P-6~28

2.4K 168 148
                                    


أشرقَ الصَباح لا زالَ الجَميع يَتخذَ الوقاية الشَديدة مِن خلالِ التعقيم و منعِ الاتصال المُباشر لكي لا يَتفشى مَرضَ الطاعون فيما بَينهُم و أيضاً يتعاملونَ معَ المَلك مِن خَلفِ الباب لا أحد منهُم مُستَعد لخدمته مُباشرة لا أحد منهُم مُخلص بِما يَكفي بِمُجَرد مَرضه فَرحَ الجَميع و تمنوا موته لكي يحكموا سيطرتهُم

سولا ما كانَ يَهمها كلَ هَذا بَل هيَ الوحيدة مَن جَعلت اتصالها مُباشر معه و أكثرَ مِن ذَلك لدرجة أنها أخذت منه قُبلة مؤلمة بَعضَ الشَيء أرادت أن تَكونَ لهُ كلَ شَيء و لن يَشعرَ أنهُ وحيداً و بالفعل قُربِ سولا و تَضحيتها له ابكى المَلك و هّذهِ مرتهِ الأولى لطالما كانَ قاسياً حتى معَ نَفسه يكتمَ صِراعاته داخله بِبؤس

أتت سولا و معها الإفطار وضعت الصحون و جَلست أمامه على السَرير تَرى المَلك بالكاد يَفتح عَيناه لشدةِ المَرض "مولاي هَيا كُل طعامك لكي اُعطيكَ الدواء لعله يُخفف عَنكَ قليلاً" أنصتَ المَلك ليسَ لديهِ مزاج لأي شَيء كلَ ما يُريده النَوم لكن معَ ذَلك لا يُمكنه اهمالَ نَفسه لذلكّ بدأ يتناول إفطاره و سولا تُراقبه

"كُلي" نبسَ المَلك بينما يأكل عادت مِن شرودها به هَزت رأسها بِخفة "كُل أنت أنا سأكل لاحقاً" عندما اعتَرضت نَظرَ نَحوها و نَظرته كافية لِتَتراجع مَدت يَدها و أخذت الخُبز وضعت المُربى فَوقه ثمَ امسكته بكلتا يَداها و أخذت قضمة داخلها سَعيد و هيَ تَرى نَفسها تُشاركه كلَ شَيء ابعدت حُدقتيها تأكل و تُحدق هُنا و هُناك

نَظرَ المَلك إليها و بالأخص الى فَمها و كيفَ تُحركه بِلُطف تَهزَ رأسها بِخفة على ما يَبدو أنها مستمتعة و تستلذَ بالطعام نَظرَ الى يَدها التي تُمسك الخَبز مِنَ الطَرف رَفعَ يَده و قلدَ كيفَ تُمسِكَ الخَبز بلُطف و نعومة التَفتت سولا نَحوه و سُرعانَ ما غَيرَ وضعيته مَدت يَدها و أخذت زيتونة واحدة ليست تلكَ التي اعترضت مشاركته الإفطار

نَهضت سولا أخذها الشرود أخذت خطواتها نَحوَ النافذة و قطعةَ الخُبز لا زالت تُمسكها بِنعومة و بأطرافِ أصابعها يُحدق المَلك خَلفها ابتدأت نَظراته مِن شَعرها نزولاً الى الأسفل تَمعنَ انوثتها جَيداً و انحناءات جَسدها هيَ صَغيرة لا يَفهم لِمَ تَملك هَذهِ التفاصيل التي تُفقده عَقله و ليسَ ذَلكَ فَقط بَل تُغضبه بِجنون

"أنها تُمطر" نبست سولا بينما تتأمل الخارج تُفكر بأختها طَمأنتها الخادمة الكبيرة عَنها عندما أتت بالإفطار لكن معَ ذَلك سولا قلقة بِشأنها تأمل أن تَكونَ مُطيعة و تَهتمَ بِدروسها التَفتت سولا جانباً تُحدق نَحوَ المَلك وجدته يَنظر إليها بتأمل شَديد لم يُبعد عَيناه عَنها بَل و بكلِ جرأة يَتفقدها و ذَلكَ جَعلها تَرتبك

28 سبب // PJM KSG Where stories live. Discover now