Chapter "18"

16.1K 873 36
                                    

فتحت دانية عيناها لتجد أنها بمكانٍ مسالم و جميل يسلُب أنفاسك و أنظارك ؛ حيث الأرض العشبية الخضراء و تلك الأشجار الضخمة التى تحيط بالمكان فلا تعرف نهايتها ، و تلك الزهور الملونة التى تتمايل مع الرياح بغَنَج فإلتحمت ذرات عطرها الطبيعى مع ذرات الأكسچين لينتشر عِبقها بالمكان جاعلاً منك تستنشق أكبر قدرٍ من الهواء لتحتفظ به فى رئتيك ، و تلك السماء الصافية التى ينعكس لونها السماوى على عيناى دانية التى تتأملها بذهول .

بينما دانية تتابع كل شئ بإنبهار و فاه مفتوح قليلاً ، وقع بصرها على كوخٍ خشبى صغير يبدو متهالك من الخارج ، ولكن لسببٍ ما قادتها قدميها إليه .
ففتحت الباب ببطئ و الذى أصدر صرير عالى ، لتدخل بهدوء بينما توزع أنظارها على أركانه لقد كان مهجوراً .

فإنتفضت بفزع ما إن أغلق الباب بقوة ، لتحاول فتحه و لكن ما من فائدة ، ثم توقفت عن محاولة فتحه ما إن سمعت صوت ضحك رفيع يبدو كصوت الساحرات بالرسوم المتحركة ، لتلتفت برعب لتجد إمرأة تبدو شابة و لكن بنفس الوقت تبدو طاعنة بالسن ، تبدو جميلة و لكن جمالها مظلم ، إنها الشئ و نقيضه .

لتفيق دانية من شرودها ما إن نهضت الاخرى عن كرسيها الخشبى المرصع بالذهب الخالص متجهة إليها .
ولكن متى أتى ذلك الكرسى هنا و كذلك تلك الإمرأة !

لتنطق دانية بنبرة مترددة بينما تخطو للخلف مبتعدة عن تلك المرأة المثيرة للريبة : من أنتَ و ماذا تريدين ؟
لتضحك الاخرى بخفة بينما تضع كف يدها على فمها ثم قالت ببرود و قد تغيرت ملامحها لاخرى أشد حدة : أنا جحيمك يا دانية اما ماذا أريد فأريد روحك ، أريد الإنتقام .
لتبتلع دانية ريقها بتوتر ثم أردفت بقوة مصطنعة : ماذا فعلت لك لتنتقمى منى ؟
نظرت المرأة بعينيها لبضع لحظات ثم قالت بحدة بينما تطبق بيدها على عنق دانية لاصقة إياها بالحائط الذى خلفها : أنتِ لم تفعلِ شيئاً و لكنك ولدتِ لتدفعِ ثمن فاتورة والديك .
لتقول دانية بصعوبة بينما تحاول إبعاد قبضتها الحديدية عن عنقها : و ماذا فعل والداى لك إنهما ميتان بالفعل !
لتبتسم المرأة بجانبية ثم تركت عنق الاخرى التى شهقت بقوة لتملئ رئتيها بالهواء بينما تدلك عنقها : ماذا فعل والديك ؟ ، مِن اين نبدأ يا ترى ؟
انهت المرأة جملتها بينما تدور حول الاخرى التى تناظرها برعب ، لتكمل بعدها بنبرة يملؤها الحقد و الغضب : هل نبدأ منذ إحتجازهم لى لمدة أربعين عاماً ام من إبعادهم لى عن حب عمرى ليموت بعدها قهراً ، ام من ابنتى الوحيدة التى ابعدوها هى الاخرى عنى لتقع بيد مسخ طليق ؟

لم تستوعب دانية تلك السرعة التى أتت بها الاخرى لتمسكها من عنقها مجدداً رافعة إياها عن الأرض لتصارع محاولة اخذ أنفاسها التى تسلب ، لتقول الاخرى بصوتٍ غليظ بينما تميل برأسها إلى اليسار قليلاً : لقد عذبت نفسياً و جسدياً و ما رأيته طوال تلك الأعوام سأجعلك تجربيه و تَرِيه بأم أعينكِ .

"جعلت قلبى الميت ينبِض" (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن