الفصل السابع عشر و الأخير

10.2K 554 23
                                    


#الجوكر_والأسطورة3......(#همسات_بقلم_العشاق...)........

#الفصل_السابع_عشر......

رحلة شاقة مثل التي سيخوضها تحتاج للراحةٍ الجسدية التامة، فبعد إلحاح شديد من اللواء بأن يستريح بأحد الفنادق التي تقع على قربٍ بسيط من المطار للسفر بالغد، وبالفعل توجه "رحيم" للفندق المنشود لقضاء ليلةٍ واحدة قبل السفر لمهمته المرتبة، إرتخى جسده على الأريكة المفترشة بريش أبيض مريح للغاية، فأستند برأسه على حافتها، اغلق عينيه بقوةٍ وهو يجابه ذاك الجانب من الذكريات الذي يحن إليها فيرسم له طريقٍ مضيء بذكرياتهاٍ التي شتت عقله لتتخفى بجحيمه المتعمد لإبتلاع ما يخصها......

*****************

إستندت بذراعيها على باب الحمام بتعبٍ شديد وهي تسارع ثبات دقات قلبها المتوترة، تشعر بأن النيران تشتعل بجوفها، فحاولت الصمود قدر المستطاع حتى لا تسقط أرضاً، أفرغت ما بجوفها وقد أصبح وجهها قاتم للغاية من شدة التعب، إغتسلت بصعوبةٍ وهي تحاول تثبيت ساقها حتى لا تسقط بالمرحاض فيتأذى الجنين، هتفت بصوتٍ خافت:

_"مراد"....

على ما يبدو بأنه مازال يقاطعها منذ ما حدث أخر مرة وهو يكتفي بالتواجد بالجناح، ولكنه يتحاشى البقاء معها بنفس ذات الغرفة، تمكن منها الدوار بدرجةٍ مخيفة فتطلعت لساعة يدها المميزة، رفعتها تجاهها لتضغط على الزر الجانبي إليها لتصدر إشارات لساعة يديه التي لا يستغني عنها على إعتبار كون الوقت من أهم الكنوز بحياة الجوكر المصون، إلتفت حوائط المرحاض الأربعة من حولها بصورةٍ مخيفة فرفعت يدها تعيد خصلات شعرها للخلف بأصابعها المرتجفة، لتجلس على ركبتها حتى إن غابت عن واعيها لا ترتطم بشيءٍ حاد قد يؤذي جنينها، أتاها صوته الرجولي من خلفها وهو يسرع بخطاه بعدما تلاقى إشاراتها، فقال وهو يدنو منها:

_"حنين"! ...

ثم حملها بين ذراعيه ليخرج بها من هذا المكان المغلق لعل الهواء المنعش يفيقها، وضعها برفقٍ على الفراش ثم حرر ستائر النوافذ، ثم إقترب منها ليسألها بقلقٍ:

_أحسن دلوقتي؟..

إكتفت بهز رأسها ومازالت عينيها مغلقة، ويدها تحتضن جبينها بألمٍ، أمعن التطلع بها بنظرة متفحصة، فتحرك تجاه براد الغرفة ليخرج مشروبها المفضل الذي يحرص على أن يعده لها يومياً حتى وإن كان لا يتحدث معها بسبب ما إرتكبته، سكب منه بأحد الأكواب ثم قربه منها قائلاً بثباتٍ:

_إشربي دا وهتبقي كويسة...

جذبته منه دون أن تتطلع له ثم وضعته لجوارها، وجذبت الغطاء ثم إستلقت بجسدها بأسفله متجاهلة إياه تماماً، رفع حاجبيه بسخريةٍ إتبعته بالحديث:

_هو مين فينا اللي المفروض يزعل من التاني بالظبط!...

أغتظت من حديثه الساخر، فأزاحت عن غطائها لتجيبه بلهجتها الحزينة:

الجوكر و الأسطورة.. 3.. همسات بقلم العشاق.. أيه محمد رفعتWhere stories live. Discover now