الفصل الأول

17K 544 6
                                    


#الجوكر_والأسطورة3...

#الفصل_الأول....(همسات بقلم العشاق..)...

الهدوء يغطي المكان بأكمله، صوت أنفاسها المتقطعة المصاحب بنظراتٍ متوترة يخفق من عينيها، الحيرة تسيطر عليها وكأنها وحشٍ مفترس ينهش أخر ما تبقى بقلبها الهزيل، صفعات تجلد روحها ما بين التباعد عن قتله وما بين الإضرام للقصاص من قاتل أخيها، خطواتٍ خافتة تقترب منها بحذر، ليقدم لها يديه قائلاً بلهجة سعى لجعلها أكثر حذراً بإنتقاء الكلمات المناسبة لتخضع له:

_"سارة" نزلي السلاح دا عشان خاطري...

لم تنصاع لكلمات "ريان" المتوسلة، فاستطرد كلامه بعصبية شديدة:

_بلاش تضيعي نفسك عشان شخص ميستأهلش...

الخوف من الموت هو أمراً محتوم، ورغم ذلك لم يشعر به من يقف أمام فوه السلاح بنظراتٍ غير عابئة بترحاب الموت، سئم من الحياة المرهقة بذكريات رفيق دربه الذي خسره نتيجة غروره الزائد وعناده المتسلط، ترقب تحرر أصابعها على زناد السلاح ليتخلص من حياته الذي أصابها اليأس وتأنيب الضمير المهلك، وكأنه كان يعبر طريق طويل بنفسٍ راضية، فتوقف بمنتصفه ليفق على أكبر عقبة بحياته، لم تكن بالحسبان، تسلل صوت بكائها لمسماعه وكأنها تطالبه بوعوده بالبقاء لجوارها، تطالبه بتنفيذ كل وعد قطعه لها بعد رحلة معاناتها هي الأخرى، استدار "جان" تجاه الصوت المرهف الذي إتلتقطه آذنيها، ليجدها تكبت شهقاتها بيدها، باكية بدمعات إستحوذت على تفكيره، وكأنه وجد سبب لتمسكه بالحياة!، وكأنه وجد ما يطالبه بالبقاء..."سلمى" محبوبة القلب وسُكنان الروح، أكسير حياته التي إختبرها الصبر مراراً وتكراراً، لوهلة إرتجف قلبه خشية من الموت بعدما كان يرحب به بصدراً رحب، فطلت من أمامه لتدفعه بعيداً عن طريقه المختار، تركزت نظرات "جان" عليها غير عابئ بمن تقف أمامه بسلاحٍ يكاد يخترق قلبه النابض بعشق من تقف على بعد خطوات منه، تتراقب ما يحدث بصراخ عصف ببكائها وتواسلاتها لها بالا تفعل ذلك، دموعها الصادقة إخترقت قلوب الفتيات جميعاً، حتى"سليم" حاول بقدر المستطاع أن يبعد "جان" عن الدرج حتى يتفادى الطلق الناري؛ ولكنها لم تسمح له بذلك، فكانت تصوب تجاهه بتصميم من قتله، نهض "مراد" عن طاولة الطعام بعد أن دفع مقعده بعصبية شديدة ليقترب من الدرج في محاولات مستميتة للسيطرة على حركات جسده التي تحكمه على التعامل مع هذا الوضع حينما يكون عرضة لصوب السلاح، أحكم على تفكيره بأنها إمرأة وأخلاقه تضع النساء والأطفال بخطوط لا يتعدها أبداً فلا يرفع يديه عليهن، وقف على مسافة معقولة منها قائلاً بثبات يخترق صوته الرجولي:

_اللي بتعمليه دا غلط، ياريت تنزلي السلاح ونتكلم بالعقل...

نقلت نظراتها العدوانية بالكد لتنقلها إليه، فأبتسمت بسخرية رغم تلألأ الدمعات بعينيها:

الجوكر و الأسطورة.. 3.. همسات بقلم العشاق.. أيه محمد رفعتOù les histoires vivent. Découvrez maintenant