Chapter 16

526 8 3
                                    


بخطوات قلقة كان يسير ذلك الذي يدّعي أنه عامل توصيل وعيناه تتفتل بالمكان بحثًا عن ذلك الصغير،
هو ليس خجلًا كون طفلًا مثل أرتيوم أكثر شجاعةً منه كي يأتي إلى مكانٍ هكذا وهو يدري من رئيسه وبلا خوفٍ أو تردد

وما يثير قلقه أكثر هو أن أرتيوم لم يمنحهم أي إشارة كونه وصل وبلا مخاطر أو اي شيء، هو فقط اختفى تمامًا

وصل إلى رواق طويل وكل ما خطط له أنه سيبحث عن أرتيوم ويذهب ولن يقابل الرئيسة ولكن ماتت جميع توقعاته حينما قابلها وجهًا لوجه

وقد أقسم أنه لم يعد يشعر بأنفاسه، كأنه نسى كيف يتنفس للحظة، كانت بنفس هيئتها التي قد تم وصفها له بل كانت أكثر هيبة وثقة وابتسامتها التي تكاد تظهر اخافته، بدل عينيه حول المكان يحاول إيجاد كذبة مناسبة، لكن عبثًا مع من يحاول

"أنرت عامل توصيلنا"

اردفت تبتسم له بهدوء وهو اومئ بقليل من التوتر مع ابتسامة متكلفة قبل أن يقاطع تحديقه بما يحمل سمع صوتها الهادئ يتخلله بعض الحماس

"دعني أدلك إلى المكان المناسب لوضع هذه الأشياء، لكن تُرى ما هو نوعها لا اتذكر طلبيتي"

انهت جملتها بنبرة ارعشت اوصاله ليحرك رأسه ويديه حاول شرح ما سيقول لكنه فشل واتبع خطواتها بينما يدعي الرب بأن تمر على خير

كان يسير خلفها بينما ينظر لتلك الجدران خاصة الرواق، كانت بلون بيج هادئ وبين كل جزء وآخر يفصل بينهما باب لا يدري إلى أين يؤدي أو بماذا يخص، كانوا بلون القهوة الدافئة وأما عن سقف المكان كان يحتوي على مصابيح على هيئة حلقات مضيئة ويزينها من الجانب خطوط منكسرة أيضًا مضيئة، وأخيرًا ينتهي ذلك الرواق بِـ بابٍ أسود لم يتناقض مع المكان

وحينما التفتت له كارين تتفقد ملامحه المسترخية بفعل المكان الهادئ إلا أنها حينما كتبت بعض الاكواد وفُتح الباب ظهر من خلفه رواق آخر، مختلف تمامًا، وكأنه عالم آخر، أدى إلى انقباض ملامح ذلك العامل

"إ-إلى أين سيدتي؟"

سأل بنبرة حاول جعلها ثابته لكن نبرته المهتزة أوضحت قلقه

"قَلق؟"

سألته تقهقه بخفه بينما هو أبتلع لعابه ينفي وحينما دلف من ذلك الباب الأسود، أنارت الغرفة من تلقاء نفسها وظهر درج داخلي بلون رخامي أسود ومزين ببقع حمراء قاتمة لدرجة أنه حينما صعد خلفها، فرك قدمه بأحد الدرجات كي يتأكد من أنها ليست دماء ليتنهد بخفة

"وصلنا"
نبست كارين بعد فترة من الوقت بينما تتوقف أمام باب جديد مزين بتماثيل من رؤوس الحيوانات المتوحشة وفتحته..

دلفت بهدوء وتبعها العامل الذي توقف مكانه يحدق أمامه بأيدٍ مرتجفة

حيث كان أرتيوم جالسًا على كرسي كهربائي ومقيد، بجانبه رجلان قويان يحرصانه، بينما خصلاته الطويلة ملتسقة بجبينه وعيناه كانت مغمضة لولا صوت الباب الذي جعله يفتحهما كي يتفحص الداخل وحينما قابل وجه ذلك الرجل توسعت عيناه بدهشة

1996حيث تعيش القصص. اكتشف الآن