الفصل السادس ❤

93.5K 5.5K 1K
                                    


دلف جابر الي المنزل و هو يشعر بالراحة فقد حصل اخيراً على وثيقة الزواج فقد كان من الصباح يعمل على تسريع الاجراءات حتى  يحصل عليها قبل عودته للقرية  لذا اتصل بجعفر لكى ينقل غزل الى القرية حتى لا تبقى بالمشفى بمفردها بوقت متأخر... فهو لم يرغب بالعودة الى المنزل بدون تلك الوثيقة فقد كانت مهمة للغاية لما يخطط له..

خرج من افكاره تلك و قد تجمد جسده فور ان دلف الى ردهة المنزل و رأى العائلة مجتمعة هناك و على وجوههم يظهر الهلع و الخوف بينما والده كان جالساً على مقعده يبكى صارخاً بان يحضر احد الاسعاف..

خطر بعقله على الفور شقيقته بسمة فهى من تمرض من كل حين الى اخر  لكنه تذكر ان بسمة ليست بالمنزل فقد سافرت الى القاهرة لقضاء عدة ايام لدى  اقاربهم مما جعله يطمئن قليلاً..

اسرع نحو والده الذى كان يبكى بشدة و جهه شاحب  هاتفاً بقلق
=فى ايه يابا....ايه اللى حصـ......
لكنه ابتلع باقى جملته عندما اتبع نظرات والده الصامتة لتتجمد الدماء بعروقة و انحبست انفاسه داخل صدره كما لو كان يختنق فور ان وقعت عينيه على جسد غزل الملقى على الارض والدماء تحيط به...

لم يشعر بنفسه الا وهو  يركض نحوها و وقع منهاراً بجانبهل وهو يصرخ باسمها بصوت ممزق و كامل جسده ينتفض بذعر شاعراً بروحه تكاد تغادر جسده فور ان ادرك انها مصابة بطلقاً نارى....

تحسس بيده التى كانت ترتجف بعنف جانب عنقها بحثاّ عن نبضها ليهدئ ذعره قليلاً عندما وجده لا يزال ينبض لم ينتظر و اسرع بحملها بين ذراعيه صارخاً بجعفر الذى كان واقفاً يتابع ما يحدث بوجه متجهم قلق...
امره جابر و هو يندفع خارج المنزل ركضاً وهو يحمل جسدها الهامد بين ذراعيه بان يفتح  باب السيارة و القيادة الى المشفى باقصى سرعة لديه ...

جلس جابر بالمقعد الخلفى للسيارة كان وجهه شاحب وعينيه محتقنة بلون الدماء
يضم الى صدره جسد غزل النازف بين ذراعيه بينما يحاول بهسترية كتم الدماء المنسدلة من اعلى صدرها بيده المرتجفة..
بينما يهمس بصوت متألم مختنق باسمها و يقين بداخله انه سوف يفقدها هذه المرة بالفعل...
لكنه لن يستطيع العيش بدونه... لا لن يستطيع رفع عينيه الى اعلى هامساً بتضرع بصوت ممزق و الدموع تسد حلقه
=يا رب متختبرنيش فيها... الا هى يا رب.... الا هى يا رب
 
ضم جسدها اليه بقوة مما اغرق ملابسه بدمائها..
بينما غمغم جعفر الذى كان يراقب جابر من خلال المرآة الامامية باعين تلتمع بالشفقة فبحياته لم يرى جابر  العزايزى منهاراً او ضعيفاً بهذا الشكل المثير للشفقة
=مين اللى عمل فيها كدة يا باشا؟؟

لم يجيبه جابر فهو بهذة اللحظة لا يهتم بمعرفة من فعل بها هذا فكل ما يهتم به الأن هو ان ينقذها بعدها سيعلم من فهل ذلك و سيسحقه تحت اقدامه..

صرخ بجعفر بان يسرع بينما يشدد من احتضانه لها دافناً وجهه بعنقها و هو بهمس بصوت ممزق
=كله الا انك تسيبنى يا غزل... ده انا استحملت اللى مفيش بنى ادم يقدر يتحمله علشان موصلش معاكى للنقطة دى....
مرر يده فوق وجهها الشاحب الساكن ليتلطخ بدمائها التى كانت تملئ يده وهو يدعى الله بان ينقذها من اجله..

خطاياها بينناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن