P-18~28

2K 148 146
                                    



جَهزَ الخَدم طاولةَ الطعام في الجناحِ الملكي كانت فاخرة و مُرتبة بحسبِ المطلوب أي تليقَ بالعائلة التي تَقبلت المَلك جيمين و كانوا جَميعهُم الى جانبه ولم يَرفض أحدهُم علاقته بِسولا رغمَ الفارق العُمري الذي بَينهُما فهُم عائلة متَفهمة جداً لا يَتدخلون بحياةِ الآخرين و يحلونَ الأمور بكلِ سلاسة و تفاهم

يَجلسَ المَلك عالى عَرشه يُحدق نَحوَ الطاولة فيها كلَ ما قَد تشتهيه أنفسهُم و هوَ الآن بانتظارهُم بالنسبةِ له تَغيرَ مزاجه كثيراً و شَعرَ أنَ الحياةَ باتت تُكافئه دَوماً و التجأت إليه بعدما كانَ يَعيشها بسوء و قلةِ شَغف في الوقتَ الحالي دَخلَ حياتهِ العديدَ مِنَ الاشخاص و جميعهُم جيدون لذلكَ انفتحَ و أحبَ الحياة و كلَ ذلكَ بسببِ سولا

فَتحت سولا بابَ الجِناح و دَخلت مُسرعة كلَ ظَنها أنها قَد تأخرت لكن تَوقفت بمكانها عندما أبصرت لم يأتي أي أحد بَعد اشاحت بحدقتيها نَحوَ المَلك الذي يتأملها بِشوق بَدت مُرتبكة لكونهما وحدهُما لا تريدَ ذَلك لأنه بِمُجرد إن يَقتَربَ منها سَتحتضنه بكلِ ذلكَ الشوق الذي بداخله هيَ تُحاول جاهدة أن تبدو صَعبة

تَركته و أخذت خطواتها نَحوَ الطاولة سَحبت الكرسي الثاني و جَلست ضَمت يَداها بِبعض تَضعهُم على فخذيها تُحاول ألا تبدو متوترة تُحدق الى الطاولة تجدَ الطعامَ المنوع شَهياً جداً و هيَ حقاً جائعة لا تُطيقَ الانتظارَ أكثر و أكثرَ ما تُلاحظه أنَ الطعامَ المُفضل لها موجوداً على الطاولة و هَذا ما جَعلها سَعيدة

نَهضَ المَلك مِن عَرشه و أخذَ خطواتهِ نَحوَ الطاولة سَمعت سولا صَوتَ خطواتهِ فتظاهرت بأنَ كلَ شيء على ما يُرام سَحبَ المَلك الكرسي خاصته الذي يترأسَ الطاولة و جَلس لاحظَ أنَ سولا لم تَجلس الى الكرسيَ الأول الذي يَقربه و السَبب واضح لكن لا يَهمهُ ذَلك الأهم أن تَكونَ أمامَ عَيناها يتأملها قَدرَ ما يَشاء

التزمَ كِلاهُما الصَمت يَنتَظران تُحاول سولا جاهدة أن تتجاهله بِنظراتها و تكتفي بالتحديقِ حَولها الى الجِناح و الطاولة لكن هُناكَ لحظة تُحدق نَحوه تَجده يتأملها بِعيناه المُثيرة لا يَكفَ ولا يَشبعَ منها تحتحمت سولا بِخفة حَدقت نَحوَ الزيتون مَدت يَدها و أخذت واحدة اكلتها لكي تَسدَ جوعها حتى تأتي عائلتها

"لو أنَ خالتكِ هُنا لوبختكِ سَتقولَ لكِ لا تأكلي قَبلَ أن يَجتمعَ الجميع حتى و إن كانت زَيتونة فتلكَ احدى آدابَ المائدة" عندما قالَ ذَلك نَظرت سولا إليه تراه يَعلم عَن قوانينَ خالتها المنتَظمة "لكنها ليست هُنا!" نبست دونَ اهتمام و هيَ واثقة أنها يُمكنها فعلِ ما يَحلو لها عندما لا تكونَ خالتها معها التي تُقيدها و بشدة

28 سبب // PJM KSG Where stories live. Discover now