْ....

اما عن أليكس فقد قررت البقاء على هيئتها تحسباً لأي طارئ فلم تكن مُرتاحةً للأمر

صاح نواه فجأة :

_"سيرام إنه انا"

وما كانت إلا بضعُ دقائق ليخرج رجلٌ يبدو انه  في منتصف العمر قد غزا الشيبُ شعره ولحيتهُ الطويلة نظر بعينيه الزرقاوين الى نواه ليقول :

_"حللتَ اهلاً ووطأت سهلاً يا صديقي"

ليرد عليه الآخر :

_"لقد جئتك ومعي بعضُ الصُحبة "

مُشيراً بيده الى اليكس وزُرارا ، ليزيح الرجل نظره نحوهما فتظهر بعضُ معالم الإرتكاب ف يخفيها سريعاً ويقول وهو يفتحُ ذراعيهِ مُرحباً

_"مرحباً بكم تفضلوا"

دخلوا من بعد الرجل الى الخيمة ورأوا إمرأة شابة من البشر تنسجُ قِماشاً تنظر لهم بإستغراب  ، وتتناثر هُنا وهُناك بعض الأثاث التقليدي، يُضيئ الخيمة القليل من ضوء المصباح الكهربائي

The Forbidden Tree_الشجرة المحرمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن