فتحت دانية عيناها لتجد أنها بمكانٍ مسالم و جميل يسلُب أنفاسك و أنظارك ؛ حيث الأرض العشبية الخضراء و تلك الأشجار الضخمة التى تحيط بالمكان فلا تعرف نهايتها ، و تلك الزهور الملونة التى تتمايل مع الرياح بغَنَج فإلتحمت ذرات عطرها الطبيعى مع ذرات الأكسچين لينتشر عِبقها بالمكان جاعلاً منك تستنشق أكبر قدرٍ من الهواء لتحتفظ به فى رئتيك ، و تلك السماء الصافية التى ينعكس لونها السماوى على عيناى دانية التى تتأملها بذهول .
بينما دانية تتابع كل شئ بإنبهار و فاه مفتوح قليلاً ، وقع بصرها على كوخٍ خشبى صغير يبدو متهالك من الخارج ، ولكن لسببٍ ما قادتها قدميها إليه .
ففتحت الباب ببطئ و الذى أصدر صرير عالى ، لتدخل بهدوء بينما توزع أنظارها على أركانه لقد كان مهجوراً .فإنتفضت بفزع ما إن أغلق الباب بقوة ، لتحاول فتحه و لكن ما من فائدة ، ثم توقفت عن محاولة فتحه ما إن سمعت صوت ضحك رفيع يبدو كصوت الساحرات بالرسوم المتحركة ، لتلتفت برعب لتجد إمرأة تبدو شابة و لكن بنفس الوقت تبدو طاعنة بالسن ، تبدو جميلة و لكن جمالها مظلم ، إنها الشئ و نقيضه .
لتفيق دانية من شرودها ما إن نهضت الاخرى عن كرسيها الخشبى المرصع بالذهب الخالص متجهة إليها .
ولكن متى أتى ذلك الكرسى هنا و كذلك تلك الإمرأة !لتنطق دانية بنبرة مترددة بينما تخطو للخلف مبتعدة عن تلك المرأة المثيرة للريبة : من أنتَ و ماذا تريدين ؟
لتضحك الاخرى بخفة بينما تضع كف يدها على فمها ثم قالت ببرود و قد تغيرت ملامحها لاخرى أشد حدة : أنا جحيمك يا دانية اما ماذا أريد فأريد روحك ، أريد الإنتقام .
لتبتلع دانية ريقها بتوتر ثم أردفت بقوة مصطنعة : ماذا فعلت لك لتنتقمى منى ؟
نظرت المرأة بعينيها لبضع لحظات ثم قالت بحدة بينما تطبق بيدها على عنق دانية لاصقة إياها بالحائط الذى خلفها : أنتِ لم تفعلِ شيئاً و لكنك ولدتِ لتدفعِ ثمن فاتورة والديك .
لتقول دانية بصعوبة بينما تحاول إبعاد قبضتها الحديدية عن عنقها : و ماذا فعل والداى لك إنهما ميتان بالفعل !
لتبتسم المرأة بجانبية ثم تركت عنق الاخرى التى شهقت بقوة لتملئ رئتيها بالهواء بينما تدلك عنقها : ماذا فعل والديك ؟ ، مِن اين نبدأ يا ترى ؟
انهت المرأة جملتها بينما تدور حول الاخرى التى تناظرها برعب ، لتكمل بعدها بنبرة يملؤها الحقد و الغضب : هل نبدأ منذ إحتجازهم لى لمدة أربعين عاماً ام من إبعادهم لى عن حب عمرى ليموت بعدها قهراً ، ام من ابنتى الوحيدة التى ابعدوها هى الاخرى عنى لتقع بيد مسخ طليق ؟لم تستوعب دانية تلك السرعة التى أتت بها الاخرى لتمسكها من عنقها مجدداً رافعة إياها عن الأرض لتصارع محاولة اخذ أنفاسها التى تسلب ، لتقول الاخرى بصوتٍ غليظ بينما تميل برأسها إلى اليسار قليلاً : لقد عذبت نفسياً و جسدياً و ما رأيته طوال تلك الأعوام سأجعلك تجربيه و تَرِيه بأم أعينكِ .
أنت تقرأ
"جعلت قلبى الميت ينبِض" (قيد التعديل)
Vampire- قال بصوتِه الأجش بعد أن إرتشف من كأس الدماء : لقد سئمتُ العمل هنا ، أود القيام بزيارةٍ إلى عالم البشر .. خاصةً الاسكا ! - قالت و دموعها تتساقط من فِنجانين قهوتيها : ليتنى كُنت اعرف أنى سأنقل من السئ إلى الأسوء ! - يا ترى ما الشئ السئ الذى قد يُصِي...