الفصل الثاني

8.5K 503 8
                                    


#الجوكر_والأسطورة3...

#همسات_بقلم_العشاق.....

#الفصل_الثاني.....

الصراخ بأسمها إخترق آذنه فوخز قلب "مراد" بألم لم يعلم سببه، أسرع بخطواته ليتبع الصوت، فولج للمطبخ ليجدها تتمدد أرضاً بأهمال، في حالة لا ترثى لها، وجهها شاحب للغاية، يكسوه لون أزرق باهت، وكأنها رحبت بوسام الموت بأستسلام، تركزت نظراته عليها وقدميه ترفض الإنصياع لأوامره بالإقتراب!، قطع المسافة بينهما لينحنى تجاهها، فجذب رأسها الموضوع على قدم "أشجان" ليحركها بين يديه بصدمة، رأى الفقعات التي تهبط من فمها فعلم بأنها تعرضت لسمٍ قاتل، حرك رأسها بأنفعالٍ ليردد إسمها بعدم إستيعاب:

_"حنيـــــــــــن"!...

لم تستجيب مشاكسته لندائه كالمعتاد، فشعر بأضطراب قلبه الذي خفق دقاته ببطء وكأن الزمان توقف أمامه، فقد مهاراته وإحترافيته بالتعامل مع هذا الوضع، لكونه مدرب للتعامل مع كافة المصاعب، خرج "رحيم" من مكتبه بسرعةٍ كبيرة، حينما إستمع لصوتٍ بكاء "شجن" ليرى بعينيه ما يحدث أمامه، هرع تجاههم ليجد "حنين" تصارع الموت بمحاربتها هذا السم الفعال، والغريب بالأمر إستسلام "مراد" الغير متوقع، إنخفض تجاهها ليتفحص نبضها فوجدها مازالت على قيد الحياة، دفع بيديه "مراد" ليحركه بقوة لعله يسترد عقله فقال وهو يتفحص وجهها الأزرق الشاحب:

_دا سم!، لازم تخليها تطرد الأكل اللي أكلته قبل ما يتمكن منها أكتر من كدا..

وكأنه لم يستمع إليه، فكانت نظراته عليها ويديه منغمسة بين أصابعها، وكأنه فقد الحياة، إهتز جسد "حنين" بقوةٍ وكانه بدأ بالإستجابة لجرعة السم القاتلة التي إنسابت لإختراق جسدها بأكمله، صعق "رحيم" من تأخره بأنقاذها، فلكمه بقوة ليصيح بشراسة:

_"مراد" فوووق...

لكمته القوية كان لها الفضل بعودة عقله للعمل، فبدأ بستعيب ما قال وما عليه فعله، حملها سريعاً بين يديه، ليتجه لحوض الإغتسال الخاص بالأطباق المجاور إليه، ضغط بيديه بقوة على صدرها، وبحركاتٍ إعتاد التدرب عليها بمعسكر عمله جعلها تستفرغ ما بجوفها، تراجعت "شجن" للخلف بخوف من رؤية "حنين" بتلك الحالة المذرية، تحولت نظراتها ل"رحيم" لتحدجه بنظرة غريبة، جعلته يتطلع لها بذهول من قراءة ما يجوب بعقلها، أشاح بنظراته عنها لينقذ تلك الفتاة أولاً ثم يراها، سأل الخادم المسؤول عن خدمات المطبخ بحدة:

_الهانم كلت أيه من هنا؟...

أجابه سريعاً والخوف يدب بحدقي عينيه من أن يتهم بما حدث:

_مأكلتش حاجة يا باشا هي كانت بجناحها ونازلة...

أمره بوجومٍ شديد:

_طيب أخرج الوقتي...

إنصاع لكلماته على الفور، حملها "مراد" ليضعها بأحد غرف الطابق الأسفل، وضعها على الفراش برفق وعينيه مازالت متعلقة بعينيها لعلها تفتحها لتنير دربه الذي أظلم بأنغلاقها، أشار له "رحيم" فتركها وخرج من الغرفة ليقف مقابله، فقال:

الجوكر و الأسطورة.. 3.. همسات بقلم العشاق.. أيه محمد رفعتWhere stories live. Discover now