((البارت الثاني))

1K 70 0
                                    

توجهت سما إلي قاعة المحاضرات وكادت ان تدلف ولكن شهقت بصدمة مما تراه فكان المعيد الخاص بها بالداخل من الاساس وكان يعطيها ظهره وضعت يدها علي فمها كي لا تصدر اي صوت حولت نظرها للمدرج فوجدت صديقتها ((مايا)) تلوح لها فنظرت سما للمعيد مجداً ثم تسللت بحذر إلي المدرج وما كادت ان تضع قدمها حتي توقفت علي ذاك الصوت الذي ينادي خلفها بأسمها اعتدلت في وقفتها واخذت نفس عميق للمواجهة ثم استدارت للخلف فوجدت المعيد ينظر لها بغضب وقال : برة يا سما ..... قالت سما بغبائها المعتاد وهي تشير إلى نفسها :أنا يا دكتور ؟؟؟ قال المعيد الذي يدعى ((يوسف)) : أيوة أنتي. أنتي شايفة كام سما هنا ؟؟ ..... قالت سما بغباء شديد وهي ترفع يدها وكأنها تعرف الجواب : أنا عارفة .انا عارفة. في اتنين ......ثم قالت وهي تعد علي يدها : في أنا وفي سما محمود وبس. ..... قالتها ببساطة وبسمة بريئة غير مبالية بذلك الغاضب امامها. قال يوسف بغضب عارم :اطلعي برة يا سما مش هقول تاني. .... امتلئت عيني سما بالدموع وقالت بأسف : أنا أسفة بجد يا دكتور يوسف مش هكررها تاني . أوعدك آخر مرة والله ماشي........ قالت جملتها برجاء. فتنهد يوسف بحزن علي دموعها فهو يعلم انها لا تقصد فعل ذلك  فهي طيبة  ولطيفة وفوق ذلك ذكية ومتفوقة ولكن أحياناً تكون غبية ومتهورة ولكن حقاً أنها تشبه الأطفال لا بل إنها طفلة بحق .قال يوسف بأستسلام : خلاص يا سما آخر مرة. بس لو اتأخرتي تاني مليش فيه تمام؟؟ ..........قالت سما ببسمة وفرح متناسية أنها تكلم المعيد : تمام يا اسطى. يلا اشرح المحاضرة ياض........ ثم صعدت المدرج وجلست بجوار صديقتها والصمت هو سيد الموقف نظرت سما لهم باستغراب وقالت بغباء : إيه بتبصولي كدة ليه. هو في حاجة على وشي........ قالت جملتها بغباء شديد وهي تحول نظرها بين الجميع إلي أن وقع نظرها على يوسف الغاضب والآن فقط لاحظت ما قالته التو. قالت بسرعة وهي تشعر بالخوف : أنا أسفة أنا أسفة أنا أسفة. بجد انا مأختش بالي خالص والله. بص عندي فكرة. إيه رأيك أجبلك حتة كيك من اللي ماما هتعملها النهاردة ؟؟ ......قالت جملتها ببسمة طفولية بريئة.......قال يوسف وهو يتنهد من تلك الحمقاء : قوليلها دكتور يوسف عايز يدوق عمايل ايد ست الكل. بت هاتي حتتين مش واحدة مفهوم!!..... قالت سما بفرحة وبسمة بريئة :هخليها تعملك صينية بحالها كمان. ......قال يوسف وهو يبتسم على تلك الطفلة الغبية : ماشي يا سما . يلا نبدأ  المحاضرة بسم الله............ .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ وبعد ساعتين أنتهت المحاضرة وكادت سما تذهب برفقة مايا ولكن اوقفها صوت المعيد فأستدارت ببسمة وقالت :نعم يا دكتور فيه حاجة؟؟ ابتسم لها يوسف وقال :اه كنت عايز أقولك متتأخريش تاني يا سما انتي من الطلاب المتفوقين وأنا مش عايز حاجة تفوتك علشان ميقصرش عليكي فلوسمحتي متتأخريش تاني ماشي!! قالت سما :حاضر يا دكتور. .........ثم غمزت له وقالت :ومتقلقش منستش الكيك. ضحك يوسف على تلك المجنونة وقال :ماشي يا ستي أنا مستني وقولي لماما تسلم أيدك مقدماً. ........قالت سما وهي تذهب :تمام يا باشا سلام يا بوص. ثم ذهبت هي وصديقتها فقال يوسف وهو ماذال يضحك :بت مجنونة اقسم بالله . ........اما عن سما فكانت تسير مع صديقتها فقالت مايا :يا بنت المجنونة ايه اللي عملتيه النهاردة دة. دة انتي متخلفة بجد . يعني جاية متأخرة وكمان  كنتي طالعة عادي ولا كأنه موجود . ومش بس كدة لا كمان بتقوليله يلا اشرح المحاضرة ياض . ياض يا سما. قالت سما بضيق : خلاص ياختي. إيه هتمسكيها عليا ذلة ولا إيه. محسساني إني ارتكبت جريمة قتل. مكانتش جملة طلعت بالغلط. الله!! ......قالت مايا وهي تكاد تنفجر منها :معلش أبت أمظلومة انتي. ......ثم ربتت على كتفها واكملت : معلش كله ظالمك يا قلبي. .......قالت سما وقد صدقت حديث مايا :اه والله شوفتي بيظلموني إزاي. يا رب أنا مش مسمحاهم يارب. يا رب انتقملي منهم يارب. ......ضربتها مايا وهي تشعر أنها ستنجلط منها وقالت :أمشي يا بت أنا هنشل منك ومن هبلك ده أمشي. .....قالت سما بضيق منها :خلاص يا بت متزقيش بس. الله!! ........قالت مايا بدعاء عليها :عوض عليا عوض الصابرين يارب .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ في قسم الإعلام خرجت الفتاتان معاً من الجامعة وهم يتحدثان عن امور مختلفة ولكن أعترض احد الشباب طريقهما .......رفعت جودي نظرها لذالك الشاب وقالت بحدة :عايز إيه يا رامي؟؟ ......قال رامي بنظرة خبيثة :عايزك انتي يا قمر. .....قالت بحدة وغضب :أمشي يا وسخ بدل ما افضحك في الجامعة .... قال هو بخبث وهو يقترب منها :ليه بس الغلط يا جميل ما إحنا كنا حلوين ..... قالت جودي بغضب: لو ممشتش من وشي لهخليك تقول حقي برقبتي . قال رامي وهو يقترب منها اكثر: اهدي كدة بس يا قمر احنا لسة مقلناش حاجة. وفجأة وبدون مقدمات وجد صفعة تسقط على وجهه. نظر لها بغضب عارم ولم يكد ليتحدث حتي تلقي منها لكمة في معدته . انحنى للأمام وهو يمسك معدته ويتأوه بألم ثم قال والشرر يتطاير من عينه : والله لربيكي يا جودي الكلب انا بقي هوريكي ازاي تضربي رامي الأسيوطي . ضحكت جودي بجنون ثم قالت ببسمة ارعبت رامي: وقعت مع الشخص الغلط يا رامي ...... توجه لها رامي وصفعها بقوة ودخلوا معاً في شجار عنيف وتجمع الناس .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ في مكان آخر ودعت سما صديقتها مايا ثم ذهبت للقاء بنات عمها وجدت ملاك في انتظارها توجهت لها ببسمة قائلة : خلصت يا باشا . ضحكت ملاك وقالت : ايوة يا كبير وكنت مستنياكي. ابتسمت سما وقالت وهي تلتفت براسها: طب. ايه؟؟ ......تعجبت ملاك و قالت : إيه؟؟ فقالت سما :لسة محدش جه؟؟ أنا بزهق بسرعة. قالت ملاك وهي تجلس على مقعد ما : والله يا أختي وأنا كمان بس اهو ! نعمل إيه بقى. القدر يا بُنيتي . زفرت سما بضيق وجلست بجوار ملاك وفجأه سمعت الفتاتان شخص ما يصرخ باسمهما نظرت جهة الصوت فكانت تالا تقترب منهم ولكن كانت مضحكة بتلك المشية فلقد كانت تمشي وهي تنفخ صدرها وتشمر كميها وترفع زراعاها وكانها علي وشك الشجار وقالت بصوت مرتفع : انتي يا بت منك ليها مش قلتلكم ت آآآآآآآآآآآآه. توقفت عن التحدث عندما تعثرت في حجر ما وسقطت على الارض نظرت سما لملاك وملاك لسما ثم انفجرتى في الضحك عليها فقالت تالا بتآوه :آآآآه ياني ياما. يا محسود ياما. يا صغيرة على الوقوع يامااااااا. انتي يا بت منك ليها تعالوا قوموني يلا. استمرت سما وملاك في الضحك إلى أن استمعت سما مجدداً لصراخ احد بأسمها نظرت للصوت وصدمت من منظر حور التي كانت تبكي بشدة وتصرخ بأسمها فزعت سما لمنظر حور واقتربت منها بسرعة وقالت بخوف : حور في ايه؟؟ وفين جودي؟ إيه اللي حصل؟؟ ........قالت حور بدموع وشهقاتها تعلو اكتر :جودي يا سما ...... جودي بتتخانق........الحقيها بسرعة ........هو ضربها.........بسرعة يا سما . فزعت سما من كلمات حور وشعرت بالرعب علي اختها واخذت تركض الي جامعة اختها والفتيات خلفها .وبعد فترة وصلت سما للجامعة فوجدت تجمع من الناس توجت له بسرعة فوجدت جودي تضرب ذاك الفتي وتسبه ودموعها تسيل على وجنتيها وهو يحاول صفعها ولكن الناس تمنعه وهو يصرخ بها ويحاول الفكاك منهم وفجأة وجد من يقف امامه ويقول : جري ايه يا عنيا.من الصبح وانت عمال تزعق وتشتم ومش عامل حسابك إني واقفة وسمعاك. ماتلم نفسك يا بابا . نظر رامي لتلك التي تتحدث ولم تكن سوي سما وقال : وأنتي مين بقي ان شاء الله علشان تدخلي في اللي ملكيش فيه. نظرت له بغضب وقالت بحدة : لا ادخل ونص يا حبيبي. والي متعرفهوش أن اللي بتتخانق معاها دي أختي وأنا وبنات عمي هنعلمك الأدب وهنخليك تفكر مليون مره قبل ما تكلم جودي أو تضايقها. يلا يابنات وروني إسراء علمتكم إيه . قالت جملتها وانقضت هي وملاك وتالا علي رامي لتلقينه درس لن ينساه بينما حور كانت تضم جودي التي تبكي . اما سما فكانت تضرب رامي بغضب عارم وهي تري دموع شقيقتها امامها وملاك تضربه في معدته بقوة وغضب شديد من انه ازعج اختها فالفتيات يعتبرن بعضهن اصدقاء واخوة قبل أقارب. وتالا كانت تضربه بشراسة وهي تسبه بألفاظ سيئه والجميع يحاول ابعادهم ولكن كيف؟؟ فهم عصابة ((فراشات الجحيم)) فهم سميوا بهذا اللقب لانهم شرسون جداً.  فهم من الخارج يبدون كفراشات رقيقات ولكن من الداخل شرسات حد الجحيم....ابتعدت الفتيات عن رامي والذي لم يعد يبدو له اي ملامح في وجهه من كثرة الضرب .  نظرت له سما بأستحقار ثم قالت :غلط لما لعبت مع فراشات الجحيم.  ...... ثم تركته وتوجهت لجودي التي تتوسط أحضان حور ثم اخذتها هي وبنات عمها
وتوجهت خارج الجامعة. أما عن رامي فنظر مكان ذهابهن وقال وهو يلهث من كثرة الضرب: أقسم بالله لوريكم مين هو رامي الأسيوطي . وهخليكم تتمنو الموت و متطلوهوش . انهي كلامه وخرج أيضاً من الجامعة.  ....وبعد مدة قصيرة . في حديقة قريبة من الجامعة.  كانت الفتيات جالسات علي العشب الأخضر . قالت سما بعد أن هدأت جودي: خلاص يا جودي هِديتي ؟؟......هزت جودي رأسها بإيجاب وهي تمسح دموعها فقالت ملاك بنبرة حادة بعض الشئ :عملك إيه الزبالة دة؟؟....ابتسمت جودي لغضب ملاك وقالت  بهدوء :هو بقاله فترة أصلاً بيعاكسني انا وحور بس المرة دي أنا اتعصبت وضربته بالقلم وضربته في بطنه فهو إضايق وضربني بس انا اسكت لاااا مبقاش جودي بنت إسراء لو سكت قمت صرخت وجمعت الناس وقولت ((تعالوا يا ناس اتفرجوا علي وساخة الزبالة دة عمال يعاكسني انا واختي وقال ايه! عايزك انت يا جميل)) وبعدين ضربته وبهدلته وشتمته ومرمت امه اصل تربية إسراء يا بنات مش اي تربية..... قالت جملتها الاخيرة بمزاح فضحك الكل  عليها. فقالت تالا : بس الواد يا عين امه صعب عليا انضرب واتبهدل خالص وحسيته هيموت من الرعب خصوصاً لما سما قالت((غلط لما لعبت مع فراشات الجحيم)).... ضحك الجميع فقالت سما بجدية : بس مدام مخفتيش منه يا جودي كنتي بتعيطي ليه؟؟ قالت جودي بخفوت : علشان شتمني بامي وانتي عارفة اني مبحبش حد يشتمني بماما..... ابتسمت سما لاختها بحنان وقالت :متزعليش نفسك يا قلبي . ثم قالت بمزاح :وبعدين الصراحة هو ليه حق يعاكسك بعيونك الخضرى ولبسك اللي مخليكي زي القمر ده.. ده انتي تتخطفي بشكلك ده مش تتعاكسي بس....... قالت جودي بتعجب: هو انتي بتعاكسيني ولا بتأنبيني ؟؟......قالت سما وقد عادت لطبيعتها : لا بأنبك إيه أستغفر الله العظيم حد يقول كدة.... ضحكت الفتيات ولكن فجأة شهقت سما بصدمة وهي تنظر خلف الفتيات.

عشق منذ الطفولة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن