الفصل الثالث عشر...

48 14 43
                                    

كان الاحتفال بالحرب بسيطاً نظراً للظروف الاقتصادية السيئة التي تعاني منها مملكة لارسا إلا انه كان مليئاً بالحياة من ابهج الاغاني والاهازيج والرقصات الشعبية التي ملأت الشوارع ، إذ ان النصر على جمهورية ڤيين لم يتوقعه احد ،

فأمتلأت الشوارع بعامة الناس وهم يرقصون ويغنون فرحاً وطرباً بهذا النصر العظيم ،
وجرى ايضاً تكريمٌ بسيط لأبطال هذه الحرب من قبل الملك في قاعة العرش

حيثُ يتقدم اقوى وأعتى جنود المعركة لينالوا تكريمهم من قِبل الملك والذي سيُعتبر وسام شرفٍ لهم ما تبقى من حياتهم...

وكان من بينهم أليكسندرا و زُرارا ....
بعد انتهاء التكريم ، توجهت أليكس كعادتها نحو الشخصيات المهمة تُرحب بهم وتجاملهم ، فهذا واجبها كما انه يُعزز من مكانتها الاجتماعية وصورتها امام الناس....

في هذه الاثناء يتقدم إليها بخطواته الثقيلة مُمسكاً بكأسٍ من النبيذ الأحمر
هالته طغت على المكان وجعلت الجميع في حالة صمت...

بالطبع ، فهذا هو الألفا ريان وليس كائناً من كان ،
فنطق بعد ان بدأ بتحريك كأسه بهدوء مُصطنعاً ابتسامة زائفة :
_"مرحباً سمو ولية العهد"
لترد عليه بإبتسامتها الدبلوماسية الزائفة :
_"أهلاً بكَ ايها الالفا ريان ، لقد شرفتنا زيارتك"

أجال نظره بأرجاءِ قاعة العرش ثم نطق:
_"مُبارك لكم على هذا النصر العظيم ، يبدو ان مملكة لارسا بدأت اخيراً بالنهوض "

قاصداً بذلك ان المملكة لطالما كانت ضعيفة
لترد عليه بعد ان اظهرت شبح إبتسامة ساخرة :

_"اجل ، لكن نهوضنا هذه المرة سيكون كطائر الفينيق"

طائر الفينيق او العنقاء هو الطائر الذي يولد من جديد من رماده المحترق قاصدةً بذلك انه من بين الرماد سينهضون من جديد ينفضون عن انفسهم الغُبار مُشعلين اجسادهم أملاً ومقاومةً لنيل المنال وإن كان بعيداً...

فهم اريان ذلك بالطبع ثم رد :
_" سأدعوا لمملكة لارسا إن ينتصروا إلا قليلاً"

وابتسم ابتسامته الخبيثة ثم غادر ، بالطبع الجميع سيفهم هذا الكلام على انه رسالة سلام ،
الجميع إلا أليكسندرا التي فهمت بالضبط مُبتغاه

فهو هنا استخدم (إن النافية) مُتلاعباً بالقواعد ....

بعد ان ادار وجههُ ووقف يتحدثُ مع دبلومايسيين آخرين ، تخاطر ذهنياً مع ذراعه الأيمن قائلاً:
_"ازرع جواسيساً حول الأميرة إنها لن تكون عدواً هيناً!"

The Forbidden Tree_الشجرة المحرمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن