الفصل الرابع

8K 491 4
                                    


#همسات_بقلم_العشاق...

#سلسلة_الجوكر_والأسطورة....(#الجزء_الثالث...)...

#الفصل_الرابع...

وكأن أحداً مزق صدره لنصفين ثم إستخرج قلبه ليصل فوه السلاح لقلبه مباشرة بأصابة صريحة، ود لو إنه لم يصعد لغرفته بذاك الوقت أو لم يتأخد "رحيم" القرار بأقامته بنفس الغرفة، بصعوبة بالغة حرك لسانه لينطق بترددٍ:

_"ريان"!..

إنتبه لوجوده بالغرفة، ففتح عينيه بضيقٍ من إنكشاف أمره إليه، فكان يتمدد بحريته بعد أن أزاح الطرف الصناعي مستغلاً عدم وجود الأخر؛ ولكن أخر ما تمناه يحدث أمام عينيه، إرتدى "ريان" القدم الصناعية ليتوجه للخروج من أمامه، فتحرك تجاهه ليسأله بألمٍ واضح بنبرة صوته:

_أمتى حصل دا؟، وإزاي!..

حدجه بنظرة قاسية، ليجيبه بلهجة جافة للغاية:

_ميخصكش..

وخزة مؤلمة تمكنت من "جان"، وكأنها تقسم على الفتك به، جلس على الفراش بأستسلام ليخضع رأسه للأسفل بخيبة أمل، ما حدث لرفيقه يجعله عاجز حتى عن مواساته، العداء الذي نشب بينهم جعله بعيداً للغاية عن حياته، فأصبح العدو الغير مرحب به، إرتدى"ريان" حذائه ثم غادر الغرفة بعدما منحه نظرة أخيرة، غامضة، لم يتمكن "جان" من تفكيك معانيها، فالصدمة التي تعرض لها تكفيه لإنشغال عقله بها، شيئاً بداخله إنكسر حينما رأه هكذا، مازال يحاول إقناع ذاته بأنه عدو ولكن قلبه مازال متمسك به وكأنه لم يمتلك سواه!!...

*****************

ظلمات الليل الكحيل تستحوذ على قلبه فتجعله أشد ظلمة، حاول أن يغلق جفنيه ولكنه لم يستطيع النوم ولو دقائق معدودة، مازالت صورتها ترسم أمام عينيه، معاتبتها له تتردد على مسماعه، نظراتها البريئة تطالبه بالا يدنس حبها العفيف، أزاح "سليم" الغطاء عن جسده ثم إلتقط المئزر الرجالي ليرتديه ليتوجه لغرفتها، رفع يديه ليقربها من الباب فكاد بالطرق ولكنه كور يديه بتردد فالوقت متأخر للغاية ومن المحتمل أن تكون غارقة بأحلامها، هداه عقله بالعودة لغرفته وبالحديث معها بالغد، كاد بالتحرك لغرفته؛ ولكنه تفاجئ بها تفتح بابها وهي تزيح الدموع العالقة بأهدابها، وعلى ما يبدو بأنها تتوجه لغرفته، وقفت أمامه بأرتباكٍ فقالت بصوتٍ متقطع من فرط بكائها:

_"سليم"!...

إنصاع إلى كلماتها بكيانه وروحه، وكأن صوتها المنادي بأسمه كان الحضن الدافئ الذي عبئ فراغ الآنين، ظنت بأن صمته لكونه مازال غاضباً مما حدث صباحاً، ففركت أصابعها بحزن، لتجاهد بقولٍ:

_مكنش ينفع أقول كدا، أنا أسفة..

تعتذر؟!، تعتذر وهو الخاطئ بحقها!.... تعتذر وهو الجاني!... ترقبته نظراتها بخوفٍ من أن لا يتقبل إعتذارها، تركزت عينيها على كل إشارة ولو صغيرة قد توحي لها بالسماح بأهتمامٍ ألم قلبه، جذبها لأحضانه دون أن ينبس بكلمة واحدة قد تكون علامة على أنه اللي الخاطئ وليس هي، كم تمنى أن يمحي من قدره اللقاء بتلك الملعونة التي أقسمت على تدمير أجمل قصة عشق إختبرها، شدد بأصابعه على رأسها الموضوعه على صدره وكأنه يحمل العزم بأيقافها عن تحقيق ما ترغب به، زرعت الفرحة على وجه "ريم" بمسامحته لها؛ ولكن مازال هناك ما يسكن أحد زوايا قلبها بالشك تجاه تلك الفتاة الغريبة!...

الجوكر و الأسطورة.. 3.. همسات بقلم العشاق.. أيه محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن