Chapter 9

1K 13 9
                                    

تجلس نتاشا ذات الوجه الشاحب تنظر للطعام بفقدان شهية بجانب زوجها الذي يُمثل حالها، رفعت بصرها إليه لتجده ينظر لطعامه وأسفل عيناه تشكلت هموم الحياة على هيئة هالات سوداء

تنهدت بحزنٍ تخلل أصابعها بشوكة طعامها لتضعه بفمها، بدأت بتحريك الطعام داخل فمها وثوانٍ وركضت للمرحاض تتقيء، تبعها ليونيد يركض خلفها إلى أن سمع صوت تقيئها وشهقاتها بين الحين والآخر

حل الصمت لثوانٍ ليصدر ليونيد اسمها بنبرة قلقه
"نتاشا؟"

فتحت الباب تستجيب له وقابلته بوجهها المبلل أي أنها قامت بوضع القليل من المياه لكي تستفق قليلًا

اندفع إليها يكوب وجنتيها بحبٍ وتحدث بنبرة مُختنقة:
مابكِ كلما تناولني شيئًا تقيئتيه على الفور هذه الأيام؟"

انسابت دموعها ترتمي باحضانه شاهقه ببكاء
"لا استطيع تناول شيء بدونها، أريد ابنتي"
نبست تعود للبكاء مجددًا وهو شد على عناقها بالمقابل يبتسم لها بوهنٍ

"أعدكِ أنني سأجدها"
نبس يسحبها للغرفة يحضر لها منشفه لتجفف وجهها،
أمسكت بها تمررها على وجهها إلى أن وصل لمسامعهما صوت هاتف ليونيد الذي بدى وكأنه شخصٌ ما يتصل

عقدت حاجبيها تنظر له كما فعل فهو قد أوقف عمله لمدة بحثًا عن ابنته فمن سيتصل الآن؟

أخذ ليونيد خطواته حيث الهاتف مُجيبًا بهمهمة ليسمع صوت ذلك الشخص بالمقابل

"سيد ليونيد؟"
همهم بهدوء يجيبه: "أجل"

"أيمكنك المجيء لمستشفى... لأمرٍ طارئ"
عقد ليونيد حاجبيه وعيناه وقعت على خاصة نتاشا اللامعة وكأنها تشعر ما سيقول

"متأكد أنك تريديني أنا؟"
سأله باستغراب ليومئ ذلك الشخص

أغلق الهاتف ليجد نتاشا تقف أمامه بعينان لامعة وكأنه تخبره "لا تخيب ظني هذه المرة"

"لقد أخبروني بأن احضر للمستشفى لا اعلم لما"
أردف يتجه لأخذ مفاتيح سيارته وكالعادة تبعته نتاشا، صعدا كلاهما وانطلقا بسرعة فائقة لدرجة أن نتاشا تشبثت بمقعدها خوفًا من الإصتدام وأغلقت عيناها بإحكام

"وصلنا"
نبس ليونيد ينظر لشكلها الخائف، فتحت عيناها تنظر حولها بتفاجئ ثم عادت ببصرها له

"اهذا الطريق الذي من المفترض يأخذ نصف ساعةٍ من الوقت؟"
سألته بينما تزيل حزام الأمان عند جسدها وهو أومئ يخبرها أنه إجتازه بخمسةً عشر دقيقة فقط

"لاوقت لتضيعه هيا لندخل"
نبست نتاشا تسحبه من يداه وتركض للداخل قابلها خاصة الإستقبال، اندفع لها ليونيد وقبل أن يتحدث سبقته هيا

"مرحبًا سيدي، كيف يمكنني مساعدتك"

"لقد دعاني أحدكم للحضور لذا ماذا هناك؟"
نبس ليونيد وعيناه تتجول بالمكان

1996حيث تعيش القصص. اكتشف الآن