P-8~28

2.4K 178 238
                                    




في صباحِ يَومٌ جَديد دَخلت الخادمة الكبيرة الى جِناحِ المَلك لهذا اليوم هوَ أيضاً ليسَ بمزاجه و اسوء مِن أي يَومٌ آخر و هَذهِ المرة السَبب سولا انحنت السيدة أمامه و أعلمته بوصولِ رسالة إليه لذلكَ سَمحَ أن تأتيه قَدمتها له و بعدها غادرت الجِناح فتحَ المَلك الظَرف و أخرجَ الرسالة بدأ يَقرأ بإمعان ما تَنصه

تَغيرت تعابيرَ وجهه ازدادَ البرود و عقدَ حاجبيه بِخفة و بعدَ انتهاءه مِنَ الرسالة جَعدها و رماها على الأرض كلَ ما كانَ مكتوبٌ بِها غيرَ مُهم ولا يأبه لم تبقى الكلمات بذهنه بَل عادَ يُفكر بِتلكَ التي تُغضبه لا سَبيلَ أمامه لفعلِ شَيء و في كلِ مَرة يجتمعان يَنتهي بلا شيء لا تَحصلَ على حُبه ولا يَحصلَ على تَفهمها

تتواجد سولا في غُرفتها تَجلس على سَريرها تستند بظهرها على الوسادة للخَلف تلتفت جانباً تُحدق نَحوَ النافذة بِشرود لا تبكي أو تُظهر أي تعابير أنما كلَ شيء باتَ واضحاً و انتهت مُحاولاتها و من ناحية أخرى وجدت أنها فَرضت نَفسها عليه و هَذا ليسَ مِن حَقها طالما يَنتظرَ الحياةَ التي تُلائمه فلن تَقتربَ منه

في هَذهِ الأثناء طُرِقَ الباب انتَبهت سولا له فَتحته هاني و دَخلت "هَل أنتِ على ما يُرام؟" نبست و أخذت خطواتها نَحوها أومأت سولا لها تَبتَسم بِخفة لكن في الحقيقة هيَ ليست كذلك جَلست هاني بطرفِ السَرير و ظَلت تَنظرَ إليها كلَ ما بِها يوحي الى حزنها و افتقادها الى شَيء "لماذا لا تَخرجين الغُرفة ستحطمكِ"

مَدت هاني يَدها و أمسكت يَد سولا تُحاول أن تُشعرها بالراحة "أنا بخير هَكذا ليسَ لديَ ما أفعله لذلكَ رغبتُ بالراحة" تُجيب سولا بكلِ هدوء لكن العواصف بِداخلها ولا يُمكنها شَرحَ شعورها و الى أي دَرجة هوَ مؤلم لن يَفهمها أحد و كلَ حديثهُم سيكون أنها طفلة ليسَ عليها أن تمتلك مشاعر و أن تكونَ صائبةَ الاختيار

"لكن أليستِ خادمةَ المَلك و عليكِ أن تَقومي بعملكِ؟" عندما قالت هاني ذَلك نَظرت سولا إليها باتَ ذكرِ الخادمة يُذكرها بحديثِ المَلك و هوَ يُريد شريكةَ حياته أن تَكونَ الأغنى "لم أعد خادمته" هيَ هَكذا في كلِ مَرة أولَ قَرار تَتخذه ألا تَكونَ خادمته لكي لا تراه لكن هَذهِ المرة هيَ قَد حَسِمت أمرها ولن تراه

"حسناً افعلي ما يحلو لكِ لكن إن عاقبكِ لا تأتِ باكية" تَذمرت هاني منها لم تُبدي سولا ردةِ فعل الحقيقة الوحيدة التي تلقتها مِنَ المَلك أنهُ لا يُحاسبها على اخطائها و عصيانها تَنهدت و ارتَمت برأسها على وسادتها أغمضت عَيناها تتمنى لو تَفقدَ ذاكرتها أو يَحدثَ ما يُنسيها كلَ هَذا تحبسَ نَفسها لكي لا تراه

مَرَ الوقت مِنَ الصباح يَخوضَ المَلك شؤونَ مملكته كالمعتاد لكن هُناكَ ما هوَ غيرَ مُخططٌ له قَد حَصل و هوَ الرسالة لم تَصله هوَ فَقط بَل وصلت الى كلِ مَن له يَد في إدارةِ المملكة لذلكَ دَخلَ القائد سونقمين الى جِناحِ المَلك حاملاً بيده الرسالة و بعضَ التفاؤل يَرتَسم على وجهه وقفَ أمامه ثمَ انحنى بكلِ احترام

28 سبب // PJM KSG Where stories live. Discover now